في ظل حكومته المتشددة دينيًا..

ما رسالة نتنياهو من انتخاب «شاذ» رئيسًا للكنيست؟

بنيامين نتنياهو وأمير أوحانا
بنيامين نتنياهو وأمير أوحانا

سمى الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا رئيسًا جديدًا له، في خطوة تحمل سابقة في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ قيامها عام 1948، باعتبار أن أوحانا، وهو أحد المثليين جنسيًا.

يأتي ذلك على الرغم من سيطرة الأحزاب اليمينية المتطرفة والدينية على حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، وهي أحزاب ترفض المثلية الجنسية، كما أن أحزاب الحريديم، المنخرطة في الائتلاف الحكومي، والمتمثلة في حزبي "شاس" و"يهودية التوراة" ترفض هذه المسألة كما تطالب بالفصل بين النساء والرجال في مناحي الحياة داخل الدولة اليهودية، وفق رؤيتهم.

وانتخب البرلمان الإسرائيلي الوزير السابق أمير أوحانا، الذي ينتمي لحزب "الليكود"، الذي يتزعمه نتنياهو، رئيسًا جديدًا للكنيست، ليكون أول مثلي يتولى هذا المنصب في تاريخ إسرائيل.

وتم انتخاب أوحانا الذي دخل البرلمان، في العام 2015، بأغلبية 63 صوتًا، فيما صوت خمسة نواب ضد القرار وامتنع نائب واحد عن التصويت.

وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، قبل أن يتم المصادقة على تشكيل الحكومة أو تعيين لأوحانا رئيسًا للكنيست، تعهد نتنياهو، في رسالة موجهة للغربيين، بالحفاظ على حقوق المثليين في إسرائيل.

محاولة نتنياهو طمأنة المثليين والأوروبيين

وفي غضون ذلك، أوضح أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن ذلك جاء لطمأنة المثليين والأوروبيين خاصة أن بنود اتفاقه مع حزب "يهودية التوراة" المتشدد تخالف ذلك، مشيرًا إلى أن جزءًا من هذا الاتفاق ضد المثلية، ومع الفصل بين الرجال والنساء في المدارس والمناسبات العامة وغيرها من بنود تعطي دلالة على سيطرة الدولة الدينية.

وأضاف الرقب، في تصريحات لـ"بوابة أخبار اليوم" أنه "عند نشر بنود الاتفاق مقدم نشرة الأخبار في القناة ١٢ العبرية قال هذا انقلاب".

وقال الرقب: "نتنياهو يريد أن يضمن الحصانة له أولا ثم يبدأ بالتملص من بعض هذه البنود حتى يلتزم بأفكاره التي طرحها من قبل".

وصوّت الكنيست الإسرائيلي، اليوم الخميس 29 ديسمبر، لصالح تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي سيتولى رئاسة الحكومة في حقبة ثالثة.

وقالت القناة الـ12 العبرية إن 64 نائبًا صوّتوا لصالح تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، فيما عارضها 54 نائبًا بالكنيست.

وأجرت إسرائيل في الفاتح من شهر نوفمبر الماضي خامس انتخابات تشريعية في غضون ثلاث سنوات ونصف العام، في ظل أزمة طاحنة للداخل الإسرائيلي، نتج عنها اللجوء لصناديق الاقتراع أكثر من مرة، وفي كل مرة كانت نتائج تلك الانتخابات لا تحمل أي حسم يؤدي لتشكيل حكومة مستقرة في دولة الاحتلال.

اقرأ أيضًا: خاص| خبير بالشؤون الإسرائيلية: حكومة نتنياهو ستواجه صراعًا بين العلمانية والدينية

وعلى عكس سابقاتها من الانتخابات، جاءت نتائج هذه الانتخابات حاسمة، فيما يتعلق بتوزيع المقاعد بين الكتل، فنال المعسكر اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو 64 مقعدًا داخل الكنيست، ليتمكن من الوصل إلى أغلبية مريحة تُمكنه من نشكيل الحكومة منفردًا، دون الحاجة إلى استقطاب أحزاب تحمل أيدلوجية سياسية مغايرة لليمين المتطرف في إسرائيل.

وعلى إثر ذلك تم تسمية نتنياهو رئيسًا جديدًَا للحكومة الإسرائيلية، في حقبة ثالثة، بعدما أوصى 64 نائبًا بالكنيست لصالحه توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهو ما تم بالفعل، ليعود نتنياهو، أكثر من جلس على كرسي الحكم في إسرائيل إلى موقعه في السلطة مرة ثالثة.

وسبق أن تولى نتنياهو رئاسة الحكومة في حقبة أولى بين عامي 1996 و1999، وحقبة ثانية بين عامي 2009 و2021.