حكايات| مهرجان شيوا.. يأكلون أحشاء موتاهم تطهيرا من الذنوب 

مهرجان شيوا
مهرجان شيوا

أوقات يظهر فيها كل مشاعر الحزن من قلوب مكلومة وعيون دامعة ونظرات مودعة لفراق أخير وذكريات تمر في العقول ومواقف يتذكرها الجميع وسط مكان يسيطر عليه اللون الأسود تعبيرا عن فقدان لم تتحمله الروح.

اقرأ أيضا.. حكايات | كوه ساموي.. أجمل الجزر المتواجده في تايلاند 

مشهد متكرر تجده دائما مع كل حالة وفاة ولكن بشكل استثنائي تجد مشهد آخر مع قبيلة "شيوا" في مهرجان الموتى، حيث يأكل أهل المتوفى أحشاءه.

فما هو معروف أن لكل مجتمع أعرافه وتقاليده وممارساته الثقافية والتي قد يكون بعضها غير مألوف، وعلى الرغم من ذلك تجد بعض المشاعر والمشاهد متشابه لا جديد فيها رغم اختلاف الثقافة مثل حالات الوفاة فلن تجد من لا يحزن عند الموت ولكن مع قبيلة شيوا الأفريقية جميع المقاييس اختلفت لتكون ممارساتهم أحد أكثر الممارسات الصادمة التي يمكنك التعرف عليها.

 

لتصبح الجنازات مع هذه القبيلة ليست فقط حدادا وإنما تعد أيضا حفلة اجتماعية ضخمة وسبب لتناول الطعام والتعرف على الناس، حيث يعتقد مجتمع "شيوا" تلك القبيلة العرقية الأمومية التي تتحدث لغة البانتو وتعيش في وسط وشرق وجنوب إفريقيا وتسود في ملاوي وزامبيا بتعداد سكاني يبلغ 1.5 مليون شخص أن الموت ليس أمرا طبيعيا وإنما يعود لأسباب السحر وفقا لموقع "حاديثي إفريقيا".

 

مراسم الدفن 

ولهذا تعد مراسم الدفن والموت هي الأغرب وسط احتفالات مهرجان الموتى والذي يبدأ من الإعلان عن وفاة شخص ما من أفراد القبيلة لتضطر القرية بأكملها إلى الخروج لوداعه وغياب شخص ما عن الجنازة ومراسم المهرجان يعني أن هذا الشخص هو من قام بالسحر والقتل.

ولأن أفراد قبيلة شيوا يؤمنون أن السحر ينقلب على القاتل وأفراد أسرته فإن أولئك الذين ربما قتلوا شخصا ما سيخافون من الذهاب إلى الجنازة ولهذا يضطر الجميع على الحضور لمحو تهمة القتل والسحر عنه ومع هذا الوداع تبدأ مراسم الدفن بغسل جثة المتوفي.

 

طقوس المهرجان 

يتم نقل الجثة إلى مكان مقدس لتطهير المتوفي عن طريق قطع حلق الميت وسكب الماء من خلال أحشاءه واستخراجها عبر المنطقة الأمامية من الجثة ثم يتم جمع المياه وبعض الاحشاء لاستخدامها في إعداد وجبة للقبيلة بأسرها ولكل الحاضرين في مهرجان المتوفي اعتقادا منهم أن بهذه الطريقة قد تم تطهير المتوفي من آثامه.

 

وبعد الانتهاء من تناول الطعام المعد من مياه تطهير المتوفي واحشائه يقوموا أعضاء القبيلة بعدد من الرقصات الاحتفالية المعروفة عنهم بأقنعتهم التنكرية ورقصاتهم ذات الحركات الغريبة في وداع اخير لموتاهم.