إطلالة نور

لكى لا نحرث فى البحر !

محمد هنداوى
محمد هنداوى

إذا كنا نعتبر الإرهاب يمثل تهديداً وخطراً مباشراً على الدولة المصرية ومستقبلها وعملية البناء والتنمية التى تقوم بها الحكومة على مدار السنوات الأخيرة والتى نجحت فيها مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال تحقيق قفزات وأرقام قياسية فى القطاعات الاقتصادية للدولة بشهادة المؤسسات الدولية ـ


 إلا أننى أعتبر مشكلة الزيادة السكانية التى تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد الإحصائيات الأخيرة التى أعلنها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء منذ أقل من أسبوع والتى أعتبرها مفزعة وجرس إنذار وناقوس خطر جديدا يدق فى وجه المجتمع بجميع أطيافه والدولة بجميع وزارتها ومؤسساتها خاصة بعد وصول عدد سكان مصر بالداخل إلى 104 ملايين و250 ألف نسمة بزيادة قدرها 250 ألف نسمة خلال 56 يوما !! لتتصدر مصر المرتبة الأولى عربياً من حيث عدد السكان والثالثة أفريقياً والرابعة عشر عالمياً..
وإذا استمررنا بهذه الوتيرة، فإننا سنزيد حوالى 17.5 مليون نسمة خلال 10 سنوات، وهذا الرقم مما لاشك فيه لا تتحمله موارد الدولة على الإطلاق، وسنظل كأننا نحرث فى البحر ولن يشعر المواطن بثمار التنمية وجهود الدولة الجبارة التى تقوم بها ليل نهار فى كافة المجالات والقطاعات لزيادة ومعدلات النمو وخلق الآلاف من فرص العمل سنوياً لتقليل معدلات البطالة ومواكبة الأعداد السنوية للخريجين من الجامعات خاصة فى ظل الظروف والأزمات الاقتصادية التى يمر بها العالم والتى شهدت قيام العديد من الشركات العالمية الكبرى فى مختلف المجالات تسريح أعداد كبيرة من العاملين لديها بسبب تلك الظروف مع التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم .
المشكلة كبيرة وتهدد مستقبل الدولة واستقرارها الاجتماعى والاقتصادى فى الجمهورية الجديدة فالأرقام المالية التى تنفقها الدولة على المواليد الجدد حتى سن الجامعة سنوياً من الموازنة العامة على الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وباقى الخدمات الأخرى تصل إلى مليارات الجنيهات سنوياً ، كما أنه مع الأرقام القياسية للزيادة السكانية التى نشهدها حالياً سيزداد الإنفاق العام للدولة على تلك الخدمات سنوياً.
أتمنى أن تسرع الدولة وجميع وزارتها وأجهزتها ومؤسسات الخطى فى مواجهة جماعية لتلك الأزمة بعد القرارات والخطوات التى أعلنتها الحكومة خلال عام 2022 وإطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية والذى يهدف الإرتقاء بجودة حياة المصريين وضبط النمو السكانى وتحقيق تكامل فى جهود جميع الجهات التى تعمل فى مواجهة تلك المشكلة وحتى لا يأتى اليوم الذى تصبح فيه الدولة خصماً للمواطن كما عبر الرئيس السيسى مؤخراً فى أحد خطاباته الأخيرة للشعب المصرى عندما لا تتمكن الدولة فى الإنفاق على الخدمات التى يطلبها المواطن .