لابد أن يفتخر القطريون ومن ورائهم الأمة العربية والعالم الثالث بالنجاح الباهرة لتنظيم كأس العالم ٢٠٢٢.. وضع الأشقاء العالم فى شرقه وغربه فى مأزق بتنظيم المونديال القادم وما بعده لصعوبة المقارنة..
وقد يقال إن الامكانيات المادية أهم أسباب نجاح التنظيم وهذا صحيح لكن هناك العديد من الدول الغنية والمتحضرة نظمت بطولات لم تكن بهذا الحجم من الإبهار والتسهيلات التى قدمت للجنة المنظمة
.. ولان البلد العربى الصغير يملك الامكانيات فقد فتح خزائنه للصرف من خلال خبراء عالميين مشهود لهم بالكفاءة والاقتدار..
والحقيقة أن الأشقاء فى الخليج العربى لديهم رؤية ثاقبة فى إدارتهم لكل شىء فى البلاد وهى إعطاء العيش لخبازه كما يقول المثل ولم يكابر أحد ويدعى المفهومية والفهلوة.. وانه الاكثر قدرة على إدارة حدث بهذا الحجم فى مساحة محدودة من الأرض أقيم عليها سبعة ستادات كان العلم الحديث ظاهرا فيها بإقامة ملاعب تستخدم وتفكك بعد الفرح..
الجماهير التى جاءت إلى الدوحة شهدت لها بالبراعة فى إدارة حدث بهذا الحجم ولم يفلح بعض المارقين الذين أرادوا أن يمرروا فكرهم الشاذ لهذا البلد المحافظ على عاداته وتقاليده العربية الإسلامية وتجاوب معه الاتحاد الدولى الذى أصر على عدم تعاطى الخمور فى المدرجات ورفض الإشارات التى تشير إلى دعم المثلية..
وكان ينقص قطر شئ واحد وهو استمرار منتخبها لمراحل أو مرحلة متقدمة فى البطولة لكن يكفيها شرف المحاولة لكن فارق الفنيات كان واضحا فى مواجهات المنتخب فى المباريات الثلاث التى خسرها..
وربما كان تألق المنتخب المغربى العربى خير تعويض عن شقيقه القطرى بالوصول إلى نصف النهائى واللعب على الميدالية البرونزية أمام كرواتيا «أمس» وبصرف النظر عن النتيجة فإن العالم كله رفع القبعة للركراكى وأولاده وهم يقصون فرق الصف الأول فى التصنيف الدولى مثل إسبانيا والبرتغال فى دور الستة عشر والثمانية..
لقد كان للحدث العالمى اثره الكبير على الرأى العالم المصرى الذى شعر بالأسى والحسرة لعدم تواجد منتخبنا بين الكبار بعد أن ودع التصفيات بركلة جزاء أمام السنغال لكن الاخيرة شرفت القارة الافريقية بالصعود لدور الـ 16 ثم خرجت بعد ذلك ..
من المفترض أن يكون للدولة وقفه مع المسئولين باتحاد الكرة واعادة النظر فى المنظومة بالكامل وحبذا لو تقدم مجلس إدارة الاتحاد باستقالة جماعية على أن تختار مجموعة من أهل الخبرة بعيدا عن أصحاب «السبوبة» الذين لا يغنيهم غير الجلوس على الكراسي
.. ولا يجب أن ننخدع باقامة مباريات الدورى خلال المونديال بحجة استغلال الوقت لانهاء المسابقة فى يونيو القادم لإعادة الهرم الكروى لوضعه الطبيعى بدلا من التحام المواسم الذى اثر بشكل سلبى على المنتخب الوطني.