«النزوح والهجرة».. التغيرات المناخية تبدل ملامح خريطة السكان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تأثير التغيرات المناخية على البيئة بات حديث العالم أجمع، وذلك لأهمية هذا الموضوع، الذى يستحق النقاش، والتغيرات المناخية تؤثر على المجتمع أجمع، سواء من حيث الظواهر الطبيعية، أو تأثيرها على توزيع السكان، فثبت أن المناخ يؤثر على توزيع السكان ، نستعرض ذلك خلال السطور التالية..

الزيادة شفي درجات الحرارة العالمية أدت إلى إثارة القلق بشأن آثار التقلبات المناخية على السكان، وثبت أن المناخ يؤثر على ديناميات السكان في عدد متزايد بينهم يسمح اختبار تأثيرات المناخ على الكثافات السكانية عبر توزيع الأنواع بتوضيح تأثيرات المناخ التي لن تكون واضحة في النطاقات المكانية الأصغر، كانت تنبئًا بانخفاض عدد السكان على المدى الطويل، حيث تأثرت المجموعات السكانية التي تأثرت بشكل سلبي بدرجات الحرارة الدافئة بانخفاض حاد، وبالتالي، فإن الزيادات في درجات الحرارة العالمية لديها القدرة على أن تؤدي إلى مزيد من الانخفاض في عدد السكان.

المناخ وتوزيع السكان

العلاقة بين توزيع السكان ودرجة حرارة سطح الأرض في المناطق التي لها تصنيفات مناخية مختلفة لا تزال تفتقر إلى الاهتمام، وتم اختيار أربع مناطق تمثل المناطق المناخية الرئيسية المأهولة بالسكان بشكل عشوائي، وهي: السلفادور للمناخ الاستوائي، الكويت للمناخ الجاف، ولبنان للمناخ المعتدل الدافئ، ونيو هامبشاير للمناخ الشمالي.

ونجد أن النمو السكاني يؤثر على قدرة الأرض على تحمل تغير المناخ وامتصاص الانبعاثات، مثل إزالة الغابات، حيث يتم تحويل الأراضي للاستخدام الزراعي لإطعام عدد متزايد من السكان، فضلا عن أن تأثيرات الاحترار العالمي تلحق الضرر بالفعل بالمجتمعات البشرية والعالم الطبيعي، وكلما زاد درجات الحرارة سيكون لها تأثير مدمر.

هناك عوامل مؤثرة في توزيع سكان الوطن العربي، حيث تتحكم العوامل الطبيعية و البشرية تحكمًا واضحًا في توزيع السكان  بالوطن العربي، ومن أبرز هذه العوامل:

الـعـوامـل الـطـبـيـعـيـة، وتشمل المناخ: فالتباين في الأقاليم يمثل الأثر الأساسي في توزيع السـكان بالوطن العربي فتشتد الكثافة في الاقليم المداري الرطب والبحر المتوسط، بينما تنخفض كليا في نطاق الإقليم الجاف أو الصحراوي.

ومن العوامل الطبيعية أيضا، عامل التضاريس: حيث نجد أن سكان العالم يفضلون التركز والتجمع فوق السهول، حيث المساحات الزراعية وطبيعة الوسط الملائم، غير أن هذا المقيـاس لا ينطبق على الوطن العربي، لأن أغلب أراضيه صحراوية فيلجأ السكان إلى المناطق المرتفعة "جبال لبنان، مرتفعات كردستان، اليمن وعسير".

وتشمل العوامل الطبيعية، التربة: فهناك ارتباط وثيق بين توزيع التربة والسـكان في الوطن العربي، فتزيد كثافة السكان في مصر والعراق، حيث التربة الفيضية والبحر المتوسط والشام، حيث التربة السوداء، بينما تقل كثافة السكان في المناطق الصحراوية.

أما عن الـمـوارد الـطـبـيـعـيـة: فللموارد آثار مباشرة وغير مباشرة في توزيع السكان، حيث يتركزون في المناطق التي تقوم فيها عمليات التعدين والصناعة الاستخراجية، مما يستدعي طلب هام على الأيدي العاملة وقيام الصناعة مما يساهم في جذب السكان إلاّ أن هذه الموارد الموجودة بكميات هائلة في الصحراء العربية لم تشهد تجمعات سكانية لارتباطها بالمسطحات المائية الهامة لغرض التصدير.

اقرأ ايضاً: مدبولي: أزمة المناخ ستضر بالسكان الأكثر ضعفًا في العالم 

ومن العوامل المؤثرة، الـعـوامـل الـبـشـريـة: ومنها نمو السكان: حيث أن الزيادة الطبيعية في الوطن العربي تتراوح ما بين 20 - 35%  فنسبة المواليد في زيادة مستمرة، كما أن نسبة الوفيات مرتفعة و آخذة في الانخفاض، أما عامل الهجرة فيعمل على رفع أو زيادة معدل النمو السكاني في الأقطار التي تستقبل مهاجرين، كما يترتب ارتفاع معدل النمـو السكاني في المدن عن الأرياف.

ومن العوامل البشرية، الحرفة: فترتفع الكثافة السكانية في حرفة الصناعة ثم تتدرج في الانخفاض من قطاع الزراعة إلى حرفة الرعي، وبشكل ملحوظ ترتفع في مناطق الزراعة الكثيفة "الري"، كما تبلغ أقصاها في المدن الصناعية.