باختصار

المونديال‭.. ‬والدورى

عثمان‭ ‬سالم
عثمان‭ ‬سالم

لابد‭ ‬أن‭ ‬يفتخر‭ ‬القطريون‭ ‬ومن‭ ‬ورائهم‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والعالم‭ ‬الثالث‭ ‬بالنجاح‭ ‬الباهرة‭ ‬لتنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬‮٢٠٢٢‬‭.. ‬وضع‭ ‬الأشقاء‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬شرقه‭ ‬وغربه‭ ‬فى‭ ‬مأزق‭ ‬بتنظيم‭ ‬المونديال‭ ‬القادم‭ ‬وما‭ ‬بعده‭ ‬لصعوبة‭ ‬المقارنة‭.. ‬

وقد‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬الامكانيات‭ ‬المادية‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬نجاح‭ ‬التنظيم‭ ‬وهذا‭ ‬صحيح‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬والمتحضرة‭ ‬نظمت‭ ‬بطولات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬من‭ ‬الإبهار‭ ‬والتسهيلات‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬للجنة‭ ‬المنظمة‭

.. ‬ولان‭ ‬البلد‭ ‬العربى‭ ‬الصغير‭ ‬يملك‭ ‬الامكانيات‭ ‬فقد‭ ‬فتح‭ ‬خزائنه‭ ‬للصرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبراء‭ ‬عالميين‭ ‬مشهود‭ ‬لهم‭ ‬بالكفاءة‭ ‬والاقتدار‭.. ‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬الخليج‭ ‬العربى‭ ‬لديهم‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬فى‭ ‬إدارتهم‭ ‬لكل‭ ‬شىء‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭ ‬وهى‭ ‬إعطاء‭ ‬العيش‭ ‬لخبازه كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬ولم‭ ‬يكابر‭ ‬أحد‭ ‬ويدعى‭ ‬المفهومية‭ ‬والفهلوة‭.. ‬وانه‭ ‬الاكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬حدث‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬فى‭ ‬مساحة‭ ‬محدودة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬أقيم‭ ‬عليها‭ ‬سبعة‭ ‬ستادات‭ ‬كان‭ ‬العلم‭ ‬الحديث‭ ‬ظاهرا‭ ‬فيها‭ ‬بإقامة‭ ‬ملاعب‭ ‬تستخدم‭ ‬وتفكك‭ ‬بعد‭ ‬الفرح‭.. ‬

الجماهير‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬إلى‭ ‬الدوحة‭ ‬شهدت‭ ‬لها‭ ‬بالبراعة‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬حدث‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬ولم‭ ‬يفلح‭ ‬بعض‭ ‬المارقين‭ ‬الذين‭ ‬أرادوا‭ ‬أن‭ ‬يمرروا‭ ‬فكرهم‭ ‬الشاذ‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬المحافظ‭ ‬على‭ ‬عاداته‭ ‬وتقاليده‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتجاوب‭ ‬معه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولى‭ ‬الذى‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تعاطى‭ ‬الخمور‭ ‬فى‭ ‬المدرجات‭ ‬ورفض‭ ‬الإشارات‭ ‬التى‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬المثلية‭..

‬وكان‭ ‬ينقص‭ ‬قطر‭ ‬شئ‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬استمرار‭ ‬منتخبها‭ ‬لمراحل‭ ‬أو‭ ‬مرحلة‭ ‬متقدمة‭ ‬فى‭ ‬البطولة‭ ‬لكن‭ ‬يكفيها‭ ‬شرف‭ ‬المحاولة‭ ‬لكن‭ ‬فارق‭ ‬الفنيات‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬فى‭ ‬مواجهات‭ ‬المنتخب‭ ‬فى‭ ‬المباريات‭ ‬الثلاث‭ ‬التى‭ ‬خسرها‭.. ‬

وربما‭ ‬كان‭ ‬تألق‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربى‭ ‬العربى‭ ‬خير‭ ‬تعويض‭ ‬عن‭ ‬شقيقه‭ ‬القطرى‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬النهائى‭ ‬واللعب‭ ‬على‭ ‬الميدالية‭  ‬البرونزية‭ ‬أمام‭ ‬كرواتيا‭ ‬‮«‬أمس‮»‬‭ ‬ وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬النتيجة‭ ‬فإن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬رفع‭ ‬القبعة‭ ‬للركراكى‭ ‬وأولاده‭ ‬وهم‭ ‬يقصون‭ ‬فرق‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬التصنيف‭ ‬الدولى‭ ‬مثل‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال‭ ‬فى‭ ‬دور الستة عشر‭ ‬‬والثمانية‭.. ‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬للحدث‭ ‬العالمى‭ ‬اثره‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الرأى‭ ‬العالم‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬شعر‭ ‬بالأسى‭ ‬والحسرة‭ ‬لعدم‭ ‬تواجد‭ ‬منتخبنا‭ ‬بين‭ ‬الكبار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ودع‭ ‬التصفيات‭ ‬بركلة‭ ‬جزاء‭ ‬أمام‭ ‬السنغال‭ ‬لكن‭ ‬الاخيرة‭ ‬شرفت‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬بالصعود‭ ‬لدور‭ ‬الـ 16 ‬‭ ‬ثم‭ ‬خرجت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ .. ‬

من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للدولة‭ ‬وقفه‭ ‬مع‭ ‬المسئولين‭ ‬باتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬واعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬المنظومة‭ ‬بالكامل‭ ‬وحبذا‭ ‬لو‭ ‬تقدم‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الاتحاد‭ ‬باستقالة‭ ‬جماعية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تختار‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الخبرة‭ ‬بعيدا عن‭ ‬أصحاب‭ ‬‮«‬السبوبة‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يغنيهم‭ ‬غير‭ ‬الجلوس‭ ‬على‭ ‬الكراسي‭

.. ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننخدع‭ ‬باقامة‭ ‬مباريات‭ ‬الدورى‭ ‬خلال‭ ‬المونديال‭ ‬بحجة‭ ‬استغلال‭ ‬الوقت‭ ‬لانهاء‭ ‬المسابقة‭ ‬فى‭ ‬يونيو‭ ‬القادم‭ ‬لإعادة‭ ‬الهرم‭ ‬الكروى‭ ‬لوضعه‭ ‬الطبيعى‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التحام‭ ‬المواسم‭ ‬الذى‭ ‬اثر‭ ‬بشكل‭ ‬سلبى‭ ‬على‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭.‬ ‭