جد شهيدة الشرف في قنا.. مات حزنا عليها ودُفن معها في قبرها

المجنى عليها
المجنى عليها

قنا : أبو المعارف الحفناوي

  في العدد السابق، نشرنا قصة تلك الطفلة البريئة التي قتلها ذئب متوحش، وتخلص من جثتها خنقًا وسط الزراعات بعد أن قاومته دفاعًا عن شرفها، ونجح الأمن في ضبط المتهم، لكن بعد علم جدها بحقيقة الواقعة، مات حزنا عليها، حيث ماتت مصدر سعادته وحبه للحياة فلم يتحمل فراقها وتوفي.

الطفلة الصغيرة، مي، لم يتعد عمرها، 3 أعوام،  تعلمت منذ وعيها للحياة، كيفية الدفاع عن الشرف، حتى وإن كان ذلك سيكلفها حياتها، وبالرغم من صغر عمرها، إلا انها استطاعت أن تدافع عن شرفها، وتقاوم ذئبًا بشريًا، حتى فارقت الحياة، في قرية المراشدة التابعة لمركز الوقف، شمالي محافظة قنا.
 كانت القرية على موعد مع قصة بطولية لطفلة، استطاعت أن تثبت للجميع أن الدفاع عن الشرف، ليس مرتبطًا بعمر، وحاولت أن تدافع عن شرفها، ولكن كونها طفلة بريئة، انهال عليها المتهم، الذي تجرد من كل مشاعر الإنسانية، وتخلص منها خنقًا وسط الزراعات.

مي أبو القاسم، 3 أعوام، كانت تلهو ، كعادتها في الشارع، وفي منازل أقاربها، كانت ترسم السعادة على الجميع،  خاصة جدها الذي لم يتحمل وفاتها إلا بضعة أيام، وتوفي حزنًا على فراقها، فضلا عن أقاربها الذين كانت مصدر السعادة لهم، تحبهم ويحبونها، لا يتحملون لحظة أن يصيبها ضرر أو مرض.
وبينما كانت «مي» تلهو كعادتها،  فجأة اختفت، وسرعان ما بدأت خطة البحث عنها في كل مكان، طرق أهلها كل الأبواب بحثا عنها، نشروا صورها على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بحثوا عنها في كل الأماكن، ولكن دون جدوى.

في البداية كان الأمل، موجودًا في قلوب الأهل والأقارب، أثناء البحث عنها، وقلوبهم كانت تحدثهم، أنها ستظهر سريعا، ولكن كلما مر الوقت عليها، ولم تظهر أي معلومات عنها،كان الخوف حليفًا لأهلها، فربما يكون قد حدث لها مكروه،  فربما تكون غرقت في ترعة، أو نهشها كلب ضال.

ومرت ساعات في البحث عنها، حتى جن الليل، ولم تظهر «مي»، وأثناء البحث عنها داخل الزراعات بالقرية، كانت الصدمة التي لم يتوقعها أحد، فلقد عثروا على جثتها، مجردة من الثياب، بها آثار خنق في الرقبة،  ليثير ذلك حالة من القلق والشكوك حول وجود شبهة جنائية في الواقعة.

بدأت الأجهزة الأمنية في تكثيف جهودها، وتوسيع دائرة الاشتباه،  لكشف ملابسات الواقعة،  وسرعان ما نجحت الأجهزة الأمنية في الوصول إلى القاتل، وتبين أنه محمود.ح.ا، 16 عاما، أحد أقارب المجني عليها، استغل صغر سنها، واستدرجها للزراعات، وحاول هتك عرضها، إلا أنها قاومته حتى تخلص منها، خشية افتضاح أمره.

ووفقًا لتمثيل المتهم لجريمته، أمام جهات التحقيق، وسط حراسة أمنية مكثفة، فإن المتهم استدرج الطفلة البالغة من العمر 3 أعوام من منزل جدتها، إلى زراعات القصب بحجة إحضار «عود قصب»، لها، وعقب دخولهما إلى الزراعات، حاول أن يقبلها، فصرخت الطفلة ، فحاول كتم أنفاسها وخنقها حتى لا يفتضح أمره،  معللا أنه بخلع ملابسها حتى تأكلها الكلاب الضالة، ويفلت من الجريمة، إلا أن الأجهزة الأمنية كشفت الواقعة.
بعدها خيم الحزن مرة ثانية على القرية،  فالواقعة، كانت صعبة للغاية، لم تتحمل أذهان كل من يعرف المجني عليها، سماعها، وطالبوا بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم، ليكون عبرة لغيره، ممن تسول له نفسه،  التكفير بمثل هذا التكفير الشيطاني.

وبعد بضعة أيام،  من وفاة «مي»، كان للحزن عنوانًا، في قلوب أهلها، ولم يتحمل جدها عنتر ما حدث، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، حزنا على وفاتها، ودفن معها في نفس القبر التي دفنت فيه حفيدته، وأسرتها تلقت العزاء للاثنين معًا والحزن والحسرة تملأ قلوبهم.

أقرأ أيضأ :