تمتلك طيور القطرس أطول أجنحة في الحيوانات، إذ تتمع ببراعة في استخدام تلك الأجنحة بكفاءة، كما تقضي معظم وقتها بين السحاب، وقليلًا جدًا ما تدوس أقدامها الأرض.
لطالما اعتبر البحارة أنه من سوء الحظ قتل طائر القطرس، ولسبب ما أو آخر تلجأ أسراب طائر الجبار من التحليق فوق البحار المفتوحة والرياح المواتية.
ويشترك نوعان - المتجول وطيور القطرس الملكي الجنوبي - في لقب الطيور التي لها أكبر أجنحة في العالم، وفي المتوسط، امتدت أجنحتها إلى ثلاثة أمتار ليبلغ إجمالي طول الطائر نفسه ما يقرب من أربعة أمتار.
تستخدم تلك الطيور أجنحتها الكبيرة للسفر مسافات لا تصدق، ومن المعروف أن طيور القطرس المتجولة تطير 120 ألف كيلومتر عبر المحيط المتجمد الجنوبي في عام واحد، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة دويتشه فيله الألمانية.
طيور القطرس الكبيرة، هي أكبر أعضاء عائلة طيور القطرس الضخمة، ومع ذلك فإن رفرفة مثل هذه الأجنحة الضخمة تتطلب الكثير من الجهد، وهذا هو السبب في أنها تفعل ذلك بأقل قدر ممكن.
اقرأ أيضًا| مملكة الرمال البيضاء.. هنا تمارس الأفيال هواية السباحة
وطيور القطرس تتميز بالطيران الشراعي، فهي مصممة بشكل جيد لدرجة أنها عندما تكون في الهواء تنزلق من 22 إلى 23 مترًا لكل متر من الارتفاع يفقدونها في هذه العملية.
وتستخدم الطيور أيضًا تقنية تسمى التحليق الديناميكي، حيث تتصفح على طول الحدود بين كتلتين هوائيتين، وهذا يسمح لها بالبقاء مستيقظة لفترة طويلة دون أي جهد تقريبًا بصرف النظر عن بعض التصحيحات العرضية لمسارها.
لكن قدرتها على الطيران هي أكثر من مجرد مهارة وأجنحة كبيرة، حيث يتضمن تشريح القطرس بعض الميزات الفريدة التي تساعدها في حياة طيران مستمر تقريبًا.
تمتلك طيور القطرس نسختها الخاصة من أنابيب البيتوت - وهي أجهزة تسمح لطياري الطائرات بقياس السرعة الجوية - على شكل أنبوبين يمتدان على جانبي منقارها.
ويمكن لتلك الطيور غلق أجنحتها في مكانها عندما يتم تمديدها بالكامل حتى يتمكنوا من الانزلاق دون أي حركة عضلية، ونتيجة لذلك، يكون معدل ضربات قلب طائر القطرس أثناء الرحلة منخفضًا تقريبًا كما هو الحال عند الراحة، نظرًا لمدى استرخاء طيور القطرس في البقاء في الهواء، فمن غير المستغرب أنها تقضي وقتًا قصيرًا جدًا على أرض صلبة.
وتقضي الطيور معظم حياتها على مساحة لا نهاية لها من المحيط، وعندما تأتي إلى الشاطئ، يكاد يكونون دائمًا أن يتكاثروا.
ووفقًا لمعايير الطيور، تعيش طيور القطرس حياة طويلة بشكل غير عادي - غالبًا ما تتجاوز 50 عامًا، نظرًا لأن لديها متسعًا من الوقت، فإن الكثير منهم يأخذون وقتهم قبل أن يستقروا - من الناحية المجازية.
بعض أنواع طيور القطرس لا تبدأ في التزاوج حتى تبلغ 10 سنوات، ويعد اختيار رفيقة أمرًا متقنًا لطيور القطرس. وتقضي الطيور أحادية الزوجة الكثير من الوقت والجهد في تربية نسلها ، وتضع بيضة واحدة فقط في كل مرة وعادة مرة واحدة فقط كل عامين.
