تخلت عن صغيرتها من أجل حلم الثراء.. وعندما ندمت فاجأتها المحكمة!!

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

كان يداعب طفلته الرضيعة وكأنها صديقته الوحيدة فى الحياة، يناولها زجاجة اللبن، ثم يسحبها بسرعة من فمها فتتعالى ضحكاتهما معا. بعدها يمسك يديها الصغيرتين، يحتضنهما بقوة بين أصابعه الكبيرة، وكأنه يخشى أن يخطفها أحد منه.. بعد دقائق من اللهو معها، ألقى بجسده المتعب على الأريكة، ثوان وغلبه النوم، لم يرتح قليلا، استيقظ على طرقات قوية على باب الشقة، صوت جهورى ينادى على اسمه.. نهض مسرعا، توجه إلى الباب، كان الزائر شخصا غريبا عنه، لم يقابله فى يوم من الأيام، لم يدر بينهما حديث، فقط ما حدث أن الزائر تأكد أن صاحب المنزل هو الشخص الذى فتح له، سلمه ورقة، وطلب منه التوقيع عليها، ثم انصرف بهدوء.

لم يجمعهما حلم مشترك بتاتا، هو شاب بسيط، قنوع، راض بحاله، وظروفه الصعبة، حاول كثيرا تحسين وضعه، لكن هذه إمكانياته، وذلك رزقه الذى ارتضى به، أما هى فكانت متمردة على كل شىء، ناقمة على الفقر، باحثة عن الثراء السريع حتى ولو كان على حساب كرامتها وأقرب الناس إليها.


كان الزواج هو الشىء المشترك الذى جمعهما، التقاها صدفة فى المؤسسة التى يعمل بها، كانت قادمة لإنهاء بعض أوراق المعاش الخاص بوالدها، رمقته بعينيها الواسعتين، انجذب إليها، تدخل وأنهى كل الأوراق التى تحتاجها، أخذها من يدها ومر على كل المكاتب، ولم يكلفها جنيها واحدا.


شعرت الفتاة وقتها أن ذلك الشاب يملك كنزا، لكنه لا يقدره، وظيفته قد تدر عليه الأموال، ما عليه سوى التلاعب فى الأوراق وجنى الملايين من الجنيهات من أموال المعاشات.


أيام وعادت الفتاة مرة أخرى إلى المؤسسة، سألت على ذلك الفتى الشهم، شكرته عندما التقته، تحصلت على هاتفه، وبعدها تواصل الاثنان، جرت الخطوبة، و انعقد الزواج.


كانت معه كالملاك طوال عام الخطوبة، اكتفت بتشجيعه على الاستمرار فى عمله، فقد كان يفكر فى السفر للخارج، أخبرته أنه قد يجنى الملايين، ما عليه سوى «تفتيح مخه» فقط.. ورغم ذلك لم يفهم الشاب ما تريده خطيبته.


وقررت الفتاة أن تتحمل كل شىء، فهى تعلم ما تريده، وكيف تنفذه، هى تدرك جيدا أهمية عمل زوجها، ارتضت بالزواج فى بيت العائلة، أقنعت نفسها أنه لا وقت للمشاكل وكسب عداوة أهل زوجها، يكفى أن خطتها تسير على أكمل وجه، فقد أصبح الشاب رهن إشارتها.


وبعد شهر من انعقاد الزواج، ألقت بوساويسها فى أذن زوجها، بدأت تتمرد على الوضع، وتخبره أنها ليست سعيدة فى بيت العائلة، ولدت الشك فى قلبه من أقرب الناس إليه، أخبرته أن شقيقه ينظر إليها بطريقة غير مريحة، دفعته إلى الخروج من منزل العائلة واستئجار شقة فى أحد أحياء المدينة.


وكان حقيقة رهن إشارتها، اكتفى والده بالمشاهدة فقط، وافق على خروجه من المنزل، بعد أن أدرك مؤخرا أن من تزوجها ابنه ليست زوجة، بل شيطان إذا استمر يوما آخر فى المنزل لقتل الأخ أخاه.


أدركت الزوجة أنها حققت جزءا من خطتها، ابتعد زوجها عن منزل العائلة، أصبح ملك يديها وطوعها، لكنها لم تدرك أخلاق زوجها جيدا وتربيته وتدينه الذى يعلمه الجميع.


وانتظرت حتى رزقهما الله بطفلة جميلة، جلست معه، وهيأت كل شىء، لإعلان خطتها وتنفيذ ما انتظرته سنوات، أخبرت زوجها أن الحياة صعبة، والظروف أقوى، ويوما عن يوم أصبحا عاجزين عن سداد الإيجار، ومهددين بالطرد، كانت هى من تنفق الأموال حتى يعجز زوجها عن السداد.


واقتربت منه وبدأت تبث سمومها فى أذنه، قالت «قريب لى، سيحضر بعض الأوراق وعليك إنهاؤها لقبض المعاش، لم يعترض، انتظره، لكنه اكتشف المؤامرة، عشرات الطلبات المزيفة لصرف معاشات وهمية «طرده وطلب منه عدم القدوم إلى عمله مرة أخرى».


وكان يعلم أنه ينتظر رد فعل زوجته فى البيت على طرد قريبها، لكنها صارحته بما تريد «طلبت منه التلاعب لجنى المال، أخبرته أن أوضاعهم صعبة «رفض»، وأمرها بتجهيز حقيبتها والعودة إلى منزل العائلة، قال إنه غدا بعد أن يعود من العمل سيسلم مفتاح الشقة إلى صاحبها ويعود للسكن مع أبيه».


ولم تعترض زوجته، اكتفت بالصمت، ومع ساعات الصباح الأولى، ألقت بطفلتها لدى جارتها، وغادرت المنزل بلا عودة،ولم يصدق الزوج ما حدث، تساءل فى حيرة من أمره، كيف كنت أعيش مع هذه الزوجة، إنها لا تملك قلبا، وافق على طلاقها، بعد أن طلبت التنازل عن حضانة ابنتها، قرر أن يتناساها ويحذفها من ذاكرته نهائيا.


وعاش ذلك الزوج عامًا كاملًا بدور الأب والأم، خصص نصف راتبه لشراء اللبن لطفلته الرضيعة، كان يغيب أيامًا عن عمله ليكون بجوارها، يرعاها ويعطف عليها.


وكانت تلك الصغيرة صديقته فى الحياة، غادر منزل أبيه، واستأجر شقة لهما، وحصل على موافقة من عمله للعمل من المنزل فى سبيل رعاية ابنته الصغيرة.


وكبرت الفتاة، تجاوز عمرها العامين، وأصبحت تلهو فى المنزل، لا ترى سواه ، ولا يرى سواها، تصاحبه مع كل حركة فى المنزل أو خارجه، كان يستعجل حركة شفتيها، أراد أن يحكى لها كل شىء.


ولكن ذلك الزائر الغريب أظلم عليه حياته، أعاد إليه ماضيا لم يكن يريد استرجاعه من ذاكرته نهائيا،وكان ذلك الزائر موظفا من محكمة الأسرة بعين شمس، جاء ليخبره بموعد الدعوى التى أقامتها طليقته لكسب حضانة ابنتهما الصغيرة، بعد أن تطلقت من زوجها الثانى.


وألقى الأب ورقة المحضر على الأرض بعد أن مزقها إلى قطع صغيرة، تجاهل كل شئ، كان كل ما يشغله هو صغيرته فقط، ذهب إلى حجرتها، احتضنها بقوة، وأخبرها همسا فى أذنيها أنه لن يتركها مهما كانت العواقب.


وحضر الزوج، الجلسة الأولى، وقف أمام القاضى محتضنا صغيرته بين يديه، تجاهل النظر إلى طليقته التى كانت تقف فى مواجهته بالمحكمة،كان يغمض عينيه، ويكافح عقله حتى لا تظهر ملامحها، هو لا يريد أن يتذكر من تركته فى أزمته، وبحثت عن المال.


وطلب من القاضى أن يمنحه دقائق للحديث، ثم بدأ يحكى مأساته من البداية للنهاية،قال سيدى القاضى.. من تقف بجوارى للأسف كانت زوجتى فى يوم من الأيام، اكتشفت بعد شهر من الزواج أننى كنت بالنسبة لها كنزا يحتاج إلى من يفك طلاسمه، زوج أمين، يجب أن يصبح لصا، حتى تكون ثرية وتحقق أحلامها.


ولكنها سيدى القاضى عجزت عن فك طلاسمى، رفضت كل ألاعيبها الحرام، وعندما يئست، ألقت بطفلتى الصغيرة لدى جارنا، ثم اختفت،أشهُر سيدى القاضى وأنا أتواصل معها ولكن بلا مجيب، حتى طلب منى شقيقها تطليقها، مقابل تنازلها عن ابنتى.


عامان سيدى القاضى وأنا أكافح من أجل صغيرتى، أنفقت نصف راتبى على شراء لبن لها، تركت عملى وتفرغت لتربيتها،وكنت لها الأب والأم، أسهر من أجلها، هى لا تعرف وجها غيرى، نعم سيدى القاضى، سأتركها من يدى وتناديها من تزعم أنها أمها، فإذا استجابت لها وعرفتها، أسلمها لها فورا.


ونهاية سيدى القاضى، ابنتى الرضيعة، قطعة منى، لا تعرف أحدا سواى، عامان وهى معى، ننام ونصحو معا، تعلمت كل شىء من أجلها... وأملى أن تظل فى حضانتى حتى آخر نفس لى.


واستمع القاضى بعدها إلى الزوجة التى حاولت كسب ود المحكمة، بكت، وزعمت أن زوجها من دفعها إلى الهروب، قالت: أراد أن يعيدنا إلى بيت عائلته، وهذا الأمر كان مستحيلا بالنسبة لى.


وتابعت: «لم أستطع سيدى القاضى العودة، طلبت الطلاق، لكنه رفض، لم يكن أمامى سوى تنفيذ شروطه من أجل حريتى، تنازلت عن ابنتى ونلت الطلاق.»


وتابعت: «تزوجت من رجل آخر، لكن لم يستمر طويلا، أنا الآن أحتاج حضانة ابنتى، وهذا حقى كأم»،وتداولت المحكمة القضية عدة جلسات، كانت تدقق النظر فى كل شىء، هناك روايتان أمامها، كل واحد فيهما يدّعى المظلومية من أجل نيل حضانة الصغيرة.


ولكن حديث الشهود كان الفيصل فى القضية، أكد الجميع أن الزوجة كانت قاسية، ألقت بابنتها وهى رضيعة وهربت، وبعدها تنازلت بمحض إرادتها عنها، مقابل الطلاق والزواج من ثرى.


وقالوا إنها انقطعت عن طليقها وابنتها عامين كاملين لم تتواصل معهما، وتركت الزوج وحده يتحمل مسئولية ابنته الرضيعة بمفرده.. وكنا نشاركه معاناته، ونساعده فى تربيتها.. لتقضى المحكمة برفض دعوى الحضانة المقامة من الأم.


المحكمة أكدت أن هذه الزوجة ألقت بصغيرتها عند الجيران، وتخلت عن بذل أدنى متطلبات الأمومة لها بأن امتنعت عن الرضاعة دون سبب رغم كونها فى سن الرضاعة مخالفة بذلك للأمر الإلهى فى الآية القرآنية سورة البقرة «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة».


وأكدت المحكمة أنها لا تطمئن لتسليم هذه الصغيرة إلى «الزوجة» وذلك لانتفاء أدنى شروط الصلاحية للحضانة اتجاه الصغيرة.. لتقضى برفض طلبها. رفعت الجلسة.

اقرأ ايضًا | «مريم» من محكمة الأسرة: «زوجي خدعني وطلع مأجر الذهب ودباديب الخطوبة»