بالبلدى

الأبناء وألعاب الموت

مصطفى يونس
مصطفى يونس

.. وللأسف الشديد يا عزيزى كلنا مقصرون، أولياء الأمور، مسئولو التعليم.. لكنى ألقى اللوم على «الأم» فى البيت، وهذا والله ليس تحيزا بقدر ما هو أصول وتربية، نشأنا عليها ورأيناها فى صغرنا ونشاهدها يوميا.. الوضع يا صديقى يحتاج إلى إعادة نظر، ترتيب الأولويات لدينا جميعا.. لا تظن نفسك أنك آمن لمجرد أنك تهتم بأسرتك، وترعى أبناءك، وتحاول تربيتهم على القيم والأخلاق والدين.. أنت خاطئ، لأن أبناء الجيران لهم حق عليك فى النصيحة والتوجيه، أنت خاطئ لأن زملاءك فى العمل يجب عليك رشدهم إلى الصواب، إذا شكا أحدهم من سوء سلوك ابنه أو ابنته.. فنحن والله، كانت مجرد نظرة الأب لنا ونحن صغار كفيلة بأن ننهمر فى البكاء، كانت الأم بالنسبة لنا، مربية ومدرسة ومشرفة ومعلمة لثوابت الدين، كانت والله كذلك.. أما أن حدثتكم عن المدرسين لنا فى مراحل التعليم الأولى فكنا نخشى رؤيتهم لنا فى الشارع.. كانت حقا تربية قبل التعليم.. لم نعرف ألعابا تسمى ألعاب الموت، ولم نفكر يوما فى الانتحار.. فجميعنا مر ويمر بظروف صعبة، ماديا واجتماعيا، لكننا ما فقدنا الأمل فى الله.. ما حدث فى إحدى مدارس إمبابة منذ أيام من قيام مجموعة من البنات بتحدى لعبة تشارلى، أو ما تسمى بلعبة الموت يحتاج إلى مراجعة ومراقبة للأبناء، ما يقوم به بعض الشباب فى مقتبل حياتهم من قتل أنفسهم بالانتحار لا علاقة له بالظروف الاجتماعية ولا المادية، فالحقيقة أن الفقر ما هو إلا شماعة الضعيف، و لا ذنب له، فمنذ بدء الخليقة والفقر موجود، لكننا نرى غالبية أوائل الثانوية كل عام من القرى والنجوع، بل من القرى الأكثر فقرا، نرى المبدعين فى جميع المجالات من الفئات الفقيرة والمتوسطة.. نحن بحاجة إلى الاهتمام بالتربية قبل التعليم، بحاجة إلى القدوة الحسنة، إلى اختيار الكلمات والألفاظ أثناء الحديث فى البيوت أمام أبنائنا.. فعندما كثرت حالات الطلاق، ودخل الأب والأم فى عناد مستمر، ووصل الأمر إلى أقسام الشرطة والمحاكم، دفع الأبناء الفاتورة، واستقبلهم الشارع ليصبح معلما ومربيا لهم.. الحل فى العودة إلى الأخلاق والتربية السليمة.
دمتم بخير.