مشوار

المصالح والسياسة..

خالد رزق
خالد رزق

ندعم بكل ثبات إقامة دولة فلسطينية بحدود 67 عاصمتها القدس الشرقية، بهذه العبارة المحددة أكد الرئيس الصينى شى جين بينج الموقف التاريخى لبلاده من القضية الفلسطينية، الكلمات المهمة التى أدلى بها أمام القمة العربية الصينية التى انعقدت فى الرياض رئيس البلد الأكثر تعدادًا فى العالم والذى يحتفظ بالعضوية الدائمة لمجلس الأمن، اقتصرت على قادة العرب جهدًا مرحليًا مطلوبًا اليوم أكثر من أى وقت مضى لإعادة تسويق القضية المركزية الأهم لشعوبنا العربية فى وقت تبدو فيه أكثر تنائيًا عن اهتمامات العالم، وإلى حد أراه مشجعًا لكيان الاحتلال لإعمال مزيد من القتل والتنكيل بحق شعبنا الفلسطينى غير مواصلة تهويد الأراضى المحتلة.


كلمات الرئيس بينج أراها ليست مجرد انعكاس وتجسيد لموقف تاريخى أصيل سيما أن العقود الأخيرة شهدت تعاونًا وتقاربًا بين الصين والكيان الصهيونى بدا وكأنه يجيء على حساب المواقف الصينية العملية دعمًا للحقوق العربية، وإنما العنصر الأكثر تأثيرًا والذى ربما يكون الدافع وراء إعادته تأكيد الموقف هو المصلحة الاقتصادية المباشرة ما بين بلاده وبلاد العرب حيث تخطى حجم التبادل التجارى بين الطرفين خلال العقد الأخير أكثر من 300 مليار دولار ـ يبدو ـ أن الرئيس الصينى يعمل لها فى مواقفه حسابًا بأكثر مما يفعل العرب أنفسهم!!
المصالح إذن هى العنوان الرئيسى الذى ينبغى على العرب إعماله فى التعامل مع الدنيا وعند تسويق قضاياهم عالميًا، إذ ليس متصورًا أن تبقى دول كبرى تجمعها وبلادنا مصالح هائلة على مواقفها المنحازة والداعمة للعدوانية الصهيونية تجاه شعبنا الفلسطينى وبلادنا كلها، إذا ما فهمت عن طريق السياسة والدبلوماسية العربية بأنها ستخسر بذلك مصالحها أو بالأقل أن مصالحها الاقتصادية والسياسية مع من طالما اعتبرتهم حلفاء تقليديين ستتأثر سلبًا حال مواصلتها مواقفها الظالمة لحساب من لا تجمعهم بها سوى مصلحة من طرف واحد يتلقى فيها كيان الاحتلال المجرم الدعم المطلق بكل صوره.


وليست القضية الفلسطينية وحدها التى تحتاج تفعيل معادلة المصالح مقابل المواقف فى السياسة وعبر الدبلوماسية العربية، وإنما هناك الحقوق العربية لسورية ولبنان، إضافة إلى إلغاء العقوبات والحصار المجحفين السريين والعلنيين الواقعين على البلدين واللذين يفرضهما الغرب بتوجيهات أمريكية خارج أطر القانون الدولي.