قلب جريء

«أفاتار» و أفلام الأجزاء المصرية

خيرى الكمار
خيرى الكمار

بدأ الأسبوع الماضي عرض الجزء الثاني من فيلم “أفاتار” للمخرج جيمس كاميرون، والذي قدم الجزء الأول منه في عام 2009، ووصلت إجمالي إيرادته ما يقرب من 3 مليار دولار، ليصبح إلى الآن الفيلم الأكثر تحقيقا للإيرادات في تاريخ السينما، والجزء الثاني من الفيلم كان من المفترض أن يعرض منذ عامين، وتأجل بسبب إنتشار فيروس “كورونا”، ومنذ أن قدم كاميرون الجزء الأول من فيلم “أفاتار”، أعلن عن تقديم 4 أجزاء أخرى من هذا الفيلم، وحدد مواعيد عرضها التي تغيرت وتعدلت بعد تأجيل عرض الجزء الثاني لمدة عامين، فقرر عرض الجزء الثالث الذي يجري الآن تصوير آخر مشاهده يوم 20 ديسمبر من عام 2024، والجزء الرابع في 18 ديسمبر عام 2026، والخامس في 22 ديسمبر عام 2028، والأجزاء التالية محدد عرضها ليس بالسنة فقط، أنما باليوم، وهذا يوضح أمر هام جدا، وهو أن موضوع تقديم أجزاء عديدة لأحد الأفلام يخضع لخطة من بداية تقديم الجزء الأول، ولا يتم بشكل عشوائي، “ولا حسب المزاج”، أما في السينما المصرية فلا يوجد فيلم قدم منه جزء ثاني أو ثالث كان مخطط له، إنما الموضوع يحدث دائما فجأة للإستفادة من النجاح الجماهيري الذي يحققه الفيلم، فيتم التفكير في تقديم جزء ثاني، وهذا ما حدث بالفعل في كل الأفلام المصرية التي قدمت أجزاء لها، مثل “بخيت وعديلة” لعادل إمام، “يا تحب يا تقب” بطولة الراحل فاروق الفيشاوي وأحمد آدم، “عمر وسلمى” بطولة تامر حسني ومي عز الدين، “الجزيرة” بطولة أحمد السقا، “أولاد رزق” بطولة أحمد عز وعمرو يوسف وأحمد الفيشاوي، “الفيل الأزرق” بطولة كريم عبد العزيز، وغيرها من الأفلام التي قدمت منها أجزاء ثانية وثالثة، بل أن السينما المصرية ستقدم خلال الفترة المقبلة أجزاء ثانية لأفلام قدم الجزء الأول منها منذ سنوات طويلة، كنوع من إستثمار نجاح قديم لم يحقق نجومه نجاح يوازيه في أي عمل فني آخر لهم، ومن هذه الأعمال “صعيدي في الجامعة الأمريكية” بطولة محمد هنيدي، “حريم كريم” بطولة مصطفى قمر، كما يجري التفكير في تقديم أجزاء جديدة من أفلام قدمت خلال السنوات الأخيرة وحققت نجاحا جماهيريا ضخما، رغم أن موضوعاتها لا تتحمل تقديم أجزاء جديدة، مثل “البدلة” بطولة تامر حسني، “كازبلانكا” بطولة أمير كرارة، ووسط هذه الموجة من المشاريع التي تهدف لتقديم أجزاء جديدة من عدة أفلام، لا يوجد مشروع لفيلم مصري يتم بنائه دراميا من البداية، ووضع خطة له ليقدم في عدة أجزاء، وأعتقد أنه لن يوجد قريبا مشروع بهذا الشكل، لأن شركات الإنتاج في مصر لا تعمل وفقا لخطة طويلة أو رؤية إنتاجية تهدف لتنفيذها على مدى عدة سنوات، أنما تعمل وفقا لخطة واضحة، وهي لا يوجد خطة، أو بمعنى آخر تعمل وفقا لخطة أحصل على موافقة أي نجم “سوبر”، وسنبدأ التصوير فورا حتى بدون سيناريو للفيلم الذي سيصور، وفي حالة تحقيقه نجاح جماهيري ضخم يمكن أن يقدم منه جزء ثاني وثالث وثلاثين، حتى أن كان الفيلم من بدايته لا يحمل أي فكرة حقيقية.