نقطة على حرف

علي سعدة يكتب: مقتطفات من حياة فارس الصحافة «الحلقة السادسة»

م . علي سعدة
م . علي سعدة

من أكثر مقالات إبراهيم سعدة، التي أثارت جدلا سياسيا دعوته لعمل استفتاء شعبي لأخذ رأي المواطن المصري هل تستمر الدولة في دعم القضية الفلسطينية بالأموال والأرواح والحروب اللانهائية ذات النتيجة المحتومة ضد إسرائيل ووراءها أمريكا ومعظم دول أوروبا.. أم نلتفت لقوت أبنائنا وتنمية مواردنا من اجل خير شعبنا ونكتفي فقط بالدعم السياسي للقضية الفلسطينية مثل باقي الدول العربية خاصة أن هناك مقولة فلسطينية انتشرت وقتها تقول أنهم سيحاربون إسرائيل حتى أخر جندي مصري !!

تعاقدت أخبار اليوم بالفعل مع أحد أكبر الشركات المنظمة للاستفتاءات والتي بدأت عملها علي الفور لأخذ رأي كل طبقات الشعب المصري من القري والمدن والنجوع .. وبدأت النتائج الأولية للاستفتاء في الظهور وهنا اتصل الملك فهد بالرئيس مبارك وطلب منه وقف الاستفتاء فورا لأن نتيجته ستبين للعالم كله أن أكبر دولة عربية لن تحارب من أجل القضية الفلسطينية.. وبالفعل طلب مبارك من إبراهيم سعدة إلغاء الاستفتاء والتوقف عن نشر أي اخبار عنه.

وعند دخول السفينة التي تقل ياسر عرفات لميناء بورسعيد صعد على ظهرها لاستقباله كبار الصحفيين وكعادته استقبلهم ياسر عرفات بالأحضان والقبلات .. وبعد أن احتضن إبراهيم سعدة تراجع وقال له لا تقسو علينا يا أخي وسامحنا لو تطاولنا على مصر فنحن فلاحون .. والفلاح عبارة عن أرض وفأس .. ولما أخذوا منا الارض أصبحنا نحمل فأسا فقط.. ونحن الآن نضرب به في الهواء وأحيانا لا نميز بين العدو والصديق.

أيضا كانت أخبار اليوم تشن حملات ضد الرئيس معمر القذافي.. وأبدع كاريكاتير مصطفى حسين وخفة دم احمد رجب في السخرية ورسم القذافي بال ( قصرية ) إلى جواره او تحته .. وفي إحدى زيارات مبارك لليبيا بعدها بسنوات اصطحب معه إبراهيم سعدة.. وفي وداع القذافي لمبارك في المطار اكتشف وجود ابراهيم سعدة فطلب من مبارك احتجازه في ليبيا لتصفية بعض الأمور.. وهنا جري ابراهيم مسرعا وصعد سلم الطائرة غير مبالي بالبروتوكول الموضوع وسط ضحكات مبارك ورفاقه .

 

ولا أخفي سرا انه في بداية عملي بدولة الإمارات كانت أغلب المكاتب الاستشارية وشركات المقاولات يرأسها فلسطينيون وكنت انفي تماما قرابتي لإبراهيم سعدة وأدعي انه مجرد تشابه أسماء كنصيحه عمي لي حتي لا اتعرض للاضطهاد وربما القتل .

عرضت القوات المسلحة على الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة كتابة فيلم حرب أكتوبر ودارت معركة كبرى بينه وبين الكاتب إبراهيم سعده على أساس أن عكاشة ناصري وأن الفيلم سينحاز قطعا ويقلل من أهمية دور الرئيس السادات في الحرب وعكاشه كان يصف في مسلسلاته حزب الله الشيعي بأنه رمز للمقاومة ويبرز دور ويمجد ناجي العلي الفلسطيني في أحد افلامه رغم هجوم الاخير علي مصر ورئيسها .

وللحديث بقية