كلام فى الرياضة

فلنخطط لما بعد صلاح

عماد المصرى
عماد المصرى

بداية يعجز القلم عن التعبير عن كل مشاعر الفرح والسعادة التى تكمن فى قلبى وقلوب كل العرب بعد ما حققه المنتخب المغربى الشقيق من إنجاز غير مسبوق بإخراج المنتخب الإسبانى من دور الستة عشر لمونديال قطر (الذى شرف كل العرب المخلصين لعروبتهم) والتأهل لدور الثمانية، لملاقاة منتخب البرتغال الرهيب الذى قهر المنتخب السويسرى من النتائج الأكبر فى هذا المونديال بستة أهداف لهدف لترتجف قلوب الجميع إلا قلوب أسود الأطلسى الذين استطاعوا الفوز فى دور الثمانية على منتخب كريستيانو رونالدو الذى خرج باكيا، ليحقق الأسود المعجزة التى لم تخطر على بال أكثر المتفائلين ويحجزوا مقعدهم بين الأربعة الكبار، الأرجنتين وكرواتيا وفرنسا والمغرب..

ورغم ما تحقق إلا أن أشرف حكيمى وزملاءه أخبروا العالم كله أنهم لا يعرفون المستحيل، وأنهم يملكون أقوى دفاع فى البطولة، حيث لم يدخل مرماهم حتى الآن سوى هدف وحيد..

وهم فى تحدٍ أمام هجوم الديك الفرنسى الرهيب بقيادة الفتى الذهبى كليان مبابى ومعه جيرو وديمبلى.. ألف مليار مبروك للأشقاء المغاربة وعقبال الاحتفال بكأس العالم. 

وما فعله المنتخب العربى المغربى يجعلنا ننظر أين مكاننا فى هذا العالم الكروى، ونحن الذين هزمنا هذا الفريق العملاق فى كأس الأمم الإفريقية الماضية بالكاميرون بهدفين لهدف. بقيادة النجم الأسطورى محمد صلاح. 

أين مكاننا اليوم من كأس العالم القادمة ٢٠٢٦، وهل فعلا نستطيع التخطيط السليم لمرحلة ما بعد محمد صلاح، حتى فى ظل وجوده..

مرحلة الفريق هو النجم، مرحلة المدير الفنى الوطنى مثل المغربى وليد الركراكى، مثل الراحل محمود الجوهرى، صاحب أفضل نتائج لمصر فى المشاركات الثلاث إيطاليا ١٩٣٤، إيطاليا ١٩٩٠ وروسيا ٢٠١٨.. والأسطورة حسن شحاتة صاحب ثلاثية بطولة الأمم الإفريقية ٢٠٠٦، ٢٠٠٨ و٢٠١٠.. فبغير المدرب الوطنى لن نستطيع منافسة الكبار، المدرب الوطنى هو البداية الصحيحة إذا أردنا السير على خطى النجاح..

واللعب مع الكبار فى مونديال ٢٠٢٦ من الآن وليس من غد، مع عدم الاعتماد على صلاح فقط، فلن ننجح إن لم نخطط بحب لبلدنا الذى يستحق الحب وبإخلاص لبلدنا الذى ننعم بهوائه وشمسه ونيله، وبجدية لرفعة اسم هذا البلد العظيم ووضعه فى المكان اللائق بين الكبار، فلنخطط لما بعد صلاح.