بعد 4 سنوات من بدء تطبيق التجربة .. «التابلت» فى الدولاب!

التابلت المدرسي
التابلت المدرسي

أحمد جمال

حينما أقدم الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم سابقًا على خطوة إدخال التابلت كوسيلة تعليمية وأداة لخوض امتحانات المرحلة الثانوية فى العام الدراسى 2018/2019، قال إن هدفه مساعدة الطلاب فى الوصول لجميع مصادر المعرفة الرقمية المختلفة، وأطلق على التجربة «منظومة التابلت» غير أن التجربة لم تأخذ طريقها فى التنفيذ بحسب الأهداف التى أعلنها، وأخذ الاهتمام بالتابلت فى التراجع إلى أن أضحى غالبية الطلاب يشكون من عدم استخدامه مع انتصاف الفصل الدراسى الأول وقبل شهر واحد فقط على امتحانات نصف العام.

على مستوى وزارة التربية والتعليم، تراجعت القرارات المنظمة والموجهة لاستخدام التابلت هذا العام مع تولى الدكتور رضا حجازى الوزارة، كما أن التابلت لم يصل لكافة طلاب الصف الأول الثانوي، ما دفع الوزارة لإصدار قرار بخوض الطلاب الذين لم يتسلموه الامتحانات ورقيًا حال لم يصل إليهم فى موعد أقصاه منتصف ديسمبر، وهو ما يشير لوجود مشكلات جمة تعترض الاعتماد عليه فى التعلم والامتحانات تحديداً فى ظل عدم طباعة الكتب المدرسية لطلاب المرحلة الثانوية.

وتلقت «آخرساعة» شكاوى عديدة من طلاب أكدوا أنهم لم يستخدموا الأجهزة التى تسلموها بعد مرور شهر ونصف على انطلاق العام الدراسي، وأن الاعتماد الأساسى داخل المدرسة على الكتب الخارجية والملخصات التى يعتمد عليها المعلمون فى الشرح بديلاً للكتاب المدرسي، دون أن يتلقوا أى تعليمات بكيفية استخدامه أو تعريفهم بطريقة البحث المعلوماتى والتعليمى عبر بنك المعرفة، واعتبروا أن الاعتماد على طرق التعلم القديمة القائمة على الحفظ والتلقين هى السائدة فى مدارسهم.

فى الدولاب

ويقول أحمد محمود، الطالب بالصف الأول الثانوى بإحدى مدارس الجيزة، إن التابلت لم يخرج من دولابه فى منزله منذ أن تسلمه قبل شهر تقريبًا، وأن مدرسته طالبت الطلاب بالانتظار لحين تدريبهم على كيفية الامتحان عليه فى منتصف الشهر المقبل، وأن ما يقوم به الآن هو عملية تحديث مستمرة لـ«سوفت وير» الجهاز فى المنزل وتجهيزه لامتحانات نصف العام، مشيراً إلى أن الكثير من زملائه لا يجيدون التعامل مع «السيستم» الخاص به، كما أن إعلان وزارة التربية والتعليم إجراء الامتحانات على السيستم الداخلى للمدرسة دفع الكثيرين لعدم شراء شريحة الموبايل.
ويضيف أن الامتحانات الشهرية التى تعقدها الوزارة تتم ورقيًا وكان من الممكن توظيفها للاستعداد الجيد لامتحانات نصف العام، وأصبح لدى العديد من الطلاب قناعة بأن الامتحانات قد تكون ورقية أيضًا فى النهاية فى ظل إهمال التابلت وغياب الحديث عنه داخل أروقة المدرسة.

أسئلة الطلاب

ويتخوف إبراهيم سالم، الطالب بالصف الأول الثانوى بإحدى مدارس محافظة سوهاج، من أن يصيب التابلت الخاص به مشكلات تقنية نتيجة إغلاقه لفترات طويلة، وفى الوقت ذاته يخشى من اصطحابه إلى المدرسة حتى لا يتعرض للتلف، وفى تلك الحالة سيكون عليه الذهاب إلى التوكيل الرئيسى للشركة التى تورده بمحافظة أسيوط، نظراً لأن محافظته لا يتوفر بها توكيل خاص لإصلاحه.
ويشير إلى أن العديد من الأسئلة التى يوجهها الطلاب لمعلمى المواد بشأن استخدامه فى المنزل أو كيفية الاستفادة به لا تجد إجابات شافية أو مقنعة، وفى أغلب الأحيان يكون الرد بأن التابلت وسيلة للامتحان فقط.
وقال أحمد عطوة، معلم ثانوى بإحدى مدارس محافظة الشرقية، إن التابلت ليس له أى استخدام داخل المدرسة، وأن كثيراً من المدارس قامت بإهماله نتيجة عدم توصيل الألياف الضوئية «فايبر» إليها وكان لزاماً عليها استخدام شبكة الإنترنت، وفى ظل حالة عجز ميزانيات المدارس وعدم توفر مبالغ تسمح بدفع فواتير شهرية للإنترنت جرى تجاهله خلال العامين الماضيين.

وأضاف: «ومع إمداد المدرسة بالألياف الضوئية واجه المعلمون مشكلة أخرى تتعلق بعدم تدريبهم بشكل كافٍ على استخدامه، ولم يكن هناك استفادة منه، خاصة أن الطلاب يدركون بأن كتب المدرسة الموجودة عليها يمكن الاستغناء عنها من خلال الكتب الخارجية، بالتالى فإن التابلت فقد هدفه كوسيلة تربوية أو تعليمية، كما أن العديد من الطلاب الذين لديهم اهتمامات ببنك المعرفة يستطيعون الوصول إليه من خلال أجهزة المحمول أو الكمبيوتر دون الحاجة لاستخدام التابلت»، مشدداً على أن إلغاءه سيكون أمراً حتميًا إذا استمرت عملية تجاهل استخدامه داخل المدارس.

وأكدت شيماء على ماهر أدمن جروب «نبنى بلدنا بالتعليم» على موقع «فيسبوك»، وهى أيضًا ولية أمر طالب بالصف الثانى الثانوي، أن المدرسة لم تطالب الطلاب بعد باصطحابه إلى المدرسة، وأن الطلاب من جانبهم لديهم هدف أساسى يتمثل فى الحفاظ عليه من التلف وانتظار التعليمات التى تأتى إليهم من المدارس للتدريب عليه قبل انطلاق امتحانات نصف العام الدراسي.

وأوضحت أن الاعتماد الرئيسى لابنها على الكتب الخارجية ونماذج الأسئلة التى توفرها إليهم مدرسته، مشيرة إلى أن هناك حالة من الإهمال الواضحة تجاه التعامل مع التابلت كوسيلة تربوية وأن المدارس فى العام الماضى كانت أكثر اهتماماً به بخلاف هذا العام، فى ظل اهتمام وزير التعليم السابق طارق شوقى بإنجاح التجربة.

اختبار إليكترونى

وبحسب مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم، فإن الوزارة تنوى عقد الاختبار التدريبى الأول لطلاب الصفين الأول والثانى الثانويين إلكترونيًا على أجهزة «التابلت» منتصف ديسمبر، وأن الهدف منه تدريب الطلاب على شكل وطريقة الأسئلة وأسلوب الإجابة على «التابلت» بعد تعديل مواصفات الورقة الامتحانية، وكذلك اختبار كفاءة منصة الامتحانات والسيستم الذى سيتم استخدامه قبل عقد الاختبارات بمدة مناسبة.
ويشدد على أن الوزارة ستقوم بعقد امتحانات هذا العام عبر الألياف الداخلية بكل مدرسة بما يجنبها مشكلات انقطاع الإنترنت، وأن الفترة المقبلة سيكون هناك اهتمام فاعل بعملية التأكد من سلامة السيرفرات، مشيراً إلى أن الوزارة تدرس كيفية التعامل مع حالات انقطاع الكهرباء أثناء الامتحان عبر التنسيق مع المحليات ووزارة الكهرباء.

وأكد المصدر ذاته أن تجربة التابلت فى المرحلة الثانوية مستمرة كما هى منذ بداية خطة تطوير العملية التعليمية، ولا يمكن الاستغناء عنه فى ظل عدم طباعة الكتب الورقية، كما أن الوزارة لديها أهداف أخرى من التجربة تتمثل فى إطلاع الطلاب على الكتب الإلكترونية والدخول على المنصات التعليمية التى توفرها الوزارة للطلاب بشكل مجانى ومتابعة عدد من حصص قناة مدرستنا عبر التابلت.. وأوضح أن الوزارة تعمل على توفير خطوط للإنترنت بشكل شبه مجانى للطلاب للدخول على الإنترنت فضلا عن توفير خدمة عمليات التحديث بصفة مستمرة للأجهزة للطلاب وإمدادهم بالمعلومات التى تفيدهم خلال العام الدراسي.

تعليمات الوزير

ووجه الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بقيام مدير المدرسة بالعرض على مدير الإدارة التعليمية فيما يتعلق بطلاب الصف الأول الثانوى الذين لم يتسلموا التابلت أو تأخر استلامهم له حتى منتصف ديسمبر؛ والموافقة على أن يعقد امتحانهم ورقيًا، ويتولى مدير المدرسة إدارة الامتحانات وفق القواعد المقررة، الإشراف الكامل على التقدير وإعلان النتيجة.

حيث قال الوزير فى خطاب رسمى أرسله لمديريات التربية والتعليم، إنه سيتم عقد امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى للفصل الدراسى الأول على مستوى الإدارة التعليمية وستعقد وفقا للمواصفات التى حددها المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوي، وأن امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى ستشتمل على أسئلة اختيار من متعدد (MCQ) بنسبة 85% سيتم حلها باستخدام التابلت، كما ستشتمل امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى أسئلة مقالية قصيرة (Short. Essay) بنسبة لا تتعدى 15% يجيب عنها الطالب ورقيًا.

وسيتم تشكيل لجان على مستوى الإدارات التعليمـــية لإعــــــداد مـفــــــردات اخـتـبــاراتـيـــة لامتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى العام، وفق مواصفات الورقة الامتحانية التى أعدها المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى وفق طبيعة كل مادة دراسية.

وأوضح أنه سيتم توفير عدد مناسب من نسخ الامتحان كاملاً ورقياً احتياطياً، وسيتولى مدير الإدارة التعليمية الإشراف على إعداد جداول امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوي، وإجرائها ومتابعة تنفيذها، كما سيتولى مدير الإدارة التعليمية اعتماد نتيجة الصفين الأول والثانى الثانوي.

أقرأ أيضأ :أحمد موسى يشيد بقرارات وزير التعليم عن امتحانات الثانوية: تحقق مبدأ تكافؤ الفرص.. فيديو