تمديد خفض «أوبك بلس».. إنتاج النفط يضع السبع الكبار والقارة العجوز في مأزق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ساعات من القلق ترقبها العالم، بعد إعلان السبع الكبار تحديد سقف النفط الروسي عند 60 دولارًا استمرارًا للعقوبات ضد روسيا، في انتظار قرار تحالف الدول المنتجة والمصدرة للنفط التي اجتمعت اليوم الأحد، حيث اتفقت مجموعة الدول المصدرة للنفط والحلفاء "أوبك+" على تمديد العمل بسياستها الحالية لإنتاج النفط، وذلك بعدما اتفقت مجموعة السبع على فرض حد أقصى لأسعار النفط الروسي.

وأعلن التحالف في بيان الأحد، أن الاجتماع المقبل سيُعقد في فبراير المقبل 2022، مع إقرار تعديل وتيرة الاجتماعت الشهرية للجنة الفنية لتصبح كل شهرين، بينما سيعقد الاجتماع الوزراي المقبل في يونيو 2023.

بيان أوبك

وأكدت المجموعة استعدادها للاجتماع في أي وقت، واتخاذ المزيد من الإجراءات الفورية لمعالجة أي تطورات في السوق، لدعم توازن أسواق البترول واستقرارها، متى ما تطلب الأمر، وذلك التزامًا بنهج الاستباقية والمبادرة.

وجاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري الرابع والثلاثون للدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، والدول المشاركة في الاتفاق من خارجها "أوبك بلس" الذي عُقد اليوم عبر الاتصال المرئي.

تماشيًا مع قرار أوبك بلس الصادر عن الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين للمجموعة، المنعقد في أكتوبر 2022، الذي بُني على اعتبارات السوق فقط، حيث أكد المتعاملون في السوق والصناعة البترولية أنه كان الإجراء الضروري والصحيح لتحقيق استقرار أسواق البترول العالمية.

وقررت الدول الأعضاء في أوبك بلس تعديل وتيرة الاجتماعات الشهرية للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، لتكون كل شهرين، مع منح اللجنة صلاحية عقد اجتماعات إضافية، أو طلب عقد الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في أوبك بلس، في أي وقت، للتعامل مع أي تطورات في السوق، متى ما تطلب الأمر.

وأكدت الدول على أهمية الالتزام التام بالاتفاق وآلية التعويض، والاستفادة من فترة التمديد المعتمدة في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين لأوبك بلس، عقد الاجتماع الوزاري الخامس والثلاثين للدول الأعضاء في أوبك بلس، في 4 يونيو 2023، والاجتماع السابع والأربعين للجنة الرقابة في 1 فبراير 2023.

وأعادت تأكيد قرار الاجتماع الوزاري العاشر للدول الأعضاء في أوبك بلس، المنعقد في 12 إبريل 2020، الذي أُيّد في الاجتماعات اللاحقة، بما في ذلك الاجتماع الوزاري التاسع عشر للمجموعة، المُنعقد في 18 يوليو 2021، والاجتماع الوزاري الثالث والثلاثون للمجموعة، المُنعقد في الموافق 5 أكتوبر 2022.

قرار أكتوبر

وكانت أوبك + قد قررت في الخامس من أكتوبر الماضي إنها ستخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهو أكبر خفض منذ بداية وباء كورونا، في خطوة تهدد بدفع أسعار البنزين للأعلى قبل أسابيع فقط من انتخابات التجديد النصفي الأمريكية.

وأعلنت مجموعة كبار منتجي النفط، التي تضم السعودية وروسيا، خفض الإنتاج بعد اجتماعها الأول شخصيًا منذ مارس 2020، ويعادل التخفيض نحو 2٪ من الطلب العالمي على النفط.

وقال بيان المجموعة إن القرار يأتي "في ضوء عدم اليقين الذي يحيط بآفاق الاقتصاد العالمي وسوق النفط، والحاجة إلى تعزيز التوجيه طويل المدى لسوق النفط".

وأوضح البيان أنه سيتم تعديل الإنتاج الإجمالي نزولاً بمقدار 2 مليون برميل في اليوم، من مستويات الإنتاج المطلوبة في أغسطس، بداية من نوفمبر وخلال ديسمبر الجاري.

وقالت أوبك + إنه سيتم تعديل وتيرة الاجتماعات الشهرية للمجموعة لتصبح كل شهرين للجنة المراقبة الوزارية، في حين سيظل موعد انعقاد الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك وخارجها كما هو، كل ستة أشهر وفقًا لمؤتمر أوبك العادي المقرر.

انتقاد واشنطن

وانتقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قرار أوبك + بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، أكثر مما كان متوقعًا، حسبما قال كبار مسؤولي البيت الأبيض، الأربعاء، ووصفه بأنه "قصير النظر"، وشدد بايدن على أهمية إمدادات الطاقة العالمية وسط الحرب في أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومدير المجلس الاقتصادي الوطني بريان ديس، في بيان عقب القرار: " يشعر الرئيس بخيبة أمل بسبب القرار قصير النظر الذي اتخذته أوبك+ لخفض حصص الإنتاج بينما يتعامل الاقتصاد العالمي مع التأثير السلبي المستمر لغزو بوتين لأوكرانيا".

وأضاف البيان أن "الحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية أمر بالغ الأهمية، وسيكون لهذا القرار التأثير الأكثر سلبية على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة".

سقف الأسعار

غدًا 5 ديسمبر يبدأ تفعيل سقف أسعار النفط الروسي الذي وضعه الاتحاد الأوروبي وواشنطن بهدف حرمان روسيا من عائدات النفط لتمويل الحرب ضد أوكرانيا.

وفي المقابل كان رد الفعل من روسيا إنها لن تقبل سقف أسعار النفط وتستعد للرد، وقال الكرملين إن روسيا "لن تقبل" تحديد سقف لأسعار نفطها ، وإنها تدرس كيفية الرد ، ردا على اتفاق بين القوى الغربية يهدف إلى الحد من مصدر رئيسي لتمويل حربها في أوكرانيا.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن موسكو أجرت استعدادات لإعلان مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا.. وأضاف "لن نقبل هذا السقف".

وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا ستجري تحليلا سريعا للاتفاق وسترد بعد ذلك، وأكد أن أوروبا ستعيش دون النفط الروسي.