حكايات| «كليوباترا باكستان».. بينظير بوتو أعدم والدها واتهم زوجها باغتيالها

بينظير بوتو
بينظير بوتو

بحجابها الأبيض المميز وطلتها المهيبة خرجت رئيسة الحكومة الباكستانية بينظير بوتو في ديسمبر عام 2007 وسط تجمع انتخابي حزبي لأنصارها، موجهة التحية للجميع واقفة دون خوف من فتحة سيارتها ولكن القدر كان لها بالمرصاد، لتتلقى رصاصتين أودوا بحياتها.

 15 عاما تمر على وفاة بوتو -ابنة الزعيم والرئيس الباكستاني الأسبق ذو الفقار بوتو- والتي نجحت في أن تتبوأ منصبها لتصبح أول امرأة مسلمة تصل إلى سدة الحكم بالبلاد، والتي دائما ما كان يتم وصفها بالـ«مثقفة الطموحة»، كما لقبها البعض بكليوباترا التي حكمت مصر قديما لقوة شخصيتها. 


من هي بينظير بوتو؟ 


 تلقت بينظير بوتو تعليمها بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة والتي وصفت سنوات إقامتها هناك بالمميزة حيث تعلمت الديمقراطية وعرفت معنى الحريات، كما استكملت تعليمها في أكسفورد ببريطانيا، كانت تتابع مباريات الهوكي كرة السلة، تستمع إلى الموسيقى الغربية وأغنيات مطربتها المفضلة كارلي سيمون، كانت ذات تطلعات ونشأت في وسط مغاير لنساء وطنها اللاتي يعافرن للحصول على حقوقهن في التعليم والعمل ونبذ الزواج المبكر..الخ.


كان والدها رئيسا لباكستان إلا أن الأجواء السياسية الغير مستقرة وتوجهاته العلمانية المعارضة للمتمسكين بالهوية الإسلامية، دفعت البلاد إلى الهاوية واندلعت الاحتجاجات والاشتباكات التي أوقعت 350 قتيلًا وآلاف الجرحى، مما دفع الرئيس الأسبق ضياء الحق "قائد الجيش آنذاك" إلى القيام بانقلاب عليه واعتقاله ونفيه خارج البلاد بصحبة زوجته.


ثم بعد ذلك تم إعادته مرة أخرى لمحاكمته حيث حكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم بالفعل عام 1977، لكن الابنة المدافعة عن والدها عادت إلى بلادها عام 1986 لتقود هي المعارضة وتصبح الأوفر حظا في اعتلاء الحكم عقب وفاة ضياء الحق في حادث طائرة عام 1988.

أجريت أول انتخابات تشريعية، ونجحت بينظير بالظفر بأغلبية ليست بالكبيرة، وشغلت منصب رئيس الوزراء لأول مرة في الأول من ديسمبر عام 1988، وتولت بينظير بوتو هذا المنصب مرة ثانية بين عامي 1993 و1996، وفي الحالتين أقالها رئيس البلاد من منصبها بعد اتهامها بالفساد. 

اقرأ أيضا: صحيفة باكستانية: بن لادن أشرف على مخطط لاغتيال برويز مشرف وبينظير بوتو


أما في الانتخابات التالية في فبراير 1997، مُني حزب بوتو بخسارة فادحة أمام عصبة باكستان الإسلامية بزعامة نواز شريف.

وفي إبريل 1999 أدانتها محكمة في روالبندي بتهمة الفساد وحكمت عليها غيابيًا بالسجن خمسة أعوام ومنعتها من ممارسة العمل العام، فسافرت إلى لندن ودفعت ببراءتها من هناك. 


وفي 2002 صدر قرار بمنعها من دخول البلاد بسبب عدم حضورها للمحكمة، كما أقر الرئيس الباكستاني برويز مشرف تشريع جديد بتحديد عدد مرات الترشح لرئاسة الوزراء إلى مرتين ليغلق باب الترشح أمامها. 


في 2007 أصدر مشرف عفوًا رئاسيًا شمل بينظير بوتو في إطار اتفاق على تقاسم السلطة، وكعادتها وبروحها المثابرة قررت بينظير العودة لوطنها وخوض الانتخابات التشريعية المقررة رغم كل التحذيرات التي تلقتها. 


وفي خضم المنافسة السياسية، وعند عودتها إلى باكستان يوم 18 أكتوبر 2007، استهدف موكبها تفجيران انتحاريان في كراتشي أدى إلى مقتل 125 شخص، لكنها لم تصب بسوء.


في 27 ديسمبر من العام نفسه نجحت محاولة جديدة في اغتيالها بعد خروج بينظير من مؤتمر انتخابي لمناصريها في روالبندي، حيث تمكنت منها رصاصتين في العنق والرأس لتلقى حتفها عقب وصولها المستشفى، كما تبع عملية اغتيالها تفجير قام به انتحاري يبعد عن موكبها 25 مترا.


أصبح زوج بنظير بوتو عام 2008، آصف زرداري رئيسا لباكستان، عقب اغتيالها وبالرغم من توجيه أصابع الاتهام له بالوقوف وراء اغتيالها، إلا أنه ظل ينفي هذا الاتهام، كذلك وجه الاتهام إلى برويز مشرف الذي بدوره نفى صلته بالأمر أيضا.


في 2008 أعلنت السلطات الباكستانية عن أن منفذ العملية انتحاري من حركة طالبان يبلغ من العمر 15 عاما ويدعى بلال، حيث وجهت الاتهام رسميا إلى بيت الله محسود، وهو زعيم ميليشيا طالبان باكستان الموالية لطالبان بالوقوف وراء الحادث. وفي يونيو 2009 قال مساعد منشق عن بيت الله محسود أن الأخير هو الذي دبر العملية بالفعل.