المرزوقي.. والمكر السيء

أيمن فاروق
أيمن فاروق

أيمن فاروق

التونسيون يعيشون واقعا جديدا مختلفا بدون إخوان، الهدف منه الآن البناء، وطي صفحات الماضي، وتصديق الواقع الحالي وهو «تونس بدون عصابة الإخوان»، لم يتأتى ذلك بين عشية وضحاها، أو أن التونسيين استيقظوا فجأة فوجدوا بلادهم بدون إخوان، ولكنهم مروا بمراحل طبيعية، المرحلة الأولى وهي الخلاص وصعوبة تصديق الحلم الذي أصبح واقعا يعيشونه، وعليهم الآن عبور تلك المرحلة إلى مرحلة البناء، وجاء ذلك مع تعديلات كثيرة في قواعد وأساليب الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي تم إجراؤها، حيث يجب على المرشح أن يتقدم للانتخابات فرديا وليس عبر قائمة حزبية، كما تم إلغاء مبدأ التناصف بين الجنسين، وإلغاء القانون الجديد شرط حصول كل مرشح على 400 تزكية موقعة من 200 ناخب و200 ناخبة، وحظر التمويل العام لحملات المرشحين فضلا عن تقسيم البرلمان إلى 161 دائرة انتخابية بدلا من 217 دائرة انتخابية، بالتأكيد هذه التغيرات جديدة على التونسيين، وسيأخذون وقتا في التعايش معها والتأقلم عليها، لكنها بداية لمرحلة جديدة أعتقد أنه سيتم فيها استعادة الحياة السياسية لجاذبيتها، وذلك بعد ان فقد الشعب ثقته في السياسة بسبب الجماعة الإرهابية، حيث أن فشل الجماعة الفاشستية في تونس على مدار 10 سنوات، دفع الشعب للنزول في مظاهرات تطالب الرئيس قيس سعيد باتخاذ إجراءت حاسمة ضد الوجود الإخواني، وتم عزل رئيس البرلمان وأوقف تنازع السلطات الثلاث، ووضع خارطة طريق، ثم بدأها بوضع دستور جديد للبلاد، ثم تلى ذلك إجراء انتخابات برلمانية جديدة، لكن «الإخوان» لم يرضهم هذا وكعادتهم الدنيئة وضعوا خطة لعرقلة الدولة في مسيرة الإصلاح.
بدأ الإخوان في ممارسة آلاعيبهم الخسيسة لتشويه مسار 25 يوليو، لأنهم يعلمون ان الانتخابات هي بمثابة المسمار الأخير في نعش حزب النهضة حركة وفكرا، لكن بعد كل ماجرى في تونس والوطن العربي، تشكل لدى المواطن العربي وعيا وشعورا بالوطنية، ومعه ولد إحساسا وطنيا بالخوف على البلاد، ومطاردة كل ما ينتمى للإخوان، بل هم يريدون تونس بلا إخوان، وذلك لأن المواطن التونسي مدرك تماما لخطر الإخوان على مستقبله والأجيال القادمة.
وبالتأكيد سوف تسعى جماعة الإخوان الإرهابية، إفشال العرس الديمقراطي، والذي يبدأ بالتشكيك والثاني بالتشويه أي تقوم الألة الإعلامية واللجان الإلكترونية بتشويه أي إنجاز على المستوى الإقتصادي والأمن والعدالة وتكثيف الإصلاحات التى تدعم البيئة الإصلاحية، والثالث أنهم سوف يسعون لإسقاط الرئيس نفسه من خلال المطالبة بانتحابات رئاسية مبكرة، ولكن اليوم تونس على أعتاب مرحلة جديدة بدون إخوان وبدون المال السياسي الفاسد»، لهذا نجد هجوم المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت الأسبق لتونس على تونس وأيضا الدولة المصرية، من خلال مواقع إليكترونية إخوانية أجنبية فنجده يهاجم مصر ومؤسساتها، رغم ادعائه بانتمائه للتيار العلماني واليساي، لكن الجميع يعلم تماما أنه إخوانيا مائة في المائة، كما بدأ هجومه على الرئيس قيس سعيد بعد قرارات 25 يوليو 2021، إذا فإن الهدف مشترك وهو مهاجمة كل من يتعرض لجماعة الإخوان.. ولن يفلح ما يفعله وما يحيق المكر السيء إلا بأهله.
حفظ الله مصر شعبا وجيشا وشرطة