محمد ياسين يكتب: لغتنا.. الشابة

محمد ياسين
محمد ياسين

لغة متميزة ببلاغة تراكيبها وسهولة ألفاظها، ما يضيف لها طابعًا مميزًا لكل من ينطق بها.. لغتنا العربية جميلة، لكننا للأسف لا نتقنها ولا نعطيها حقها فى الدراسة، فهل جرّبت التحدُّث بالفصحى فى أى نقاش؟ لو فعلت ذلك لشعرت بالفخر، ولساعدك ذلك على تعديل طريقة كلامك، لأن فى الفصحى تقويماً للسان، وتصحيحاً لمخارج الألفاظ.

اللغة العربية فى يومها العالمى، لا تزال شابة، ولا تضيق بالتكرار فى مصطلحاتها، بخلاف لغات أخرى يتحوَّل فيها التكرار بتلقائية محتومة إلى سخفٍ مضحك وممل، وتُعدّ العربية من أغنى لغات العالم من حيث المصطلحات، إذ تقترب من 92 مليون كلمة، وعلى الرغم من ذلك نجد شباب اليوم يتحدثون بـ«الفرانكو آراب» خلال محادثاتهم المكتوبة عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعى، وكأن العربية عقمت عن مجاراة الشباب فى أحاديثهم، فليس نوعا من التفاخر أن تغزل الكلام العربى بمفردات أجنبية من الإنجليزية والفرنسية وغيرهما.

لا أقلّل من أهمية دراسة اللغات الأخرى وإتقانها، ولكن يجب فى الوقت ذاته إتقان لغتنا أولًا، ويكفينا فخرًا أنها لغة القرآن الكريم، وهناك ما يقرب من النصف مليار ناطق بها حول العالم، ولكن ما يحزننى أن الغرب لا يهتم بدراستها، رغم أنها كانت أصل العلوم فى السابق، من الخوارزمى فى علم الرياضيات والفلك إلى ابن حيان فى الطب والكيمياء والصيدلة، والإدريسى فى الطب والزراعة، وغيرهم الكثير من علمائنا العرب.

وقد أعجبنى حارس مرمى المنتخب المغربى، ياسين بونو، فى أحد المؤتمرات الصحفية فى كأس العالم، حين كان الصحفيون يوجهون إليه الأسئلة بالفرنسية والإنجليزية والإسبانية، فيرد عليهم بالعربية، وعندما عاتبوه قال: «هذه مشكلتكم، أنا أفهم لغتكم فعليكم أن تفهموا لغتى العربية التى أفتخر بها».
ويقول الشاعر أحمد شوقى مفاخرًا: «إن الذى ملأ اللغات محاسنًا جعل الجمال وسره فى الضاد».