عطر السنين

مدرسون ولكن !

مرفت شعيب
مرفت شعيب

يبدو أن مقولة كاد المعلم أن يكون رسولا تحتاج الى إعادة نظر فى ظل بعض الحوادث البشعة التى يرتكبها بعض المعلمين الذين تصوروا ان التلاميذ عبيد لديهم وليسوا أمانة فى أعناقهم وإذ بالمعلم يتسلح بالعصا ويمارس أشكال الترهيب والتعذيب فى حق التلاميذ الذين اوقعهم حظهم العاثر تحت ايدى معلمين موتى الضمير الانسانى تألمنا لحادث ضرب أفضى الى موت فى مدرسة ابتدائية بأسيوط والضحية طفلة فى الصف الخامس الابتدائى والجانى معلم الفصل الذى اعتاد على ضرب التلاميذ بعصاه التى لا تفارقه وهو معتاد على ممارسة العنف ضد الأطفال دون أن يلاحظ مدير المدرسة ودون ان يشكو اولياء الامور وكأن ممارسة العنف ضد الأطفال حق مكتسب للمعلمين الذين يخرجون أجيالا غير سوية ومعقدة نفسيا أما الطفلة الضحية فكانت خائفة وترفض الذهاب للمدرسة ذلك اليوم لخوفها من المدرس الوحش الذى لا يتقى الله فى الأطفال فانهال عليها ضربا بعصاه ولم يتركها إلا جثة هامدة بالتأكيد هو شخص عدوانى وغير سوى ولا يصلح لمهنة التدريس السامية ولهذا طالما طالبنا بالكشف النفسى على المعلمين وعلى كل من يقوم بمهن تتعلق بالتعامل مع الأطفال لاستبعاد من يعانون من السلوكيات العدوانية والأفكار الغريبة ويمارسون السيطرة على الأطفال بالعنف هل هذا هو مفهومهم عن التربية ؟

وهل يقصد ان يخيف الأطفال ليضمن هدوء الفصل مثلا أو التزامهم بالمذاكرة اين كان ضميره هو وأمثاله ممن لا يلتزمون بالامانة فى مراعاة الأطفال ومن اعطاه الحق فى ضربهم وإهانتهم وهل العنف ينجب أطفالا اسوياء ؟

هذا الحادث البشع لابد ان نقف امامه ولا نعتبره حادثا عارضا ولا يمثل ظاهرة ولا يكفى احالة المدرس المدان الى النيابة ليأخذ القانون مجراه لان قلب والدى الطفلة لن يهدأ فقط من القصاص من الجانى ولن تعود إليهم ابنتهم الفقيدة فلابد من تحريم الضرب فى المدارس بجميع مراحل التعليم وتشجيع الأهل على الابلاغ عن أى تجاوزات من المدرسين ولم يقتصر ضرب الأطفال على المدارس بل امتد لبعض دور الحضانة ذات المصروفات المرتفعة ففى الإسكندرية انتشر فيديو لواقعة ضرب مديرة الحضانة لطفلة وإرهابها ..

للأسف لم تعد المدرسة والحضانة مكانا آمنا للأطفال طالما وجد هذه النوعية من المعلمين موتى الضمير ولابد ان يكون هناك موقف حازم من وزارة التربية والتعليم ازاء هذه التجاوزات .