رضا الباهى: أنا نص مصرى ! | حوار

المخرج التونسي رضا الباهي
المخرج التونسي رضا الباهي

كتب: أحمد سيد

غايته محبة الجمهور، أعماله تكشف خبايا واقع المجتمع العربي، وتحديدا التونسي، لذلك تثير الجدل بشكل كبير، وهو ما شهده فيلمه الأخير “جزيرة الغفران” الذي شارك به في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، أنه المخرج التونسي رضا الباهي الذي يعتبر نفسه “نص مصري”، وهو ما دفعه للمشاركة بفيلمه في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي.. “أخبار النجوم” التقت بالمخرج رضا الباهي الذي تحدث عن تجربته السينمائية الأخيرة، والتي تدعو إلى التسامح والتآخي، خاصة في الشعوب التي بها تعددية في الأفكار والأديان.

• هل كنت تتوقع خروج فيلم “جزيرة الغفران” من مهرجان القاهرة دون الحصول على جائزة؟ 
لا يهمني الجوائز، وإن كنت أتمنى الفوز، لكن غايتي الأولى محبة الجمهور لأعمالي، وأن يتفاعل معها، والرسالة التي أرغب في توصيلها وهذا يسعدني كثيرا عن حصول الفيلم على جائزة، وأرى أن المراد تحقق عندما شهد الفيلم عدد كبير من الجمهور وضيوف المهرجان، فضلا عن ردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها عقب عرض الفيلم من المقربين لي والنقاد، كما أنني فضلت عرض الفيلم في مهرجان القاهرة لأنه الأقرب إلى قلبي، وأعتبر نفسي “نص مصري”، حيث أن المهرجان يتيح لأي فيلم عربي أن ينتشر بسهولة، وفي نفس الوقت يشاهده الجمهور العربي الموجه له الفيلم.  

• ما الصعوبات التي واجهتها في تصوير الفيلم خاصة أن الأحداث تدور في فترة الخمسينيات؟ 
فكرة الفيلم تراودني منذ تسعينيات القرن الماضي، لكن انشغلت عنها بعدد من الأعمال، وأتصور أن هذا الأمر منحني فرصة لهضم القضية والتفكير فيها بشكل عقلاني أكثر من مرحلة الشباب التي كنت أعيشها، وأرى أن كان ذلك أيضا أحد الصعوبات، وإلى جانب ذلك هناك كثير من الصعوبات التي واجهناها، أهمها الملابس والإكسسوارات التي تتناسب مع هذه الحقبة الزمنية، وهو ما دفعنا للإستعانة بهذه الملابس وشراءها من روما، كما أن الديكور كان مشكلة رئيسية، لكن استطعنا أيضا التغلب عليه، خاصة أن الفيلم يحاكي قضية أزلية، وهي فكرة عدم التفاهم والتسامح الذي أصبح غير موجود بين الطوائف والجماعات المختلفة التي أصبحت تتسم بإحادية التفكير وعدم تقبل الآخر، وفضلت أن تدور الأحداث في فترة الخمسينات كنوع من الحنين إلى الماضي الذي أراه أفضل نوعا ما من الحاضر الذي نعيشه، والذي أصبح أسوأ بكثير، وألقيت أيضا الضوء على العصر الحالي. 

• هل فرضت عليك الفترة الزمنية أن تقوم بتصوير الفيلم تحديدا في جزيرة جربة التونسية؟ 
بالتأكيد، لأن جربة مازالت تحتفظ بطابعها، ويعيش عليها عدد من الطوائف المختلفة، سواء كان يهود أو يونانيين أو أفارقة وأسبانيين، حيث أرى أن الإسكندرية قديما كانت تحتفظ أيضا بهذه الطوائف المختلفة، وكانت يسودها نوعا من التعايش مع الآخر. 

اقرأ أيضًا عروض أفلام تسجيلية وندوة ثقافية بنادي سينما المرأة الاثنين المقبل

• ما سر الاستعانة بـ عدد من أقاربك وأولادك في عدد من الأفلام وتحديدا فيلم “جزيرة الغفران”؟ 
الاستعانة بعدد من أقاربي للتعاون معهم في أعمالي أمر يسعدني، خاصة أن هناك حالة من الكيمياء التي تجمعني بيني وبينهم، كما أن كل منهم يعرف طريقتي في العمل، أصبحنا نفهم بعضنا بعضا بالنظرات فقط، وساهم ذلك في تسهيل تصوير العمل الذي تجاوز ما يقرب من العامين حتى أنتهى من تصويره تماما. 

• كيف جاء التفكير في مشاركة النجمة العالمية كلوديا كاردينالي؟ 
كنت أرغب في التعاون معها، فضلا عن أن قضية الفيلم تتناول الفتيات الإيطاليات، وأعربت كلوديا عن إعجابها بالفيلم، ووافقت على الفور بمجرد قراءتها للعمل، خاصة أن الفيلم يناقش قضية مهمة. 

• هل تقدم عمر كلوديا كان سببا في تغيير بعض المشاهد أثناء التصوير؟ 
كلوديا كانت متجاوبة بشكل كبير أثناء التصوير، كما أنني كنت حريص على توفير كل مطالبها حتى أريحها أثناء التصوير، وفي نفس الوقت أن لا يخل هذا الأمر بالدراما، لذلك كنت أحذف بعض المشاهد أو العبارات التي تمثل بالنسبة لها نوعا من الإرهاق سواء الذهني أو الجسماني، حيث أن أن وجودها كان ضرورة حتمية في العمل.    

• هل ساهمت جائحة “كورونا” في التأثير على تصوير العمل واستعادة التحضير له؟ 
“كورونا” أثرت كثيرا على العمل، حيث توقفت عدة شهور، أو تقريبا عام كامل بسببها، كما أن التحضير للعمل تأثر بشكل كبير، فضلا عن شخصيات العمل ومواعيد التصوير وإرتباطهما بتصوير أعمال أخرى، كلها أمر مؤثرة في تنفيذ الأعمال الدرامية. 

• ما سبب حرصك على تقديم أعمال من تأليفك فقط أو كما يطلق عليها سينما المؤلف؟ 
أفضل أن تكون الأعمال التي أقوم بإخراجها هي نفس الأعمال التي أقوم بتأليفها، حيث أقدم فيها وجهة نظري ورؤيتي وخبراتي المتراكمة بعيدا عن رؤية مؤلف آخر، وهو أمر أسعدني أكثر خلال مسيرتي الفنية. 

• ماذا عن تعاونك مع عدد من نجوم مصريين مثل محمود مرسي وليلى فوزي في أعمالك؟ 
تربينا على السينما المصرية، وتعلمت وعملت مع عدد من النجوم المصريين، وأعتبر نفسي محظوظ بهذا الأمر، فعندما تتعاون مع نجوم بحجم محمود مرسي وليلى فوزي وكمال الشناوي والشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذي كان من أقرب أصدقائي، وحاليا أحب سماع أراء محمود حميدة وعبد العزيز مخيون. 

• ماذا عن خطوتك المقبلة في عالم السينما؟ 
هناك أكثر من مشروع سينمائي، وأحاول أن اختار منهم الأفضل بالنسبة لي في المرحلة الحالية، وأتصور أن هناك فيلم “رسالة الغفران” لأبو علاء المعري، وهو الأقرب لتنفيذه حتى الآن، حيث أنه من الأعمال التي أتمنى أن ترى النور قريبا كونه يناقش قضية شائكة للغاية، حيث يناقش الفيلم قضية العالم الآخر والنهائية الأبدية والملائكة والشياطين.