تحل اليوم الذكرى السادسة لرحيل الفنانة زبيدة ثروت، وهي واحدة من أجمل الفنانات التي ظهرت على الشاشة، ورحلت عن عالمنا يوم 13 ديسمبر عام 2016 بعد صراعها مع المرض.
حياة زبيدة ثروت
تنتمى زبيدة ثروت لأسرة ذات أصول شركسية ووالدتها حفيدة السلطان حسين كامل، ولدت الفنانة زبيدة ثروت يوم 14 يوليو عام 1940 في مدينة الإسكندرية، ودرست الحقوق قبل دخولها الفن وذلك رغبة لجدها الذي أصر على دراستها للحقوق حتى تصبح مثله والذي كان حينها من أشهر المحامين في مدينة الإسكندرية.
بداية حياة زبيدة ثروت الفنية
كانت أول أعملها الفن من خلال فيلم بعنوان «دليلة» مع عبد الحليم حافظ وشادية، وجسدت دور إحدى صديقات دليلة هانم والتي قدمته الراحلة شادية، وبعد ذلك اتجهت للفن وتركت مهنة المحاماة لتقدم العديد من الأعمال البارة ومن أهم أفلامها: «يوم من عمري، في بيتنا رجل، زوجة غيورة جدًا، حادثة شرف، زمان يا حب».
وفازت زبيدة ثروت في صباها في العديد من مسابقات الجمال، وحصلت على لقب ملكة جمال الشرق في مسابقة نظمتها مجلة الجيل، ومسابقة أجمل 10 وجوه للسينما وهو مسابقة أجرتها مجلة الكواكب، وهو الفوز الذى رشحها للمشاركة في فيلم «دليلة»، بطولة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وشادية، وكان هذا أول ظهور لزبيدة ثروت على الشاشة عام 1956، لتنطلق بعد ذلك في مشوارها الفني وتحوز لقب صاحبة أجمل عيون في السينما، وقطة السينما.
أول ظهور لزبيدة ثروت
وكان لأول ظهور لزبيدة ثروت؛ قصة لم تنساها طوال حياتها، حيث كانت النجمة الجميلة وقتها لا تتجاوز 17 عاما، وفى حوار نادر؛ تحدثت عن كواليس أول يوم تصوير وأول مشهد لها أمام الكاميرا في فيلم «دليلة».
وقالت زبيدة ثروت أنها لم تنم طوال الليل انتظارا وشغفاً لوقوفها أمام الكاميرا، وعندما ذهبت للاستديو دخلت غرفة الماكياج واستعدت للمشهد وقال لها المخرج "انتى هتقعدى على الكرسى هنا، ولما شادية تدخل، هتقومى تجرى تستقبليها، وهتسألك: إزاى أختك مجاتش، وهتردي زمانها جاية".
وأشارت زبيدة ثروت، إلى أنها جلست على المقعد وأعجب المخرج بجلستها وقال لها "برنسيسة"، وأكسبتها هذه الكلمة ثقة وبددت مخاوفها، مؤكدة أن المخرج محمد كريم أشار عليها بأن تكون طبيعية، ولكنها حين وقفت نظر إليها، فنظرت إليه، وهنا غضب المخرج وصرخ "ستوووب"، وقال لها بعتاب شديد: "يامودموزيل بتبصيلى ليه؟ أنا ممثل معاكم؟ أنا جوه الكاميرا؟".
وارتعدت الفنانة المبتدئة وقالت في نفسها أنه لم يوجهها تنظر إلى الكاميرا ولا تعرف مكان الكاميرا فأين تنظر ومتى وهى فنانة جديدة ليس لديها أي خبرة بالتمثيل، وخفضت وجهها إلى الأرض في حزن شديد، وهى تشعر أن كل من في الاستديو ينظرون إليها، واستمر المخرج محمد كريم قائلا: "يا آنسة، اللي بتستقبل واحدة؛ ما تبصش لحد تاني، تجري ناحيتها وتبصي لها وتكلميها.. مفهوم؟".
وهنا لم تتمالك زبيدة ثروت دموعها وانفجرت في البكاء، ثم هروت إلى غرفة الماكياج لتبكي بعيدا عن الناس وهي تشعر بالفشل.
وقالت زبيدة ثروت: "فوجئت بالفنانة شادية تجرى ورائي، وربتت على خدى؛ وكأنها تداعب قطة صغيرة وهى تقول :"ما تعيطيش يا أمورة ، هما الحلوين يعيطوا كده؟".
وأضافت: "بعد قليل جفت دموعى، وأضحكتنى شادية بخفة ظلها المعروفة، وعدت معها إلى البلاتوه، ووجدت محمد كريم ينتظرنى وهو هادئ ومبتسم، قائلا: "خلصنا دموع يا حلوة"، فضحكت وعدت إلى مقعدي لأصور أول لقطة فى حياتي دون أن أنظر للمخرج".
قصة حب عبد الحليم حافظ لها.. أوصت بدفنها إلى جواره
كان آخر ظهور للفنانة زبيدة ثروت قبل وفاتها خلال لقائها مع الإعلامي عمرو الليثي، وكشفت خلال اللقاء عن قصة حب عبدالحليم حافظ لها قائلة "عبد الحليم حبني أوي وأنا كمان حبيته، حبني في الحقيقة وفي السينما، وراح لبابا عشان يتجوزني وبابا قاله أنا ماجوزش بنتي لمغنواتي ومعرفتش الكلام ده غير بعد ما أتجوزت وخلفت".
ولكن "عبد الحليم كان بييجي ياخدني بين المشاهد ونتمشى بالعربية ويبدأ يغنيلي ومكنتش قادرة أقوله إني بحبه وهو برضو من أدبه مكنش بيعبرلي عن حبه، مع أنه لو كان عرفني طبعا كنت هوافق ونص كمان".
أوصت الفنانة زبيدة ثروت بدفنها بجوار عبد الحليم حافظ قائلة " أنا كنت بحبه جدًا ووصيت إني مدفنش غير جمبه لأني لحد النهاردة لسه بحبه، كفاية إنه غنالي بأمر الحب، وقبل ما يموت قالهم يحطوا صورتي معاه في القبر".
سر تغيير رقم هاتفها 100مرة
وقالت زبيدة ثروت في احد الحوارات الصحفية "إنها لم تتعود أن أبلغ المنتجين والمخرجين بالرقم كلما تغير لأن من واجبهم أن يبحثوا عن رقم تليفوني إذا كانوا يريدوني فأنا لم أطلب منهم العمل والأرزاق على الله وكفاية اللي الواحد عمله في السنين اللي فاتت ولا يمكن أن يحقق نجوم أيام زمان شيئا مهما أتيحت الفرصة لاختلاف المستوى والمضمون الفني".
حب اللاعب البرازيلي بيليه لها
كشفت الراحلة زبيدة ثروت في أحد الحوارات التلفزيونية عام 2005 قصة حب وإعجاب النجم البرازيلي بيليه، حيث قالت إن المقابلة التي جمعت بينهما كانت في سبعينات القرن الماضي في دولة الكويت، وبالرغم من التقاط الصور معه قالت إنها لم تكن على معرفه به لان كرة القدم لن تكن من أولوياتها.
وأضافت زبيدة ثروت "أن بيليه قام بإلباسها طوق الورد خلال حفلة بالكويت، وأوضحت أنه عبر عن إعجابه الشديد بها وبعد عودتها إلي القاهرة قام بالاتصال بها ولكنها لم تكن تعلم مصدقية حبه لها وأكدت أن العلاقة لم تتطور بعد هذه المكالمة".
وفاة زبيدة ثروت
رحلت زبيدة ثروت عن عالمنا عام 2016 عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، فقد أُصيبت بسرطان الثدي، وبسبب شراهتها في التدخين، أصيبت أيضًا بسرطان الرئة.
اقرأ أيضا | الجوهرة السوداء "بيليه" وقصة غرام زبيدة ثروت
