أفكار متقاطعة

بابا نويل يوزع الصدقات

سليمان قناوي
سليمان قناوي

نسأل الله السلامة من العشرية الثالثة للقرن الـ21. بدأت بالوباء( كورونا 2020) وتوابعه اوميكرون 2021، ثم البلاء( الحرب الاوكرانية) 2022 وما نتج عنها من الغلاء. وباء وبلاء وغلاء، ثالوث جهنمى قصم ظهر أعتى الاقتصاديات. المستورون فى اوروبا لم يعودوا كذلك بعد أن انقرضت طبقتهم الوسطى. ابتكارات كبار السن فى القارة العجوز لمواجهة اشتعال فاتورتى الغاز والكهرباء لم تتوقف، وبدأ يظهر تعبير « بنك التدفئة» فى الافق ، يسحب منه هؤلاء العواجيز رصيدا من حرارة، بنوك التدفئة ليست سوى المكتبات العامة فى بريطانيا  التى يلجأ اليها كبار السن لاستعارة كثير من الحرارة لتدفئة اجسامهم، حيث يجلس هؤلاء فى أقرب مكتبة لمنازلهم منذ أن تفتح  أبوابها حتى تغلقها. البعض الآخر لجأ لوسائل النقل العام التى يستقلها كبار السن فى بريطانيا مجانا. «يأخذون» الاتوبيس من أول الخط حتى نهايته ولا ينزلون عند محطة النهاية للحصول على أكبر عدد من ساعات الدفء داخل الاتوبيس لعجزهم عن تحمل فواتير تدفئة منازلهم. كما حول هؤلاء ايضا المكتبات العامة والمقاهى الى بنوك للكهرباء يشحنون فيها تليفوناتهم المحمولة، وربما يلجأ اصحاب المقاهى لحظر ذلك حتى لا ترتفع فواتيركهرباء محلاتهم. فقد يكلف شحن موبايل أولاب توب أكثر من الارباح الناتجة عن فنجان قهوة.أما عن بنوك الطعام فلم تعد الطوابير المصطفة أمامها للحصول على وجبة ساخنة فى زمهرير اوروبا،مشهدا غريبا فى معظم مدن القارة. وبدلا من هدايا عيد الميلاد، وزع بابا نويل فى مدينة نوتنجهام البريطانية الصدقات، فوضع أظرفا بكل منها 100 جنيه استرلينى أمام العديد من بيوت المدينة،لتسد بعض حاجات المتضررين من الغلاء.
 نتمنى ونحن نقترب من العام الرابع لهذه العشرية، أن يشهد 2023 يوما قريبا تضع فيه الحرب الاوكرانية أوزارها فتهدأ أسعار البترول والغاز وتعود امدادات القمح وزيوت الطعام على التدفق من أوكرانيا وروسيا حتى يتم صرع وحش التضخم الذى انطلق من عقاله ولم يعد أقوى الاقتصاديات  تقدرعلى كبح جماحه . نسأل الله أن تعود للجيوب القدرة على شراء كل احتياجات المعيشة وتتمكن المحافظ من تسديد فواتير الغاز والكهرباء والماء وأن يكفى أجر 8 ساعات عمل خمسة أيام فى الاسبوع كل أساسيات الحياة... يارب