حكاية فتحية.. نومها «شمهورش» وعجز الأطباء عن إيقاظها

فتحية
فتحية

 فتحية فتاة في الخامسة عشرة من عمرها، استعان بها دجال لتكون وسيطة بينه وبين الجن، فقام بتنويمها ليستجوبها عن شاب غائب عن عائلته.. إلا أنها لم تفق بعد تنويمها، وعجز الأطباء عن إيقاظها.

السطور التالية تروي مأساة فتحية.. كما نشرتها جريدة أخبار اليوم عام ١٩٥٥.

تعود أحداث الواقعة عندما تغيب شاب يبلغ من العمر ٢٣ عاما، أخذت والدته في البحث عنه، وأبلغت قسم شرطة روض الفرج، إلا أنها لم تستطع الصبر، وظلت تبحث في المستشفيات وتزور أضرحة الأولياء، وتستعين بالدجالين الذين يزعمون أنهم على صلة بملوك الجن.

وأثناء زيارتها ضريح الشيخ أبو السعود بمنطقة مصر القديمة تقابلت مع امرأة عجوز لمست بأنها سيدة ثرية فهمست في أذنها بأن الطريق إلى ابنها في كفر الزيات، حيث هناك شيخ هو وحده الذي في مقدوره أن يرد لها ابنها الغائب.

لم تتردد الأم واصطحبتها وسافرت معها وظلت ٣ أيام في انتظار المثول بين يدي شيخ الطريقة الشهموروشية، البهلولية، وما إن دخلت عليه ناداها باسمها فانهمرت في بكاء تستعطفه مساعدتها في عودة ابنها الغائب، ووسط دخان البخور الكثيف الذي يملأ الغرفة تتوسل إليه.

وقبل أن يعود معها إلى القاهرة ليأمر شمهورش ملك الجن بإحضار ابنها طلب منها أن تحضر له فتاة في سن ١٥ عاما لاينقص عمرها يوما ولا يزيد، و٧ ديوك رومي سوداء،  ليقيم وليمة كبرى لملوك الجن "طحطح" و "طشطش"  و "ميهورب" وزعيمهم "شمهورش"، وإحضار ارنب جبلي، وقنفد أسود.

اقرأ أيضًا| نور الشريف .. الهروب من الفتى الأول بــــ( الأكشن)  

وقام بكتابة ٣ ورقات وضع ٢ في يدي الفتاة فتحية التي تعمل خادمة والورقة الثالثة وضعها على جبهتها، وطلب منها أن تنام على ظهرها ووضع عليها ملاءة بيضاء، ووقف على قدميه يقفز من فوقها يمينا ويسارا وهو يصيح بصوت جهوري، وبصوت خافض مرة أخرى ينادي ملوك الجن.

راحت الفتاة في غيبوبة تامة ولم تفق، وفي الصباح حاولت ام الشاب الغائب إيقاظها لكن دون جدوى، فأسرعت بإحضار طبيب أكد لها بأن الفتاة أصيبت بالصرع وتشنجات، ويجب عرضها على طبيب متخصص.

٤ أيام والفتاة على تلك الحالة ولم يعد الابن الغائب كما وعدها الشيخ الدجال الذي فر هاربا إلى بلده.

وقامت بإبلاغ الشرطة التي تمكنت من القبض على الشيخ الدجال الذي أنكر الواقعة وذكر في أقواله بأنه لم يقم بتنويم الفتاة بل هي دخلت عليه الغرفة وهو يفتح المندل، وانتابتها حالة عصبية وتشنجات.

تقرر حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وتم نقل فتحية إلى القصر العيني لتعالح بوساطة الأطباء المتختصين، لكنها  لاتزال غائبة عن وعيها، وعجز الأطباء في إيقاظها.
 
 المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم