السياسة تهيمن على مسابقات «مهرجان صندانس السينمائي»

لقطة من الفيلم الأوكرانى «٢٠يوماً فى ماريوبول»
لقطة من الفيلم الأوكرانى «٢٠يوماً فى ماريوبول»

كالعادة ستهيمن السياسة على موضوعات أفلام «مهرجان صندانس السينمائي» الذى يقام في الفترة من ١٩ إلى ٢٩ يناير القادم ، وهو المهرجان الأمريكي الأبرز والأكثر اهتماماً بالسينما المستقلة ، والذى ينتقى أفلامه وفقاً لأسس وضعت منذ انطلاق دورته الأولى في1978،أهمها أن يحمل الفيلم وجهة نظر مستقلة وفريدة، ويقدم أفكارًا أصلية وجديدة ، وأن يكون عرضه في المهرجان هو عرض عالمي أول وهو شرط قد تتنازل عنه إدارة المهرجان بشكل محدود جداً.

يعد المهرجان الذى يقام ببارك سيتى بولاية يوتا ملتقى لصناع الأفلام المستقلة ويهدف إلى دعمهم وجذب جمهور يهتم بمتابعة السينما المستقلة .

ويعود المهرجان واقعياً بعد عامين من إقامته افتراضياً بسبب الوباء ، وستكون عروضه متاحة أون لاين للجمهور فى النصف الثانى من المهرجان بداية من ٢٤ يناير، وستتضمن أفلام المسابقة: الدراما الأمريكية والوثائقية الأمريكية والسينما العالمية ، غير أفلام عديدة من أقسام المهرجان المختلفة ستبث عبر الإنترنت على منصة المهرجان الخاصة ، وكانت إدارة المهرجان قد طرحت التذاكر للعروض المختلفة واقعيا ًوافتراضياً الثلاثاء قبل الماضى ويستمر بيعها حتى٣١ديسمبر ، ويذهب عائدها إلى دعم صناع السينما وتطويرهم من خلال المنح والزمالات وغيرها من أشكال الدعم المختلفة التى يقوم بها المهرجان .

يعرض المهرجان١٠١ فيلم طويل من٢٣دولة ، منها٩٣ فيلماً روائياً عرضاً عالمياً أول، بينها٣٢فيلماً هو العمل الأول لمخرجه ، و١٧ فيلماً حصلت على دعم من معهد صندانس.. يتنافس فى مسابقة الدراما الأمريكية ١٢ فيلماً تقدم أسماء واعدة فى السينما المستقلة منها The Accidental Getaway Driver «سائق الهروب العرضي» لسينج لى ، بطولة داستن نجوين ودالى بن صالح وجابرييل تشان ، وتدور أحداثه حول ثلاثة مجرمين هاربين يستولون على سيارة أجرة ويأخذون سائقها كرهينة لتنفيذ مطالبهم ..

و «All Dirt Roads Taste of Salt» لراڤين جاكسون بطولة شارلين ماكلير وموسى انجرام ، وتدورأحداثه حول طبيعة المرأة من خلال محاولة استكشافية لفترات من حياتها .. و«Fair Play» «اللعب العادل» لكلوى دومونت وتدور أحداثه حول مغامرة اقتصادية يخوضها زوجان فتفسد حياتهما تماماً .

مسابقة الأفلام الوثائقية الأمريكية تضم عروضاً عالمية أولى فقط ، معظمها يلقى الضوء على شخصيات وأحداث أثرت فى المجتمع الأمريكى أو العالم كله ، منها « Victim / Suspect» الضحية / المشبوه» لنانسى شوارزمان عن تحقيق صحفى مثير يكشف تعرض فتيات للاعتداء الجنسى ، بعد إبلاغهن للشرطة يتم اعتقالهن بتهمة البلاغ الكاذب !

و«Nam June Paik:Moon is the Oldest TV» يعرض الرحلة الخيالية لنام جون بايك الفنان الكورى العبقرى وهو واحد من أشهر الفنانين الآسيويين الذين أحدثوا ثورة فى استخدام التكنولوجيا ويعد مؤسس فن الفيديو .

و«Bad Press» يعرض الحرب التى شنتها صحفية حرة على حكومة الهند بعد فرض الرقابة على الصحافة ، وكانت لمعركتها التاريخية لفضح فساد الحكومة تداعيات كبيرة على كل البلاد الهندية .

فى مسابقة السينما العالمية تسيطر السياسة على الأفلام المتنوعة والتى تحمل رؤية خاصة لفنانين ناشئين من جميع أنحاء العالم ، بين هذه الأفلام وكلها عروض عالمية أولى، فيلم «أنيماليا» للمخرجة المغربية صوفيا العلوى التى فازت منذ عامين بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم لصندانس ثم سيزار أفضل فيلم قصير عن فيلمها «ما الذى يهم إذا ماتت الحيوانات» وهو انتاج فرنسى مغربى قطرى ، شارك فى إنتاجه توفيق عيادى الذى أنتج»البؤساء» و «سانت أومير» وتدور أحداثه حول إمرأة حامل يأتيها موعد المخاض مع إعلان حالة طوارئ فى البلاد وتوالى ظواهر جوية غريبة وتدمج المخرجة بين الولادة وتحرر الأرض .

و«Shayda» «شايدا» للمخرجة الإيرانية نورا نياسارى انتاج استراليا ، تدور أحداثه حول كفاح النساء الايرانيات من أجل حريتهن، من خلال أم إيرانية شجاعة تهرب فى ملجأ للنساء الاستراليات مع ابنتها الصغيرة ، وتسير حياتها كما تريد، إلى أن يتدخل طليقها فتتعرض حريتها للخطر ، الفيلم بطولة زار أمير إبراهيمى وأسامة سامي.

ومن المكسيك فيلم «Heroic» «بطولي» لديڤيد زونانا ، تدور أحداثه حول لويس الذى يلتحق بالكلية العسكرية ليضمن مستقبلاً أفضل ، فيفاجأ بنظام صارم وعنيف من أجل تحويله إلى جندى مثالى .

ومن نيچيريا فيلم «مامى واتا» الذى يدور حول شقيقتين تقودان الكفاح من أجل انقاذ قريتهما من هجمة عناصر خارجية .

وسيطرت السياسة وقضايا الساعة على مسابقة الأفلام الوثائقية العالمية والتى تضم أفلاماً أكثر جرأة فى تصوير مايحدث فى العالم اليوم ، بينها «٥ مواسم من الثورة» لديانا الجيرودى ، وهو إنتاج سوريا وألمانيا وهولندا والنرويج ، عن لينا الفتاة السورية التى تقودها الظروف لأن تصبح مراسلة عسكرية من دمشق ، وحينها تواجه مصيراً قاسياً.

و»20 يوماً فى ماريوبول « وهو فيلم أوكرانى عن كفاح فريق من الصحفيين الأوكرانيين المحاصرين فى مدينة ماريوبول من أجل توثيق فظائع العدوان الروسى .

ولأوكرانيا أيضاً فيلم «فراشات الحديد» لرومان ليوبى ، تدور أحداثه فى صيف ٢٠١٤حول جريمة اسقاط الطائرة الماليزية MH17 لتنفجر بركابها الـ ٢٩٨ راكبا فوق الأراضى الأوكرانية التى يسيطر عليها المتمردون وقتها ، وتعد جريمة حرب لم تحاسب عليها روسيا حتى الآن .

اقرأ أيضا | العنصرية وكراهية النساء قضايا تفرض نفسها على مهرجان «صندانس»