قضبة ورأى

نادى «الرقائق»

أحمد عفيفى
أحمد عفيفى

«الرقائق»صفائح دقيقة الحجم رقيقة السمك،تعمل كشرائح ذكية أو رقائق إلكترونية أو تدخل فى الدوائر الكهربائية كموصلات أو شبه موصلات وغيرها.وعندما تستحوذ»تايوان»على 54% من مقدرات تصنيعها،فهى تعتلى رأس عضوية»نادى الرقائق»مع دول قليلة وصلت إلى مستوى مذهل تكنولوجياً فى تلك الصناعة..

ولأن مصر قادرة على بناء الحدث،فليس من المستعصى أن تحصل على عضوية هذا»النادي»وتزاحم الكبار.فهى تستوفى الشروط اللازمة تمتلك الثروات الطبيعية الهائلة من»الرمال البيضاء»التى تنطلق منها صناعة»الرقائق».إنها»رمال» ليست»كالرمال»..

تجلب «المال» وأى «مال»!!.حبيباتها تحتوى على أعلى نسبة نقاء(98%)فى العالم من»ثانى أكسيد السيليكون»وتغطى مساحات شاسعة من أرض مصر باحتياطات مهولة تتجاوز20 مليار طن.

يُستخرج»السيليكون»،ويُنقى ويُصهر ويُبرد ليتحول إلى»سبيكة»تخضع للتقطيع أقراصاً.ويتبارى العديد من الدول لرصد أضخم الميزانيات بُغية امتلاك قصب السبق فى هذه الصناعة(خصصت أمريكا 280 مليار دولار للتطوير وأصدرت قانون إعادة تصنيع أشباه الموصلات على لأنه أمن القومي).وتُطلق المراكز والشركات الناشئة اقتصاديات رقمية باستثمارات كبيرة لابتكار تصاميم تلك «الرقائق».

إن العالم يُعاد إختراعه من جديد،ويشتد الصراع بين الأطراف خاصةً أمريكا والصين للسيطرة على أكبر مناطق إنتاج»الشرائح

الإلكترونية»وهي»تايوان»لأنها عصب اقتصاد الصين التكنولوجى حيث تشترى سنوياً»الرقائق»بثلاثة مليارات دولار.وماحدث بينهما مؤخراً يشى بالهيمنة الإلكترونية.

يستصرخ «رملنا الثري» مصر أن تنقذه من براثن البيع»خاماً»بأبخس الأثمان (20 دولارا للطن) ويُعاد استيراده»معالجاً»(150 دولارا للطن)وسعره»زجاجاً»(الف دولار للطن)وفى الخلايا الشمسية»مصنعاً»(عشر الاف دولار للطن)ثم يبلغ»رقائقاً»(مائة الف دولار للطن)،أى مابين»الخام»و»الرقائق»رحلة تستغرقها»الحبيبات البيضاء»لتصل إلى 5 آلاف ضعف الثمن!!.إنها معضلة عسيرة يجب التصدى لها بإرادة الحل وشجاعة التنفيذ.