«أخبار الحوادث».. نخترق بيزنس بيع الشهادات المضروبة بحوار مثير مع مزور على «فيس بوك»

الشهادات العلمية المزورة
الشهادات العلمية المزورة

أسماء سالم

تحول موقع الفيس بوك من موقع للتواصل الاجتماعي إلى سوق كبير يباع به كل ما هو شرعي وغير شرعي، قانوني وغير قانوني..المهم أن يجد المشتري ضالته المنشودة ويجد البائع مصدر الثراء السريع.
ولكن لم يكن أحد يتخيل أن يصل الأمر إلى بيع وتداول الشهادات العلمية بمختلف أنواعها بداية من البكالوريوس والليسانس مرورًا بالماجستير وانتهاءً بالدكتوراة.
وجد المشتري ــ وهو في الغالب شخص فاشل عجز عن أن يحصل على الشهادة العلمية بمجهوده ــ ضالته في هذا الطريق السهل، كما وجد البائع وهو شخص بلا ضمير ضالته في هذا الطريق لجمع المال الوفير.
في السطور التالية نخوض تجربة مع أحد المزورين لنتعرف على بعض أسرار هذا العالم كما نستعرض جهود رجال المباحث في تعقب هؤلاء المزورين.

أثناء بحث «أخبار الحوادث» في اعلانات مواقع التواصل الاجتماعي، وجدنا إعلانا لبيع الشهادات العلمية المزورة، تحمل اسم جامعات مصرية واجنبية، فكتب صاحب الاعلان على الفيس بوك:
«هل واجهت صعوبات في الدراسة في صغرك؟ أو في الكلية أو الجامعة؟! كل هذه الأمور واجهت الكثير من شبابنا في الوطن العربي، وهذا بالتأكيد لا يعني أنك شخص غير ذكي أو غير ناجح، فعليك ألا تستسلم وأن تبدأ حياتك من جديد، و نحن هنا لكي نساعدك لكي تقاوم صعوبات الحياة وإرشادك إلى الطريق الصحيح؛ اشتري شهادة جامعية مصدقة ومعتمدة بالكامل من جامعات مصرية معتمدة بأي مكان في العالم!»
جذبني الاعلان، مما دفعني لمحاولة التواصل مع المعلن، وحدث بيننا الحوار التالي.
حوار مع المزور
سألت المعلن: ممكن أعرف أسعار شهادات الدكتوراة في مجال الاعلام؟
المعلن: عايزاها جامعة إيه.

أنا: ياريت لو جامعة كامبريدج، وعايزه وشهادة تانية من جامعة القاهرة
المعلن: عايزاها مصدقة من الخارجية أوسفارة ولا من غيرهم؟

انا: مصدقة طبعا.

المعلن: بالنسبة لشهادة الدكتوراة موجود شهادة موثقة ومعتمدة بالكامل سعرها۲۰ ألف جنيه، يتم دفع 10 آلاف جنيه عربون + صورة شخصية وصورة بطاقة وصورة من شهادة الميلاد وتبلغينى ببيانات المؤهل المطلوب زي نوع المؤهل والتقدير وسنة التخرج وتستلمي شهادتك بعد ۱۰ أيام باذن الله وطبعًا آخد باقى المبلغ.

ويسألني المعلن: معاكي بكالوريوس أوماجستير؟

أنا: لا
المعلن: عشان نظبط الأوراق.

انا: لو عملتهم يبقي التكلفة كام؟

المعلن: المفروض تكلفتهم ٤٠ ألف للثلاثة بس لو هتعملى الـ ٣ هعملهم لك رسمي ومتسجلين بملفات الجامعة ب ٣٠ ألف فقط بيتدفع نصهم في البداية والباقي عند الاستلام.
واستكمل قائلا: ابعتيلى الصور المطلوبة وبيانات الشخص اللى هتطلع الشهادة باسمه، وبيانات تفصيلية لكل شهادة.

أنا: الفلوس بتخدها ازاي؟

المعلن: التعامل بيكون بترسلي الاوراق كلها بتسحبيهم اسكانر وترسلي لي هنا بيانات كل شهادة بالتفصيل وبالنسبة للعربون بنستلمه عبر أى محفظة الكترونية، فودافون کاش او اى محفظة متاحة مع حضرتك بنسحبهم أوATM وفى خلال ۱۰ ايام شغل حضرتك بيخلص تدينا عنوان نرسلهم عليه.. الورق بيوصلك لحد باب البيت عبر شركة شحن تستلميه وبتدفعى باقي المبلغ.
انا: هجهز الفلوس وهكلمك.

العقوبة القانونية

والسؤال هو ماهي عقوبة تزوير الشهادات الجامعية؟!، أكد د. مصطفى سعداوي أستاذ القانون الجنائي قائلا؛ نصت المادة 212 من قانون العقوبات على أن كل شخص ليس موظفًا عامًا قام بارتكاب تزوير يعاقب بالسجن المشدد أومدة قد تصل إلى 10 سنوات سجنا .

ونصت المادة 211 من قانون العقوبات على أن كل صاحب وظيفة عمومية ارتكب تزويرًا أثناء تأدية عمله من خلال أحكام صادرة أو وثائق أو دفاتر وسجلات أو تقارير ومحاضر وغيرها من الأوراق التي تحتوي على إمضاءات أو أختام مزورة أو بتغيير المحررات أو زيادة كلمات أو بوضع أسماء أو صور أشخاص آخرين يعاقب بالسجن المشدد.
أما من استعمل الأوراق المزورة وهو على علم، فقد نصت المادة 214 من قانون العقوبات على أن من استعمل الأوراق المزورة المذكورة في المواد السابقة وهو يعلم تزويرها يعاقب بالسجن المشدد أو بالسجن لمدة ثلاثة إلى عشر سنوات.
وأشار د.سعداوي الى أن عقوبة القانون تختلف بين الشخص الذى يزور شهادة فقط، وبين الذى يزورها ويستخدمها فى الجهات الحكومية، على الرغم من أن كليهما يعد جناية، ولكن تتراوح عقوبتهما من 3 إلى 15 سنة سجنا.

الاموال العامة

وكانت تمكنت مباحث الاموال العامة، من ضبط عدد من مزوري الشهادات الجامعية؛ فقد تم ضبط القائمين على إدارة مركزين تعليميين «بدون ترخيص» بنطاق محافظة الغربية وكشفت التحقيقات اتخاذ المتهمين مقر المركزين وكـرا لمزاولة نشاطهما الإجرامى في النصب، والاحتيال على راغبى الحصول على شهـادات جامعيـة فى مجالات مختلفة «مزورة»، وإيهامهم بأن تلك الشهادات تمكنهم من الالتحاق بالعمل بالمؤسسات والهيئات الكبرى بالداخل والخارج «على خلاف الحقيقة»، وتمكنا من خلال ذلك من استقطاب العديد من الأشخاص راغبى الحصول على تلك الشهادات مقابل مبالغ مالية .

وبتفتيش مقر المركزين تم ضبط مجموعة من الشهادات الدراسية منسوب صدورها للمركزين التعليميين، وممهورة بخاتم شعار الجمهورية «المقلد»- أكلاشيه خاتم شعار الجمهورية «مقلد»، والعديد من طلبات الالتحاق بالمركز التعليمى و9 كارنيهات بأسماء أشخاص مختلفة ومجموعة من نماذج امتحانات للدارسين والعديد من الملازم الدراسية لمواد علمية وتدريبية فى تخصصات دراسية مختلفة، و2 دفتر إيصالات استلام نقدية ومبلغ مالى من متحصلات نشاطهم الإجرامى و2 جهاز كمبيوتر بمشتملاتهما وبفحصهما فنياً تبين احتوائهما على دلائل تؤكد نشاطهما الإجرامى، وبمواجهتهما أقرا بنشاطهما الإجرامى، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
كما كشفت الاجهزة الامنية، قيام احد الأشخاص بإنشاء إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للترويج لاستخراج شهادات جامعية ماجستير ودكتوراة «مزورة» منسوبة صدورها للجامعات لتحقيق أرباح غير مشروعة.

واعترف المتهمون؛ بتزوير الشهادات الجامعية وشهادات الماجستير والدكتوراة بإستخدام برنامج تعديل الصور على جهاز «لاب توب» خاص به، وطباعتها بإحدى المطابع الكائنة بدائرة قسم ثالث شرطة مدينة نصر بالقاهرة، بقصد ترويجها على عملائه مقابل مبالغ مالية.

مستنقعات السوشيال ميديا

أكد اللواء محمود الرشيدي خبير أمن معلومات، للأسف السوشيال ميديا والذكاء الصناعي بها تطبيقات وبرامج محددة تمكن أي شخص بتقليد أي نوع من الأختام، وأصبح الأمر في هذا العصر الرقمي ليس مشكلة أبدا تقليد الأختام، بالإضافة تطورت الطباعات الآن والتي منها الملون، ولتفادي الأمر يجب علي الجامعات المختلفة يكون لديها وسيلة لتأكد من صحة الشهادات، وذلك عن طريق التواصل مع الجامعة الصادر منها الشهادة وأبسط الطرق عن طريق الموقع الرسمي للجامعة، أو عن طريق وزارة الخارجية، للأسف مستنقعات السوشيال ميديا ذاخرة بتكنولوجيا التي تمكن أي شخص للتزوير والتزييف، لذلك يجب علي كل الجهات لديها وسيلة للتأكد من صحة هذه الشهادات.
واضح د. علاء رجب استشاري الصحة النفسية، يلجأ بعض الأشخاص إلى الكذب والتضليل وهذالعدم ثقتهم بذاتهم لذلك يلجأون إلى أساليب ملتوية إلى اللجوء لتزيف بعض الحقائق، مثل المطالبين لشراء شهادات مزورة ولا يريدون استخدمها في جهة رسمية بل فقط للتجمل بين الناس، واكتساب احترام الآخرين، وهناك البعض يستخدمها للتضليل والنصب.