مشروبات الطاقة .. أرباح بالملايين على حساب أطفالنا

مشروبات الطاقة
مشروبات الطاقة

اسماء سالم

أن تأتي متأخرًا خيرًا من ألا تأتي أبدًا .. حسنا فعلت وزارة التربية والتعليم عندما أصدرت قرارًا بحظر بيع مشروبات الطاقة بجميع المدارس حفاظًا على سلامة التلاميذ بعد التأكد من خطورتها على الصحة العامة وخاصة لمن هم دون الثامنة عشرة.

هذه المشروبات على المدى الطويل تدمر القلب والكبد وتؤثر على الصحة العامة لمن يقبل عليها.
في السطور التالية نستعرض أشهر أنواع مشروبات الطاقة والأضرار الجانبية لتناولها وتوابع قرار وزارة التربية والتعليم بحظر بيعها بالمدارس.

منذ أن ظهرت اعلانات مشروبات الطاقة، على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وهي تستهدف من البداية الشباب والعمال والمراهقين والحرفيين في المناطق الشعبية،  كما تم اختيار فنانين معظم جمهورهم من المراهقين، مثل محمد رمضان وحمو بيكا وعمر كمال .

هؤلاء المشاهير لديهم شعبية قوية، بين تلك الفئات، فمنذ البداية، وهناك خطة واضحة للفئة المستهدفة، وانتشار منتج مشروبات الطاقة بأسرع وقت، لكونهم الفئة الاكثر تأثرًا بالإعلانات التجارية المروجة لهذه المنتجات ، مع خطة إعلانية ناجحة، وسعر مناسب لتلك المشروبات في متناول الايدي، والتي تبدأ من ٥ جنيهات الى ٤٠ جنيها، دون النظر إلى التأثير السلبي، لتلك المشروبات على الشباب والمراهقين فنجحت الشركات فى تحقيق أرباح بالملايين على حساب صحة الاطفال والشباب.

الخطة الإعلانية، ليست جديدة، ففي بعض الدول الأوروبية والأمريكية، تم انتشار الاعلانات التي تستهدف شريحة الرياضيين، ولكن مع اتساع الانتشار أصبحت مشروبات في الأسواق للمراهقين وهم الشريحة الاهم لشركات مشروبات الطاقة.

وبالاعتماد على الخداع والنجوم البارزين للفئة المستهدفة، وسهولة الشراء، مع فخ أن المشروبات، تساعد على تعزيز وتركيز الطاقة البدنية، هو في حد ذاته أحد عوامل الجذب لتلك الفئات.
كما حذرت مديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة، جميع طلاب مدارس من تناول مشروبات الطاقة، و بناء على ما ورد من مديرية الصحة المدرسية بالمنطقة الطبية، أنها لاحظت في عدد كبير من فصول المدارس داخل الإدارات التعليمية، أن الطلاب يشترون مشروب طاقة اسمه «ستينج» من خارج المدارس .

وأكدت على الطلاب أنه ممنوع لمن هم تحت 18 عاما ، وأشارت مديرية التربية والتعليم والتعليم الفني بمحافظة القاهرة، ضرورة التنبيه على جميع الطلاب داخل المدارس بعدم شراء مشروب ستينج، حفاظًا على أرواح وسلامة الطلاب، وحفاظًا على سير العام الدراسي الجديد دون حدوث أي معوقات تؤثر على سير الدراسة، مشيرة إلى أن جميع المدارس ملزمة بالتنبيه على الطلاب بعدم شراء مثل هذه المشروبات من خارج المدارس.


وقالت مديرية التربية والتعليم والتعليم الفني بـ إدارة عابدين التعليمية التابعة لمحافظة القاهرة، في مستند رسمي عممته على جميع المدارس التابعة لها، إنه ممنوع تناول مشروب الطاقة «ستينج» لطلاب المدارس، لافتة إلى أن هذا المشروب يعمل على زيادة ضربات القلب ويسبب الفشل الكلوي، والنشاط المفرط والوفاة المفاجئة والكثير من الآثار الجانبية الخطيرة، موضحة أن هذا المشروب غير مسموح به للسن الصغيرة، وغير معلوم المصدر، وأحيانًا الطلاب يشترون كمية كبيرة منه في اليوم الواحد، مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة, وتسبب في زيادة ضربات القلب والوفاة المفاجئة.

وحرصت وزارة التربية والتعليم على قيام المدرسين بشرح وافي للطلاب عن مدى خطورة مشروبات الطاقة, على صحتهم, ثم نشرت تلك المدارس فيديوهات على صفحات المدارس على مواقع التواصل الاجتماعي, من أجل إطلاع اولياء الامور, ومعرفة أضرار المشروبات الطاقة, بحيث تحمي المدرسة طلابها في داخل أسوار المدرسة وتحميهم خارجها برعاية آبائهم.

قال د. سعيد شلبي استاذ امراض الكبد والجهاز الهضمي، تحتوي مشروبات الطاقة، على ماده الكافيين, والتي تؤثر على الاطفال والشباب بشكل سلبي مما  يجعلهم يدمنونها مع الوقت، كما تحتوي على مواد تساعد على ارتفاع الطاقة بشكل مفاجئ للجسم، مما تزيد ضربات القلب, وتستهدف الشركات المصنعة لتلك المشروبات من أجل انتشارها، في أماكن تجمع الطلاب سواء في الجامعات والمدارس والمراكز التعليمية، ثم يوزعون عينات مجانية، والاطفال والمراهقين يشربونها ويشعرون بالطاقة زيادة، من هنا بداية البحث عنها والاعتياد عليها، فهي من المشروبات الخطيرة جدا، لأنها ترفع من ضربات دقات القلب، مع اضطراب في النوم، كل هذا يجعل الشخص متوتر مضطرب في يومه في نظام حياته وجسمه ويفقد الطفل قدرته على التركيز والانتباه ويؤثر على الناحية النفسية والعقلية لديه فتلك المشروبات, هي عبارة عن  منشط للجهاز العصبي، فالشرب منها باستمرار مع الوقت يسبب الادمان، ويعتاد الشخص على شربها، وبالتدريج تؤثر على الاعصاب ثم القلب ثم ارتفاع ضغط الدم ثم الكبد الذي هو معمل الجسم.

هذه المشروبات يجب منعها نهائيًا، لان سلبياتها اكثر جدا، فهي مضره للصحة على المدى البعيد، ولكن فترة الاعتياد حتى الإدمان تختلف من شخص آخر.

واستكمل د. ابراهيم مجدي استشاري طب نفسي وعلاج الادمان , أن مشروبات الطاقة بها الكافيين الموجودة في القهوة والشاي ومواد المنبهات, والإدمان هو عبارة عن اعتياد الفرد على شرب تلك المشروبات, مثل  السجائر يعتبر ايضًا ادمان, وهناك حالات مدرجة للعلاج من مشروبات الطاقة.

وهناك عدة طرق للعلاج من تأثير مشروبات الطاقة إما بالتقليل تدريجيًا أو استبدالها بأنواع من المنبهات أقل حتى الانتهاء وخروجها من الجسم او الاعتماد على بعض الاعشاب فطرق العلاج تختلف من شخص إلى آخر.

من أعراض مشروبات الطاقة لكي ينتبه اليها الاهل في المنزل هي عدم النوم والتركيز والنشاط العالي  وكثرة الحركة.. و لو شرب الشخص كميات كبيرة منها سوف يتعرض لارتفاع الضغط وزيادة ضربات القلب.

تقدم بعض النواب بطلبات إحاطة مطالبين وزارة التربية والتعليم بالرقابة على منافذ بيع المنتجات الغذائية والمشروبات في المدارس للتأكد من عدم احتوائها على أي منتجات ضارة بالطلاب من مشروبات الطاقة لأنها لا تتناسب مع الفئات العمرية الأقل من 18 عامًا وزادت معدلات بيعها للطلاب بشكل يضر بصحتهم.

فقد قال النائب أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب ,لــ اخبار الحوادث,  يجب على وزارة التربية والتعليم بكل الوسائل سواء علي السوشيال ميديا او الاعلام, بالإسراع في عمل حملات توعية من مخاطر تناول هذا النوع من المشروبات على الأطفال والمراهقين .

وحذرت ابحاث علمية من المشروبات الطاقة، حيث حذر باحثون بجامعة بون في ألمانيا من أن مشروبات الطاقة المليئة بمادة الكافيين يمكن أن تغير من طريقة نبضات القلب، وتمكن الفريق البحثي الألماني من إجراء فحوصات لـ17 شخصا بعد ساعة من تناولهم لأحد مشروبات الطاقة ، وأظهرت الدراسة أن تقلصات القلب كانت أكثر نشاطًا بعد تناول ذلك المشروب.
وقد أشارت دراسة نشرت في العام 2017 بمجلة جمعية أمراض القلب الأمريكية إلى أن جسم الإنسان يتعامل مع الكافيين بشكل مختلف عندما يكون مختلطا مع المكونات الأخرى الموجودة بمشروبات الطاقة ، وقد خلصت الدراسة إلى أن المكونات الإضافية التي تحويها مشروبات الطاقة هي المتسبب الرئيسي لذلك لكونها تتضمن بعض الأعشاب مثل الجينسينغ والحمض الأميني “تورين” الذي يزعم مروجوه أنه يعزز من طاقة الإنسان.

أقرأ أيضأ : تدمر حالتهم النفسية.. دول تحظر هذه المشروبات على الأطفال