أسماء أحمد عوض الله تكتب: يا صاحب البلاء أبشر

أسماء أحمد عوض الله
أسماء أحمد عوض الله

لقد تأملت حال الدنيا فوجدتها متقلبة الأحوال هذا كان فى رغد من العيش والآن أصبح فى ضيقٍ منه، وآخر كان لديه الأولاد والأهل ولكنهم فارقوه وأصبح يعانى وحدة الحياة، وهذا كان ينعم بصحته فإذا به الآن يذوق مرارة الألم والعجز. 

هذه ابتلاءات تصيب الإنسان البعض يقابلها برضا وصبر فيفوز فى الدارين، والآخر يقابلها بجزع وسخط فيكون من الخاسرين.
ولكن علينا جميعًا أن نعلم؛ أن البلاء بما يحويه من ألم ومرارة فقد وعجز لهو خير لو تعلمون عظيم، يكفى المبتلى الصابر أنه أصبح فى معية رب العالمين فقد قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» (البقرة ١٥٣)؛ وإن كان الله معك فأى شيء تظنه يضرك؟! .

ليس هذا فقط بل الصبر على البلاء تطهير لك من الذنوب والخطايا، وتكفير لسيئاتك، وسبب لدخولك الجنة، فقد بشر النبى صلى الله عليه وسلم امرأة بالجنة بسبب ابتلائها بالمرض فعن عطاء بن أبى رباح قال: قَالَ لى ابنُ عَبَّاسٍ: ألَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قَالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ؛ أتَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقَالَتْ: إنِّى أُصْرَعُ، وإنِّى أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ:«إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُعَافِيَكِ، فَقَالَتْ: أصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّى أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لى ألَّا أتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا» رواه البخارى ومسلم.

بل البشرى العظمى والتسلية الكبرى للنفس المتكبدة العناء جراء البلاء أن الله ابتلاها لأنه أحبها فإن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، فقد كان سيد البشر أحب الخلق إلى الله ومع ذلك كان أكثرهم بلاءً، فضرب لنا أروع الأمثال فى الصبر والرضا بقضاء الله، والآن هل تقبلون البشرى وتسلمون لقدر الله؟
فما ابتلاك الله ليعذبك ولكن لأنه يحبك.