آية إيهاب تكتب: حكاية عن الأمل

آية إيهاب
آية إيهاب

ما الذي كان كأس العالم يعنيه بالنسبة إلى سابقًا؟، مجموعة من الحمقى الذى يركضون وراء كرة، وما الذى يعنيه الآن؟، مساحة تمنحنى الأمل، فى عالم بات الأمل فيه سلعة مفقودة، فى عالم يحترف أن يحبطك يومًا تلو الآخر.


 كيف نمت تلك العلاقة إذًا؟ كفتاة تربيت على أن الكرة للرجال، ونشأت على يد أب لم يعر الكرة اهتمامًا، فلم تكن المباريات أمرًا مستساغًا داخل بيتنا فى طفولتى، لكن الكرة تسللت إلى عبر «عمو ممدوح»، زوج قريبة أمى، وأبى الثانى، الذى كان ينشغل بالكرة للدرجة التى تجعله يلقى المسبات التى لم نكن نسمعها أبدًا منه فى العادة، أو يبصق على التلفاز إن خسر فريقه! 


ولم أكن أفهم حينها هذا الغضب الذى يجعل شخصًا مثله يتحول بسبب خسارة فريقه، ولكنه أورثنى دون تدخل عادة مشاهدة مباريات المنتخب، التى كنت أشاركهم مشاهدتها فى بيتهم، أحببت هذا الجو الذى افتقدته فى بيتى.

وتتهلل أسارير طنط عبير وتبكى ويخرج «عمو ممدوح» لشراء الآيس كريم والحلوى لنا فرحًا بالنتيجة المرجوة. الآن لا يعطينى أحد الحلوى، الحلاوة كلها تذوقتها وأنا أشاهد المبارة بينما أطلب الشاى على المقهي.


 كأى قارئة جذبتنى الحكايات، حكايات كرة القدم، ولاعبوها الذين يعدون وراء الكرة وكأنها خلاصهم الوحيد؟ فى مباراة النهائى لم يكن لدى تاريخ طويل مع الكرة لأقف فى صف فريق ما، قررت أن أستمتع فحسب، ثم قضيت ليلة تاريخية بأحداث مشوقة فى كل دقيقة ونتيجة لم تحسم حتى اللحظة الأخيرة.

ولأن الحكايات ليست كلها خيالًا، تقدم لك كرة القدم أملًا موازيًا، تعلمك الانتماء، ولو لمجموعة لن تعرفها إلا دقائق، ستتشارك الفرحة مع غيرك، وستتعلم أن تطلق الصرخات دون قلق.


حسنًا الآن تغيرت نظرتى من 22 أحمق يجرى وراء الكرة، إلى 22 شخصًا يعدون خلف حلمهم، ألا أفعل ذلك أنا كل يوم؟

اقرأ أيضًا | عامر حسين: مشاركة الأهلي في مونديال الأندية أربك جدول الدوري