بعد تعرضه لعملية نصب.. تفاصيل مقتل «خريج الحقوق»

الضحية
الضحية

منى ربيع

استغل حلمه أحد النصابين ليوهمه بأن لديه معارف وسيقدم له وظيفة موموقة مقابل ١٥٠ ألف جنيه، صدق ممدوح كلام النصاب لكنه لم يكن يعلم أنه سيدفع المال وروحه مقابل حلمه، وذلك عندما اكتشف أنه وقع ضحية لذلك النصاب، طالبه برد امواله لكن النصاب رفض وخطط لقتله بمعاونة أربعة من أصدقائه بعد أن استدرجه على طريق الاتوستراد بالمعادي، وتوالت بعدها الأحداث مثيرة منذ اللحظة التي سقط فيها في أيدي رجال المباحث والتي سلمته للعدالة، تفاصيل القضية ترويها السطور التالية.

ممدوح شاب بسيط، ولكنه يمتلك احلام كبيرة.. مرت السنوات ووصل الى المرحلة الثانوية لكن تحطمت آماله عندما حصل على مجموع  لا يأهله للكلية التي يحلم بها  شعر بصدمة نفسية، ليلتحق ممدوح بكلية الحقوق رآها الأقرب لتحقيق احلامه في ممارسة القانون والدفاع عن المظلومين في ساحات القضاء، وسرعان ما انتهت سنوات الدراسة بالكلية وحصل على تقدير جيد، علم ان هناك وظيفة مرموقة ظل يجهز أوراقه للتقديم مرة ثانية، وفي تلك الفترة تعرف على احد الاشخاص عن طريق السوشيال ميديا وتوطدت علاقتهما وأوهمه هذا الشخص الغامض بقدرته على توفير وظيفة مرموقة مقابل دفع مبلغ مالي 150ألف جنيه، في البداية رفض ممدوح الفكرة لكنه عاود التفكير مرة أخرى خاصة بعد أن استطاع إقناعه أنه إذا لم يلتحق بالوظيفة  سوف يعيد له أمواله مرة أخرى.

عاد ممدوح إلى بيته ليخبر والدته بما حدث، رفضت الام فكرة ابنها من الأساس فهي تدرك أن المسألة نصب في النهاية، استطاع إقناعها بأن المال سيساعده على تحقيق حلمه، لم تستطع الام رفض طلب ابنها فهو وحيدها وحلمه هو حلمها، وبالفعل دبرت له المبلغ وأعطته له.

وعندما حان ميعاد الاختبارات للوظيفة، استطاع هذا الشخص الغامض الذي تعرف عليه من خلال السوشيال ميديا إقناعه بتسجيل اسمه فقط وأن نجاحه أمر مفروغ منه وانتهت الاختبارات وكلما كان يتصل به ممدوح يخبره أن نجاحه مسألة وقت فقط؛ وجاء يوم اعلان النتيجة وذهب ممدوح وهو يعلم أنه ناجح كما اوهمه احمد لكن ظهرت النتيجة ولم يجد ممدوح نفسه في كشف المقبولين بالوظيفة المرموقة.

مماطلة

اتصل ممدوح بأمه يبلغها بما حدث وهو الشخص الذي لم يذهب يومًا للاختبارات، حاول احمد في البداية مماطلته طالبا منه اعطاءه فرصة أخرى في الاختبارات التالية، لكن أي اختبارات هذه سوف ينتظرها الشاب ممدوح الذي أصر على عودة المبلغ كما وعده النصاب، وباتت الطرق جميعها مغلقة أمام المتهم في مواجهة ضغوط المجني عليه وذويه.

حتى اختمرت في ذهنه فكرة التخلص من المجني عليه، استدرجه وهو يخبره بأنه سيحضر له المال الذي دفعه، وفي اليوم المتفق عليه، ذهب ممدوح إلى مكان اللقاء الذي اتفق معه احمد على أن يتقابلا فيه بالمعادي، استقلا معا السيارة، وبالقرب من قطعة أرض فضاء بمنطقة طرة، سدد له 6 طعنات قاتلة من سكين كانت بحوزته حتى لفظ ممدوح أنفاسه الأخيرة.

وبعد أن نفذ جريمته، اتصل بـ4 من أصدقائه، يخبرهم بمكان الحادث، وطلب مساعدتهم بسبب نفاد البنزين من السيارة، وطلب من أحدهم إحضار جركن بنزين، بعدها بدأ في إشعال النيران في السيارة وبداخلها جثة المجني عليه، وفي هذا التوقيت وصل الخفير المكلف بحراسة الأرض الفضاء، فهربوا جميعا وتركوا السيارة وبداخلها جثة المجني عليه.

ليبلغ الخفير الشرطة التي أتت مسرعة ليتم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة وسرعان ما أتت تحريات المباحث والتي كشفت من خلال فحص خطوط السير الخاصة بالمجني عليه، بلقائه المتهم نحو الساعة 12:20 بعد منتصف الليل، وأنهما استقلا سويا سيارة المجني عليه حيث رصدتها عدة كاميرات من بينها كاميرا محطة الوقود موبيل بطريق الكورنيش.

وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، من القبض المتهم  و4 من اصدقائه الذين عاونوه في حرق المجني عليه، لتتم إحالتهم للنيابة العامة، اعترف المتهمون وارشد احمد عن المحل الذي اشترى منه السكين وشهد صاحب المحل، أن المتهم جاء اليه في ساعة متأخرة في ليلة الحادث وطلب منه شراء سكين كبير كما كشفت التحقيقات أن المتهم سبق اتهامه في 8 قضايا آخرها 1460/2017 جنح بدر نصب والمحكوم عليه بـ 11 حكمًا قضائيًا آخرها القضية 2121/2017 جنح مصر الجديده استيلاء بالحبس لمدة سنة، لتقرر النيابة العامة حبسهم وإحالتهم لمحكمة الجنايات.

القصاص

وعلى مدار عدة أشهر نظرت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار سامى محمود زين الدين، وعضوية المستشارين أشرف محمد عيسى، ومحمد محمد محيى الدين، وكامل سمير كامل القضية، وقررت بعدها إحالة أوراق المتهم الاول إلى فضيلة المفتي لبيان رأيه الشرعي في شأن إعدامه، وحددت نهاية ديسمبر للنطق بالحكم على المتهمين.

أقرأ أيضا: باعا الوهم بـ11 مليون جنيه.. ضحايا «نصابين البحيرة»: «ضحكوا علينا وخدوا فلوسنا»