المفتي: «الإخوان» تبنَّت فكر الخوارج واستغلت الدين للوصول إلى أغراض سياسية

الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية

أكَّد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الدولة تواجه تحديات جمَّة منها المؤامرات والحروب التي أخذت أشكالًا جديدة هي حروب الجيل الرابع والخامس.

اقرأ أيضا | لأحد:انطلاق المؤتمر الدولي "واقع الرياضة" بمكتبة الإسكندرية بمشاركة ألمانية

وأوضح أن العالم يواجه أيضًا تحديات كثيرة منها كوفيد-19 والتغير المناخي وندرة المياه وغير ذلك، ومن ثم فإن للشباب دورًا كبيرًا في مواجهة التحديات الوطنية وخاصة الاجتماعية؛ مثل: زيادة السكان والطلاق المتكرر والانتحار والتفلُّت في السوشيال ميديا وانتشار المخدرات وغير ذلك.

وأشار مفتي الجمهورية خلال محاضرته، اليوم الأحد، لطلاب جامعة بنها، بحضور الدكتور جمال سوسة، رئيس جامعة بنها، واللواء عبدالحميد الهجان، محافظ القليوبية، والتي تحدث فيها عن قضية الوعي، ودور الشباب في بناء المجتمعات، إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم اهتمَّ بالشباب اهتمامًا كبيرًا؛ فقد كانوا أكثر فئة وقفت بجانبه في بداية الدعوة فأيدوه ونصروه ونشروا دعوة الإسلام وتحملوا في سبيل ذلك المشاق والأهوال.

وأكَّد المفتي أن قضية الوعي هي قضية علم في الأساس ويتَّضح ذلك من قصَّة خلق آدم فهي تربط بين خلافة آدم في الأرض وبين العلم، موضحًا أن الشباب هو القوة الدافعة والمستقبلية لأن نسبة الشباب في مصر تزيد عن ٤٠٪؜، لذا يجب أن نضع البرامج لهؤلاء الشباب حتى يكون لديهم وعي وإدراك صحيح يؤهلهم ليكونوا قادة المستقبل.


وشدَّد على دَور الشباب في هذا السياق وما ينبغي عليه فعله، مثل دعم الدولة في هذه المرحلة، وذلك بتطبيق تعاليم الدين من جهة وتعليمات القانون والدولة من جهة أخرى؛ وذلك لتحقيق أمن واستقرار المجتمع، هذا مع دعوة الغير إلى دعم الدولة والالتزام بما توجه الأفراد إليه نحو اتخاذ الإجراءات الاحترازية والحفاظ على مؤسسات الدولة من التخريب والإفساد، مما يحفظ على الدولة هيبتها ويؤدي إلى استقرارها، وكذلك الحفاظ على استقرار الوطن.

نبه فضيلة مفتي الجمهورية، إلى ضرورة درء الفتنة، كما يجب غلق الباب أمام دعاة الفتنة وذلك بتقبُّل الآخر والتعايش معه بالتسامح والمحبة؛ لأن الإسلام يقرر أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خُلقوا كلهم من نفس واحدة، وأنهم جُعلوا شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، والمتدين تدينًا صحيحًا هو الذي يؤمن بأن البشر جميعًا تجمعهم رابطة الأخوة الإنسانية، فهو يقبل الطرف الآخر ولا يُقصيه؛ لأن الإسلام أكد على وحدة البشرية وإن تعددت شرائعهم، ومن هنا ينبغي احترام الأديان والمقدسات؛ لأن الإسلام يدعو إلى احترام الأديان، كما يحرِّم الاعتداء على دور العبادة الخاصة بالمسلمين وغيرهم، ويدعو إلى تقبل التعددية العقدية؛ موضحًا أن الناس لن تجتمع على دين واحد؛ لأن الاختلاف سنة الله في هذا الكون؛ قال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة}.

وأشار المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية قد أولت اهتمام كبيرًا بالأسرة المصرية واستقرارها وأهميتها في بناء المجتمع واستقراره، موضحًا أن القرآن الكريم جعل الزواج ميثاقًا غليظًا، ولذلك أنشأت دار الإفتاء مركز الإرشاد الزواجي لحل المشكلات الزوجية من خلال متخصصين من علماء النفس والاجتماع والدين؛ وذلك حرصًا على إقرار مبدأ مساهمة الإفتاء في تنمية المجتمع وصيانته من كل التهديدات التي تواجهه وخاصة الأسرية منها.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الأمم إنما تُبنى بسواعد الشباب؛ ذلك لأن الشباب هم عماد أي أمة من الأمم وسر نهضتها وبناة حضارتها وهم حماة الأوطان والمدافعون عن حياتها؛ موضحًا أن مرحلة الشباب هي مرحلة الطاقة والحيوية المتدفقة والعطاء.

وأوضح أن التحديات التي تواجه الشباب كثيرة، ومن أهمها قضية الخطاب الديني؛ ذلك لأنَّ الجماعات المتطرفة استغلَّت الدين وجعلته مطية لأغراض سياسية، ومن ثم يجب الحذر من التدين الشكلي الذي يهتم بالقشور ولا يهتم بالجذور، لأن جماعة الإخوان الإرهابية تبنَّت فكر الخوارج واستغلَّت الدين للوصول إلى أغراض سياسية، ولا شك أن استغلال الدين للوصول إلى أغراض سياسية محكوم عليه بالفشل.

وشدَّد مفتي الجمهورية على التحذير من انسياق الشباب للوعي الزائف؛ لأن الفكر المتطرف لم يقدم شيئًا للبشرية سوى الدمار والخراب والاستغلال السيئ للدين، كما نبَّه إلى استغلال الجماعات المتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي استغلالًا سيئًا، مطالبًا بضرورة اللجوء للمتخصصين كلٍّ في مجاله، وهذا أحد أهم محاور الوعي الصحيح، كما أكَّد على قيمة مصر الكبيرة، وكيف أن الكل حريص على الالتفاف حول مصر، ولدينا أكثر من ١٢٠ دولة ترسل أبناءها للدراسة في الأزهر الشريف، موضحًا أن الاعتزاز بمصر هو أحد أهم محاور الوعي الصحيح، ومن ثم نحن ندين كل فكر منحرف لا يريد الخير للدين والوطن.

واستطرد المفتي في الحديث عن أهمية بناء الوعي موضحًا كيفية بناء الوعي عند الشباب، وأن الوعي نوعان: وعي صحيح ووعي زائف؛ مشيرًا إلى أنه من هنا يجب علينا أن نبين أمرين، وهما: زيف الأفكار والمعتقدات الهدامة من جهة، ونقيم الوعي الصحيح البنَّاء في مقابلة الوعي غير البنَّاء من جهة أخرى، مؤكدًا أن تنمية الوعي لا يقف عند حدود الفكر فقط وإنما يمتد إلى الأخطار التي تُهدد الشباب في صحتهم وفي انتمائهم، وعلينا جميعًا العمل على زيادة الوعي ومراقبة الشباب وتحصينهم من تلك الأفكار لكونهم صيدًا ثمينًا للجماعات المتطرفة.