توفيق الحكيم: المرأة مخبرة صحفية بالفطرة

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

ذات يوم سألت فتاة الكاتب والأديب توفيق الحكيم، عن رأيه في اشتغالها بالصحافة، وهل أن هذا العمل يتناسب مع طبيعتها باعتبارها إمرأة.

جاءت إجابة الحكيم، وكتب مقالا يرد عليها في جريدة أخبار اليوم 1955، يقول: إن المرأة مخبرة صحفية بالفطرة.. سواء التحقت بجريدة أو التحقت ببيتها، فلقد كان آدم في الجنة هادئا وادعا ساكنا.. لا يفكر في شيئ ولا يصل إلى عالمه أمر.. فمن الذي جاءه بالخبر الأول في تاريخ الأخبار؟ وأعني لها اقتراح "إبليس" أكل الفاكهة المحرمة، أليست هي "حواء" التي نقلت إلى آدم هذا الخبر الهام؟.

ويستكمل الحكيم قائلا: من الذي كان يسمع من "الحية" الكلام ويجري معها "الأحاديث" ويستق منها الاخبار ويفضي بها إلى آدم؟ أليس هي حواء؟، وأن هذه الحادثة هي أول عمل صحفي منذ بدء الخليقة، وبهذا تكون "حواء" هي أول صحفية مخبرة ظهرت في الكون، وقبل أن تخطر فكرة الصحافة على بال مخلوق.

اقرأ ايضا: «زوجة الأب الشريرة».. فكرة تعود للعصور القديمة

واستطرد الحكيم قائلا: إن الصحافة في دم المرأة، وهي عندما لا تجد خبرا تنقله أو شخصا تستجوبه، تعمد إلى زوجها فتفضي إليه بكل ما سمعت في يومها، وما رأت في نهارها، اما إذا كان الزوج قادما عليها من الخارج فإنها تستقبله بالسؤال تلو السؤال.

واختتم "الحكيم" مقاله يؤكد إن الصحافة الإخبارية هي ميراث المرأة عن جدتها "حواء" فلتهبط ميدانها إذا شاءت، وتنقل من الأخبار ما أرادت وتستق من المصادر ما وجدت.. ولم يعوزها اليوم ايضا في الدنيا "إبليس" ولن ينقصها "حية" فإن محيط المجتمع من قومي وعالمي يعج ويضج بالأبالسة والشياطين، والحيات والثعابين بأحاديثها ومغرياتها ومقترحاتها.

ولعل ملايين السنين قد علمت المرأة الآن "الحكمة" فلن تنقل الخبر الذي يخرج آدمها الجديد من "الجنة".

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم