زكي رستم.. أصاب فاتن حمامة بالإغماء بسبب اندماجه

الفنان زكي رستم والفنانة فاتن حمامة
الفنان زكي رستم والفنانة فاتن حمامة

ترك حياة القصور والباشوات وعشق الفن، بالرغم أن والده صديقا مقربا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.. إنه الفنان زكي رستم أحد عمالقة أدوار الشر في تاريخ السينما المصرية.


ولد الفنان محمد زكي محرم محمود رستم عام 1903 في قصر جده اللواء محمود رستم باشا بحي الحلمية الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطية في أوائل هذا القرن، وكان والده محرم بك رستم عضواً بارزاً بالحزب الوطني بعد حصوله على البكالوريا أخبر والدته برغبته في أن يكون ممثلا، هنا ثارت الأم بشدة، وخيرته بين الفن والعيش معها، فاختار الفن وقام والده بطرده من القصر، فأصيبت الأم بالشلل حزناً على عمل ابنها بالتمثيل وضياع أمنيه والده في أن يصبح محاميا.

وقد بدأ الفنان زكي رستم منذ بداية السينما الصامتة وظهر في فيلم «زينب» مع الفنانة دولت أبيض وسراج منير عام 1930 وتوالت أعماله السينمائية لثلاثين عاما متتالية بلا توقف حتى بداية الستينيات.

يعد من أهم أساتذة فن الاندماج الذي بسببه صفع الفنانة فاتن حمامة على وجهها من خلال فيلم «نهر الحب» عام 1960 مما أدى إلى فقدها الوعي وانسالت الدماء على وجهها من أثر الصفعة.

وأثناء تصوير فيلم «الفتوة» أصر زكي رستم على دخول فريد شوقي ثلاجة الخضار؛ لأن وجود فريد شوقي خارج الثلاجة لمشاهدته ليتابع أدائه البارع يفقده تقمص الدور ومصدقيته وبالفعل استجاب فريد شوقي لطلب زكي رستم.

قدم زكي رستم خلال مسيرته الفنية ما يقرب من 240 فيلما ومن أشهر أعماله فيلم «رصيف نمرة 5»، «نهر الحب»، «امرأة على الطريق»، «ياسمين».

وقد اختارته مجلة «بارى ماتش» الفرنسية كواحد من أفضل عشرة ممثلين في العالم كما وصفته مجلة «لايف» الأمريكية بأنه من أعظم ممثلي الشرق وأنه لا يختلف عن الممثل البريطاني الشهير «تشارلز لوثون».

ورغم كل هذا التألق والشهرة الذي حققها زكي رستم إلا ان حياته كانت من أقسى ما يكون فقد عاش طوال حياته وحيدا لم يتزوج أو ينجب أبناء ولم يكن له أي صدقات سواء من داخل الوسط الفني أو خارجه، حتى كانت علاقته تنتهي بزملائه في العمل الذي يؤديه فور خروجه من الاستديو لطبيعته الانطوائية، حتى السهرات والحفلات الذي كان يدعونه فيه لم تكن تستهويه.

عانى زكي رستم في أوائل الستينات من ضعف السمع، وقد اعتقد في البداية أنها مجرد حالة عارضة وسوف تزول بمرور الوقت، واعتمد وقتها على مراقبة حركة شفايف الممثلين أمامه لكن هذا الحل لم يستمر طويلا، فأثناء تصوير فيلم «إجازة صيف» مع الفنان فريد شوقي فقد الفنان زكي رستم حاسة السمع تماما فتحامل على نفسه وبمجر الانتهاء من تصوير الفيلم هجر زكي رستم السينما والأضواء تماما وكان صديقه الوحيد كلبه الذي كان بصحبته دائما حتى أصيب بأزمة قلبية دخل على آثرها المستشفى وظل بها أياما قليلة حتى توفى يوم 15 فبراير عام 1972 عن عمر يناهز 69 عاما بعد رحلة طويلة من العطاء والإبداع.

 المصدر مركز معلومات أخبار اليوم