عذبتها حتى الموت..

«ماما.. قتلتنى».. أم تقتل طفلتها بمساعدة عشيقها

الطفلة الضحية
الطفلة الضحية

آمال فؤاد

 ما الذي جنته هذه الطفلة كي تلقى هذا المصير؟!، المسكينة كتبت عليها الأيام أن تولد وتعيش حياتها معذبة رغم أن ابتسامتها تكفي كي تشرق حياة من حولها، لكنها هانت على أمها – مع الاعتذار لكلمة أم – بكل ما تحمله الكلمة من معان سامية وتضحيات، ما حدث لـ «جنى» يجعلنا نتساءل ما الذي حدث في أخلاق البعض منا؛ صحيح أن ما تعرضت له هذه الطفلة لا يمثل نقطة في بحر الأمومة، وكما قال يومًا أحد الفلاسفة «مهما صغُرت الدنيا، فالأم تظل كبيرة»، واجدني استشهد بما قاله أديب نوبل نجيب محفوظ؛ «المستهين بقدرات النساء أتمنى أن تُعاد طفولته من غير أم»، إلا بالتأكيد هذه الأم لبشاعة ما فعلته في حق ابنتها، من قلب أم أقول لا سامحها الله.

طفلة  ملائكية زهرة جميلة، وجهها بشوش طيب، يبدو عليها الهدوء  تحمل ملامحها براءة ما بعدها براءة وقعت فريسة وضحية بين يد أم وعشيقها، أم لا تمت بصلة لمعاني الامومة الحقيقية، الام التي تعيش من أجل ابنائها، تتحمل المعاناة حرصًا منها على وجودهم في هذه الحياة، وتقدم التضحيات والتنازلات من أجل أن يعيشوا في سلام وسعادة حتى لو على حساب نفسها..لكن في هذه الواقعة حدث العكس مع «جنى»؛ بدم بارد تغلبت على الام اللعوب شهواتها الشيطانية وعشقها الحرام، لم تأخذها أي رحمة على فلذة كبدها، وقررت إنهاء حياتها بأبشع الطرق بالاتفاق مع عشيقها؛ لماذا فعل الاثنان ذلك؟ وكيف  خططا ونفذا  عملهما الإجرامي في حق الطفلة المسكينة جنى؟ ورغم محاولتهما الهرب حتى سقط الاثنان في قبضة الأمن .

البداية

 بداية الجريمة كانت بتلقي  شرطة  النجدة بلاغا وإخطارا من مستشفى  المطرية يفيد بوصول طفلة تدعي «جنى،ه» 12 سنة إلى قسم الطوارئ بالمستشفى على يد سيدة وشخص آخر  ملامحهما مريبة، تنتابهما حالة من الفزع والارتباك  الشديدين، وأقوالهما متناقضة عن سبب  حالة الاعياء الشديدة التي بدت عليها الطفلة قبل وفاتها، فضلا عن أنهما حاولا الهروب عقب علمهما بوفاة الطفلة، مما أثار شك إدارة المستشفى في أمرهما، مما دفع رجال امن المستشفى لاحتجازهما، لحين وصول رجال الشرطة، وفور ذلك تحركت الأجهزة الأمنية ورجال المباحث الى  المستشفى محل البلاغ؛ وتبين من خلال المعاينة صحة الواقعة ووجود الطفلة جثة هامدة، بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة على باب المستشفى، تم ضبط السيدة وتبين أنها والدتها  وتدعى»كوكب 30 سنه»، وعشيقها «طارق،م 34  سنة»، وبمناقشتهما تبين وجود  شبهة جنائية في الوفاة، اثر وجود جروح وكدمات متفرقة  بجسم الطفلة، كما كشفت المعاينة عن آثار ضرب شديد بعصا خشبية تلقته المجني عليها على رأسها هذا بالإضافة لآثار حرق بجسد الصغيرة نتيجة الكي بالنار، واللسع بالسجائر، وآثار تعذيب عنيفة على جسدها بعد تكبيل اليدين، وفور ذلك تم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة، وإلقاء القبض عليهما تحرر محضر بالواقعة، وتم التحفظ علي جثة الطفلة تحت تصرف النيابة، وبعد أن كشفت تحريات المباحث أن وراء الجريمة الأم وعشيقها؛ أحالت الام وعشيقها المتهمين إلى النيابة التي وجهت لهما تهمة القتل العمد، في بداية التحقيقات أنكر المتهمان التهم المنسوبة اليهما، وعقب تضييق الخناق عليهما اعترفت الام قائلة؛ إن عشيقها قام يوم الواقعة بتكتيف نجلتها بالحزام وسلك الكهرباء واعتدى على طفلتها، ظل يضربها بعصا خشبية لأنها اخفت هاتفه المحمول لأكثر من ثلاثة أشهر ماضية، وعلى أثر ضربه لها فقدت الطفلة وعيها وسقطت علي الأرض، وذكرت الأم سببًا آخر أمام جهات التحقيق قالت: إن ابنتها رأتهما في وضع مخل، فقامت بتعذيبها خنقا؛ حيث أنها أي الأم كانت على علاقة محرمة مع عشيقها فقررت التخلص منها خوفا من افتضاح أمرها أمام عمها والجيران، كما أقر المتهم بارتكاب الواقعة، وارشد على الأداة المستخدمة في ارتكاب الواقعة وهي»ملة السرير»، والمكنسة الخشبية.

بعدها امرت النيابة بدفن الجثة عقب تشريحها واستدعاء بعض الجيران شهود عيان الواقعة  الذين اكدوا اعتياد العشيق على ضرب الطفلتين جنى المجني عليها وشقيقتها التي تصغرها بعامين حتى صادف يوم الواقعة؛حاول  واحد من الجيران التدخل وتخليص الطفلة من يديهما، لكنه صاح فيه وطرده قائلا له: «أنه في محل والد الطفلتين»، ولم يدرِ أحد من الجيران بطبيعة العلاقة إلا عقب وقوع الجريمة، وامرت النيابة بحبس المتهمة وعشيقها 4 أيام على ذمة التحقيقات وتسليم الطفلة الثانية الى عمها.

الأم تطردها

قال لنا عم الطفلة: انهما من اسرة متوسطة الحال وكان يقيم وشقيقه المتوفى في منزل العائلة برفقة زوجته وبناته منذ أكثر من 14 عاما وحياتهما مثل أي زوجين تارة هادئة وتارة أخرى على خلاف وكان شقيقه يعمل في التجارة الحرة، وانه فوجئ عقب تلقيه خبر وفاة نجلة شقيقه من رجال الامن، وانهم قاموا بمهاتفته تليفونيا وابلغوه أن نجلة شقيقة توفها الله ويذهب الى هناك لاستلام الجثة واستلام شقيقتها الصغيرة، وانه لم يعرف سبب الوفاة إلا عقب وصوله قسم الشرطة، حيث أخبره ضابط المباحث أن والدتها وعشيقها قتلاها بسبب تعذيبهما لها.

كما أضاف عم المجني عليها؛ أن شقيقه والد الطفلة المجني عليها توفي منذ 7 أشهر وترك الزوجة وطفلتين جنى 12 سنه المجني عليها، وفرح  10 سنوات، وعقب ذلك بدأت زوجة شقيقه «الام المتهمة» تظهر على حقيقتها، رفضت الاستمرار في الإقامة معهم في منزل العائلة بمنطقة العقاد بالمطرية، وبدأت تظهر عليها بعض التصرفات الغريبة تخرج وتغيب ساعات طويلة، وعقب سؤالها لم تجب، كل هذه التصرفات المشينة ولم يمر على وفاة زوجها أقل من شهرين، ولم يعجبها الحال وأرادت أن تعيش كما تريد، فتركت منزل العائلة وذهبت الى منزل والدتها بنفس المنطقة المقيمين بها، ولم يعجبها الحال أيضا في منزل والدتها حتي طردتها الأم لعدم سماع  كلامها وتصرفاتها غير المنضبطة، وفي نفس المحيط بالمنطقة استأجرت الشقة محل الواقعة، وهناك نشأت بينها وجارها المتهم علاقة غير شرعية، استمرت على الأفعال الخاطئة حتى سيطر عليها شيطانها وشهواتها، وفي أقل من ثلاثة أشهر  دفعتها لقتل طفلتها البريئة نتيجة سلوكها المشين، واكد أنه يثق كل الثقة في أنهما سينالا جزاءهما الذي يستحقانه.

مفاجآت                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    والد الضحية

كما ذكر لنا المستشار ماجد البنهاوي ومحامي عم الطفلة؛ أن شقيقة المجني عليها الصغيرة كشفت عن كواليس صادمة أمام جهات التحقيق؛ أن شقيقتها»المجني عليها» مارست عليها أمها وعشيقها أبشع طرق التعذيب كان الاثنان يضربانها على وجهها وعلى رأسها ورجلها بعصا المكنسة الخشبية ويلسعها الرجل الذي كان يعيش معهم بالملعقة الساخنة ويطفئ السجائر في جسدها، وأنه يوم الحادث اتهم شقيقتها بسرقة تليفونه وانهال عليها بالضرب بعصا خشبية وعلى وجهها لدرجة أنه ضربها على رأسها»بملة السرير» وخبطها على الأرض مرات متعددة حتى أن جسد نجلتها لم يتحمل التعذيب وصرخاتها يسمعها الجميع ولا أحد من الجيران يستطيع إنقاذها من بين أيديهم وآثار الجروح بدت على جسدها وسقطت مغشيًا عليها على الأرض «وأخذها الاثنان وذهبا بها إلى المستشفى».
وكشف التقرير المبدئ للمجني عليها عن جروح قطعية وجروح وخدوش نتج عنه هبوط حاد في الدورة الدموية أدت الى الوفاة.

حاولت الام اللعوب إخفاء علاقتها بالجار– كما يقول المحامي - وادعت أنه زوج جديد لها أمام الجيران وبناتها، وأقام معهم في نفس الشقة وكان باستمرار يعتدي على الطفلتين وتعنيفهما وعلى مدار الثلاثة أشهر كان يمارس العلاقة الحميمة مع والدتهما، مرات أمامهما وكان يعاقبهما بالضرب بسلك الكهرباء.                                                                      ماجد البنهاوي المحامى  

  وذكر المحامي: أن أقوال الطفلة اتفقت مع أقوال الجيران أمام النيابة، حيث أكدوا أنهم كانوا يسمعون صرخات الطفلة ويحاولون إنقاذها من بطشه لها ووالدتها ولكن الام الجحود كانت تحول دون تدخلهم في حياتها وتشجع العشيق على تعذيب طفلتيها، وتطردهم وتقول لهم «كل واحد يخليه في حاله، مفيش حد يتدخل في حياتها مع بناتها وأن من يعيش معهم بزعم أنه زوجها يضربهم لكي يربيهم»!
 كما أضاف؛ أن والدة الطفلة أقرت أمام جهات التحقيق التخلص من طفلتها لإرضاء عشيقها ولعدم إخبارها الجيران بالعلاقة المحرمة بينها والعشيق خوفا من افتضاح أمرها.
واكد العشيق المتهم في اعترافاته: أن والدة الطفلة المجني عليها شجعته على تعذيب ابنتها وضربها بالحزام، وانه ضربها بيد المكنسة الخشبية حتى انقسمت نصفين، وفور ذلك ضربها بملة السرير، وعقب ذلك سقطت الطفلة مغشيًا عليها.

قام المتهمان الام والعشيق بتمثيل جريمتهما الشنعاء في حق الطفلة، وأكد المحامي في النهاية ان هذه الجريمة هي قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، طبقا للمادتين 231 و232 من قانون العقوبات وتصل عقوبتها إلى الإعدام شنقًا.

أقرأ أيضأ :