شجون جامعية

التَجربُةُ القَطَرية

حسام محمود فهمى
حسام محمود فهمى

الدنيا تَجاربٌ والتَجاربُ تصنعُ التاريخَ، سيئةً كانت أو جيدةً. نَظَمت قطر كأس العالم لكرة القدم فى الفترة ٢٠ نوفمبر - ١٨ ديسمير ٢٠٢٢، بعد سنواتٍ من الإعدادِ الدقيقِ والتجهيزِ الشاقِ. تعرَضَت لحملاتٍ عدةٍ قبل البطولةِ تحت مسمياتِ اِنتهاكِ حقوقِ العمالة والرَشاوى، وأثناءَها بزعمِ تهديدِ المثليين. تحمَلَت قطر كثيرًا ووصلَت بالبطولةِ لبرِ الأمانِ والتمَيُّزِ.

الأهمُ هو الدروسُ المستفادةُ، وأوضحُها أن الغربَ يرفعُ شعاراتِ التسامحِ والمساواةِ للضغطِ على الشعوبِ المُستضعفةِ والمُحتاجةِ وإخضاعِها، وأنه لا يقبلُ أن تنجحَ شعوبٌ خارجَ حدودِه وقيودِه، وكأن نموذَجَه هو الأوحدُ. لكن التجربةَ القطريةَ أكدَت أن للنجاحِ نماذِجًا مُختلفةً، وأن التمَسُكَ بالهويةِ الوطنيةِ لا يُخجَلُ منه، لكنه موجِبٌ للاِحترامِ.

وإذا كانت تحيةُ قطر واجبةً، فإن الجزائرَ أيضًا تستحقُ التقديرَ لمواجهتِها الشجاعةِ لفرنسا بجرائمِ الاِحتلالِ ولعدمِ الاِنحناءِ لها. أين ذلك ممن يشعرون بنقصٍ تجاه الغربِ؟ ماذا قدَمت الجامعاتُ ذات التسمياتِ الأجنبيةِ للمجتمعِ المصري، عاداتِ الغربِ وتقاليعَه أم التعليمَ الحقيقى وأخلاقياتِه؟ ألا تنكسرُ عيونٌ عن مراجعةِ جامعاتٍ ترفعُ شعاراتٍ مثل تعلمْ عندنا كأنك تتعلم فى البلد الفلانى؟ ما العائدُ من تقليصِ سنواتِ الدراسةِ فى الجامعاتِ وبالذاتِ كلياتِ الهندسةِ وكأنها الحلُ لمشاكلِ التعليمِ المصرى؟ أهو تقليدٌ لجامعاتٍ أنشِئت كأنها الغربُ فأصبَحَت القدوةَ لجامعاتِ الحكومةِ الأقدَمِ والأكثرِ خبرةً؟

ولو افترضنا ضرورةَ التقليدِِ على المستوى الجامعى أليسَ من الضرورى تشابهُ النظامِ قبل الجامعى؟؟ وهل فى النموذجِ الغربى المُدَعى اِستِنساخِه إنكارُ آراءِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ المُنزَهين عن الكراسى؟ المواطنُ الغربى عزيزٌ فى موطنِه مُصانٌ خارجَه، هل للمصرى ذاتُ النصيبِ من باب أولى؟

نَجَحَت قطر بعِزةٍ وسَخاءٍ فغَضَبَ الغربُ وتنَمرَ ولن يَرضى؛ أيُعتبَرُ نموذجًا يُحتذَى؟! سؤالٌ لمن يعتبرون التمسُحَ فى الغربِ مفتاحَ النجاحِ.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس