المخرج حسن الإمام| 102 فيلم على مدار 5 عقود

المخرج حسن الإمام
المخرج حسن الإمام

محمد كمال

لقب بـ”مخرج الروائع”، وأيضا “صانع النجوم”، لما قدمه على مدار مشواره الذي أمتد لـ5 عقود، بدأ في منتصف الأربعينيات وانتهى أواخر الثمانينات، ظل واقفا خلف الكاميرات حتى أيامه الأخيرة، إنه المخرج الذي يحمل اسمه على الإفيشات وعلى التترات توقيع مميز بخط الرقعة “حسن الإمام”، عاشق المرأة وأكثر من عبر عنها وعن أزماتها وقضاياها في أفلامه، لم تكن المرأة في أفلام الإمام مجرد سنيد للبطل، بل كانت الأساس الذي تدور حوله الحبكة والأحداث والتفاصيل الدقيقة في الأفلام، برع الإمام أيضا في جودة ظهور المرأة في أفلامه بشتى الطرق ليكون أحد المبدعين في هذه الجزئية تحديدا.

يبدو أن شخصية “زينب عبد الكريم” كانت مصدر الإلهام والمحرك الرئيسي لبلورة قصة فيلم “خلي بالك من زوزو”، لأنها تحمل نقيضين، أولا في كونها تنتمي لطبقة شارع محمد علي وعالم “العوالم” والراقصات، وثانيا رغبتها في الإستمرار في الدراسة الجامعية وحبها لشاب من الطبقة الأرستقراطية، فكانت هذه المرة الأولى التي تحمل فيه بطلة فيلم لحسن الإمام الأمرين معا، فقديما قدم النقيضين في شخصيتين منفصلتين، لكن مع “زوزو” كانت تلك الشخصية التي تحمل الأمرين معا.

الإمام مواليد 6 مارس عام 1919 بمدينة المنصورة، تلقى تعليمه في مدرسة “الفرير” بحي الخرنفش بالقاهرة، لكن وفاة الأب عقب تعرضه لخسائر مادية في تجارته اضطرت الابن إلى العمل، ولأنه كان يجيد الإنجليزية والفرنسية، عمل كمترجم، وكان جزء من عمله ترجمة النصوص الأدبية والمسرحيات الفرنسية لموريس شيفاليه، مما جعله شيئا فشيئا يقترب من عالم السينما، لتكون تلك المهنة هي بوابة عبوره إلى التعرف على النجم يوسف وهبي، الذي أصبح الإمام مساعدا له في أفلامه ومسرحياته، ثم بعد ذلك عمل مساعدا أيضا مع عدد من المخرجين أمثال أحمد بدرخان وهنري بركات وتوجو مزراحي، وبدأ مشواره الفني كمخرج بفيلم “ملائكة جهنم” عام 1946، وبعدها بعام قدم فيلمه الثاني “الستات عفاريت”.

قدم الإمام خلال مسيرته الطويلة ما يقرب من 102 فيلم، فهو من المخرجين الذين تجاوزوا حاجز المائة فيلم، وللإمام 3 أفلام ضمن قائمة أفضل فيلم مصري في الاستفتاء الذي أقامه مهرجان الإسكندرية عام 1996، والأفلام الثلاثة هي “خلي بالك من زوزو”، “الخطايا” و”بين القصرين”، والفيلم الثالث لم يكن من المقرر أن يخرجه الإمام، لكنه جاء بديلا بعد إعتذار صلاح أبو سيف، بعد توليه منصب مدير المؤسسة المصرية العامة للسينما، وهناك أفلام تمثل علامات مضيئة في مشوار الإمام، على غرار الثلاثية، وأيضا “بائعة الخبز” و”إضراب الشحاتين”.

عرف عن الإمام ولعه بالأدب، خاصة المصري، وكان “أديب نوبل”، نجيب محفوظ، صاحب القدر الأكبر من قيام الإمام بتحويل روايته إلى السينما، يأتي في مقدمتهم الثلاثية الشهيرة “قصر الشوق، بين القصرين، السكرية”، لكن كان التعاون الأول بين مخرج الروائع ومحفوظ عام 1963 من خلال رواية “زقاق المدق” التي حولها الإمام للسينما بنفس الاسم في الفيلم الذي قامت ببطولته شادية وحسن يوسف صلاح قابيل ويوسف شعبان، وكتب له السيناريو والحوار سعد الدين وهبة، وقدم الإمام 4 روايات لإحسان عبد القدوس في السينما، من خلال 3 أفلام، هي “هي والرجال” عام 1965 بطولة لبنى عبد العزيز وأحمد رمزي، و”3 لصوص” عام 1966 بطولة هند رستم وصلاح ذوالفقار ويحيى شاهين، و”إضراب الشحاتين” للبنى عبد العزيز عام 1968، وفي نفس العام حول الإمام رواية ثروت أباظة “بنت من البنات” إلى فيلم يحمل نفس الاسم، أما الرواية الرابعة فقد كانت عام 1974 بعنوان “العذاب فوق شفاه تبتسم” في فيلم بطولة محمود ياسين ونجوى إبراهيم وسعيد صالح.

في عام 1969 قام الإمام بتحويل رواية الأديب الفرنسي فرانسيس دي كرواسيه، “حدث ذات يوم”، إلى فيلم بعنوان “الحلوة عزيزة”، وعام 1974 قدم نسخة جديدة من رواية “آنا كارنينا” للأديب الروسي تولستوي، في فيلم حمل اسم “حكايتي مع الزمان” من بطولة وردة ورشدي أباظة.

بداية الإمام مع الأفلام المأخوذة عن روايات أدبية كانت عام 1953 مع فيلم “بائعة الخبز” المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للفرنسيان جول دورني وجوافييه دي مونتبان، والتي قدمها الثنائي كمسرحية حققت نجاحا كبيرا في باريس، وبعدها بعام قدم فيلم “قلوب الناس” المأخوذ عن رواية “الأب المزيف” للفرنسي جول مار، وفي عام 1958 قدم فيلم “عواطف” المأخوذ عن المسرحية الفرنسية “الشهيرة” لأدولف أدنبري.
خلال مشواره الطويل قدم الإمام مسلسلين فقط، هما “صاحب الجلالة الحب” المأخوذ عن قصة الكاتب الصحفي مصطفى أمين، وبطولة شكري سرحان ونبيلة عبيد وحسين فهمي عام 1983، وبعده بعام قدم المسلسل الثاني “في قافلة الزمان” عن رواية لعبد الحميد جودة السحار وبطولة نورا وصلاح السعدني وحمدي غيث، وقدم الإمام أيضا مسرحية واحدة فقط وهي بعنوان “يا حلوة متلعبيش بالكبريت” عام 1977 وشارك في بطولتها هدى سلطان وسهير البابلي وسيد زيان وفاروق فلوكس.

كان الإمام من المخرجين القلائل الذين يشاركون في كتابة السيناريو والحوار لأفلامهم منذ الفيلم الأول، ويعد المؤلف محمد مصطفى سامي أكثر الكتاب الذين تعاون معهم الإمام خلال مشواره سواء في الأعمال الأصلية أو المقتبسة، أما آخر أفلامه كان عام 1986، وهما فيلمين، الأول “عصر الحب” عن قصة نجيب محفوظ، سيناريو وحوار عصام الجمبلاطي وبطولة محمود ياسين وشهيرة وسهير رمزي، والثاني “بكرة أحلى من النهاردة” تأليف سيناريو وحوار بهجت قمر وبطولة أحمد مظهر وعبدالمنعم مدبولي ولبلبة.

أقرأ أيضأ : بعد امتلاكها شقة وسيارة.. سر خلاف هند رستم والمخرج حسن الإمام‬