عصام السباعي يكتب: تحية للدبلوماسية المصرية

عصام السباعي
عصام السباعي

مصر تحتاج إلى العمل والعرق، مصر بحاجة إلى من ينشرون روح التفاؤل فى قلوب العاملين الصامدين المرابطين فى كل مواقع العمل؛ بداية من الجيوش التى على الحدود وفى الخنادق، ونهاية بجيوش أخرى من كل نوع، تضم كل المصريين وكلهم جنود الوطن العظيم الكبير الخالد .. مصر .

نحتاج إلى عمل مكثف فى كل مجال، نعوض به سنوات التيه التى مر بها الوطن حتى العام 2013، وبحور الضياع التى حاول البعض أن يغرقوا مصر فيها سواء لحسابهم الخاص أو بالوكالة عن آخرين، حدث ذلك فى فترة اختلسها التطرف الدينى والفكري، وفى ظل ظروف لن يسمح المصريون بعودتها، ولا بعودة مثل تلك الشخصيات مرة أخرى، مهما حاولوا التسلل إلينا من جديد .
وتواصل مصر طريقها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل إرساء دعائم المستقبل القصير والبعيد الأجل، تتخطى الصعاب والعقبات والأشواك، وكل شيء يحاول إبطاء خطاها، وتعطيل مسيرتها، التى وصلت إلى كل المجالات، وطالت كل شبر فى أرض مصر، ونجحت فى تغيير المشهد المصرى أمام كل العالم، فقد استعادت قواها ومكانتها واستقرارها، وبدأت انطلاقتها الكبرى بالعديد من المشروعات القومية، يتقدمها مشروع إصلاحى تنموى شامل، حظى بإشادة ودعم وتأييد جميع المؤسسات المالية والتنموية العالمية .

الأيام الماضية تابعت وبداخلى أحاسيس بالفخر، كيف تحول واقع بلادى فى كل المجالات، كيف كانت علاقاتنا الخارجية، وكيف أصبحت، وكيف استطعنا أن نتجاوز أزمات عالمية مثل وباء كورونا، ونستطيع أن نقف على أقدامنا ونواصل مسيرتنا فى مواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة تضخم عالمية ترنح لها العديد من البلدان، وهكذا كانت متابعتى للقمة العربية ــ الصينية، ثم للقمة الأمريكية ــ الأفريقية، وتوقفت أمام كثير من المعانى والرسائل، أولها: ذلك المعنى وتلك القيمة التى حافظت عليها الجمهورية الجديدة، والتى تتمثل فى الاحتفاظ بعلاقات متوازنة من كل القوى الدولية، والتى تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهكذا كانت الصورة واضحة لكل العالم فى القمة العربية الصينية والقمة الأمريكية الأفريقية، بل وفى التعاطى مع الحرب الروسية الأوكرانية، وغير ذلك، كما لم يخف أيضا القدرة على حماية الخطوط الحمراء، والحفاظ على مجالات مصر الحيوية .

وقد توقفت كثيرا أمام الرسالة غير المباشرة لكل المصريين حول قيمة العمل، حيث كان الرئيس السيسى يتابع فى اليوم السابق لسفره إلى واشنطن، تطورات الموقف التنفيذى لإمدادات التغذية الكهربائية للمشروع الزراعى العملاق «الدلتا الجديدة»، بما يدعم قطاع الأمن الغذائي، ويساهم فى فتح آفاق التصدير، وتوفير فرص العمل، وعندما عاد الرئيس للوطن، واصل نشاطه مباشرة باجتماع لمتابعة موقف مخزون السلع الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى موقف الزراعات للموسم الحالى، فالجهود متواصلة ومتكاملة ولا تتوقف للحظة، والعمل من أجل مصر متواصل ومستمر.

الأمر اللافت أيضا هو ذلك الأداء الرائع الذى تقدمه الرئاسة والدبلوماسية المصرية العريقة، وهو أداء ليس بغريب، ويستحق التحية على أكثر من مستوى، سواء فى الإعداد الجيد، وتحقيق الأهداف المرجوة وخاصة فى مستويات ونوعية اللقاءات التى عقدها الرئيس ومستويات تدرجها، وقد كان من الأهمية بمكان، تلك المباحثات التى تمت فى البدء مع أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى بمقر إقامة الرئيس، وأوستن لويد وزير الدفاع الأمريكى بمقر البنتاجون، وللمقر هنا دلالة لا يمكن إغفالها، وكذلك التى تمت فى اليوم الأخير مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومى الأمريكى، وكان اللافت للدلالة على سير المباحثات، هو تلك الصور التى خرجت للقاء الرئيس السيسى والرئيس الأمريكى بايدن، والصورة بألف كلمة كما يقولون .

ويلفت نظر أى مراقب أيضا وجود وجهى العملة الدولية «الاقتصاد والسياسة»، حيث كان الاثنان حاضرين بقوة فى القمة وعلى هامشها، وهو ما يمكن أن نستشفه من تأكيد الرئيس السيسى أمام القمة، بوجود ارتباط وثيق بين الأمنين الغذائى والمائي، وأن مصر تنظر لذلك الرابط كأمن قومى، ودعوته إلى ضرورة توافر الإرادة السياسية لصياغة أطر قانونية لضبط مسار التعاون بين الدول التى تتشارك الموارد المائية وبما يسهم فى تحقيق التنمية دون إلحاق الضرر بأصحاب الشأن، كما كان على جدول الأعمال لقاء مهم مع ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولى، بالإضافة للقاء عقده الرئيس مع غرفة التجارة الأمريكية، بمناسبة مرور ١٠٠ عام على تأسيس العلاقات بين مصر وأمريكا. 

وكان المشهد الأخير لتلك المباحثات المهمة والمثمرة، وكالمعتاد، هو تقدير الرئيس للشعب المصرى متمثلاً فى الجالية المصرية فى أمريكا، حيث وجه لهم رسالة شكر لحفاوة الاستقبال، والأهم تأكيد ووعد، بأن مصر قيادة وحكومة تعمل دائما، لدعم أبنائها فى الداخل والخارج، ولن تدخر جهدا فى خدمة شعب مصر العظيم .
ودائما ودوما وأبدا .. تحيا مصر . 

بوكس

كل من يدنس شرف وظيفته، ويتربح منها، فى وقت يخوض المصريون ملحمتهم التنموية، هو مجرم وخائن للوطن.