أصل الحكاية

إذا ساءت ظروفك فلا تخف

شكرى رشدى
شكرى رشدى

تعطلت إحدى السفن التجارية وهى فى البحر من كثرة الحمل الذى فيها فأصبحت مهددة بالغرق، فاقترح ربان السفينة أن يتم رمى بعض البضاعة فى البحر لتخفف حمولة السفينة.

فأجمعوا أن يتم رمى كامل بضاعة أحد التجار لأنها كثيرة، فاعترض التاجر على أن ترمى بضاعته هو لوحده واقترح أن يرمى جزء من بضاعة كل تاجر بالتساوى حتى تتوزع الخسارة على الكل.

فثار عليه باقى التجار ولأنه كان تاجرا جديدا تآمروا عليه ورموه فى البحر هو وبضاعته وأكملوا طريق سفرهم..

أخذت الأمواج تتلاعب بالتاجر حتى أغمى عليه وعندما أفاق وجد أن الأمواج ألقت به على شاطئ جزيرة مهجورة..

مرت عدة أيام كان التاجر يتناول ثمار الشجر وما يصطاده من الأسماك.. وينام فى كوخ ٍصغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه.

وفى ذات يوم وبينما كان التاجر يطهو طعامه هبت ريح قوية وحملت معها بعض أعواد الخشب المشتعلة فاشتعل كوخه.. حاول إطفاء النار، ولكنه لم يستطع إلى أن التهمت النار الكوخ كله.

أخذ التاجر يصرخ لماذا يارب..؟ رمونى فى البحر ظلماً وخسرت كل بضاعتى.. والآن حتى الكوخ الذى يؤوينى احترق وأنا غريب فى هذا المكان..
ونام التاجر ليلته فى الخلاء وهو خائف وجائع من شدة الحزن..

وفى الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره.. وجد سفينة تقترب من الجزيرة وينزل منها قارب صغير وأخذوه معهم.

سألهم كيف وجدتونى وكيف عرفتوا مكانى فأجابوه: لقد رأينا دخاناً فعرفنا أن شخصاً ما يطلب النجدة لإنقاذه فجئنا لنرى.

وعندما أخبرهم بقصته.. أخبروه بأن سفينة التجار لم تصل.. لقد أغار عليها القراصنة وقتلوا وسلبوا كل من فيها.

فسجد التاجر يبكى ويقول الحمد لله.

إذا ساءت ظروفك فلا تخف. والق بهمومك على ربك.