إنها مصر

عدو الصحافة والصحفيين !

كرم جبر
كرم جبر

اسمه «ايلون ماسك» رئيس شبكة تويتر، قام بعد توليه الشبكة منذ شهور قليلة بحجب حسابات كثيرة معظمها للصحافة والصحفيين فى كل دول العالم، وأعاد حسابات اليمين المتطرف.

هو رجل أعمال كندى حاصل على الجنسية الأمريكية ولد فى جنوب أفريقيا «بريتوريا» عمره 51 سنة، وعندما أجرى استطلاعاً للرأى وسأل متابعيه هل يتنحى من منصبه؟، شارك فى الاستطلاع 17 مليوناً، أجاب حوالى 58% منهم بأنهم يفضلون رحيله.

بدأ عهده فى الشركة منذ شهرين بأزمات متلاحقة، حيث طرد أعداداً كبيرة من العاملين، وأطلق شعار «تحرير العصفور» فى إشارة لامتلاكه الشركة بمبلغ 44 مليار دولار.

وطرح فكرة أن يمنح علامة توثيق زرقاء للمتابعين على تويتر مقابل 100 دولار كاشتراك شهرى ثم خفضها إلى 20 دولاراً، ثم استقر على 8 دولارات فقط.

وأجرى تعديلات متلاحقة أدت إلى إرباك شديد وحظر حسابات، وحدثت فوضى فى انتحال حسابات المشاهير والسياسيين والرياضيين، فأدخل ألواناً مختلفة لكل حساب.

وأجرى تصويتاً بشأن عودة حساب الرئيس الأمريكى السابق ترامب الذى تم حظره، فوافق المصوتون وتمت إعادة الحساب رغم أنه تعهد بأنه لن يعيد أى حساب محظور، ودخل فى حرب مع «أبل» معتبرها معادية لحرية الرأى والتعبير، وحرب مشابهة مع تطبيقات «اب ستور».

وأغرقت الحسابات المزيفة تويتر رغم توثيقها بثمانية دولارات، وأدى الارتباك الشديد إلى إغلاق نسبة كبيرة من الحسابات بصورة مفاجئة، وخسائر تبلغ 4 ملايين دولار يومياً.

وفوجئنا بخبر روجت له بعض الدوائر المثيرة للجدل بأن موقع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تم حجبه لمخالفة المعايير، واستغلت الغرف الإليكترونية الإخوانية الشماتة والهجوم على المجلس، رغم أننا كنا ضمن منظومة الخلل والارتباك لمالك تويتر المثير للجدل.

مش مهم.. تعاملنا مع الموقف بهدوء وصبر وأوقفنا محاولة التزييف والاختراق التى حدثت مع كثير من الحسابات، وراجعنا كل ما تم نشره وهو أعداد قليلة جداً جداً من الأخبار، تتضمن الضوابط والمواثيق الإعلامية والأكواد وأخلاقيات النشر فى الجرائم والحوادث.

بما يعنى الضوابط المهنية والدينية والأخلاقية والمجتمعية للإعلام، وهى قواعد ثابتة ومتواصلة، للحفاظ على المهنة ومنع الدخلاء، والتى تعلو كثيراً فوق معايير السيد «ماسك» وحساباته المزيفة.

لقد تحولت الشركات الكبرى التى تعمل فى مجالات الاتصالات إلى كائنات شرسة، تنفث سمومها فى الدول والشعوب، وتثير بين الناس الأحقاد والكراهية والحروب والفتن.

إنها خطر داهم تعانى منه الدول الكبرى قبل الصغرى، وأصبح مصير البشرية فى أيدى مستعمرين جدد، يضعون منظومات الأخلاق والقيم والسلوكيات، ويتسللون بها إلى عقول الفئات المستهدفة خصوصاً الشباب، وكم من ثورات وحروب حطمت دولاً وشردت شعوباً بسببهم.