ملكة الرقص الشرقي على «البالون»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: محمد بركات

يواصل فريق عمل مسرحية “شفيقة المصرية” بروفات مكُثفة على مسرح “البالون” التابع للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، تمهيداً لعرضها منتصف ديسمبر.. “أخبار النجوم” ألتقت أسرة وصناع العرض، الذين تحدثوا عن كواليس العرض، والبروفات التي يواصلون تكثيفها.

تعيد مسرحية “شفيقة المصرية” الأجواء الاستعراضية إلى مسارح الدولة، بعد سنوات طويلة من الغياب، خاصة أنها عن سيرة ذاتية لواحدة من نجمات الاستعراض والرقص والغناء في بداية القرن العشرين، وسبق وأن قدم عنها فيلم سينمائي بعنوان “شفيقة القبطية” عام 1962 بطولة الراحلة هند رستم، بينما يقوم ببطولة العرض المسرحي الفنانون علا رامي، محسن صبري، منة جلال، دعاء سلام “سوليست فرقة رضا”، محمد حسني، هاني النابلسي، فادي خفاجة، والمطرب أكمل، وتأليف مصطفى سليم، ألحان صلاح الشرنوبي، أشعار جمال بخيت، ديكور حازم شبل، وإخراج محمد صابر.

في البداية يقول محمد صابر مخرج العرض: “(شفيقة المصرية) تتحدث عن المسرح الاستعراضي في مصر، من خلال معالجة للفيلم المصري الشهير (شفيقة القبطية)، والنص تأليف د. مصطفى سليم، أشعار الكاتب جمال بخيت، ألحان صلاح الشرنوبي، ديكور حازم شبل، ونحن في حاجة لمثل هذه العروض، فالمسرح الاستعراضي نفتقده منذ سنوات، واختيار مسرح (البالون) لأنه مخصص لاستضافة هذا النوع من العروض، والنص بصدد تقديم السيرة الذاتية لأعرق راقصة في مصر، وتدور فكرة العرض حول فتاة من أسرة ملتزمة وتحب الرقص، وفي يوم تذهب لحضور فرح وطلب منها الحضور الرقص بسبب تأخر الراقصة وتأتي حينها الراقصة الأصلية وتكتشف تلك الفتاة التي تتحول بعد ذلك لأهم وأغنى راقصة في مصر”.

وعن الصعوبات التي واجهها أثناء التحضير للعرض أوضح صابر: “تقديم عروض غنائية استعراضية أمر شاق وصعب، فاختيار من سيقدم الاستعراض، وعمل مزج بين الدراما والاستعراض كلها أمور ليست بالسهلة، وهناك صعوبات في اختيار الموسيقى والاستعراض المقدم، وكذلك الإنتاج، لكن الحقيقة في هذا الشق الإنتاجي استطاع د. عادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية ،الاستعراضية تذليل كل العقبات الإنتاجية، وكان هناك صعوبة في اختيار أبطال العرض، فالمسرحية بأكملها استعراضية، ووقع الاختيار على راقصة (فرقة رضا)، الفنانة دعاء سلام، وتبقى لدينا شق أهم، وهو التمثيل، حيث بدأنا في عمل ورشة تمثيل، وكان لديها قدرة كبيرة للتعلم وهى فى نفس الوقت ابنة من أبناء الفنون الشعبية والاستعراضية المنوط به إنتاج هذه الأعمال، والحمد لله كانت النتيجة مرضية جداً، ووقع الاختيار كذلك علي الفنانة علا رامي ومنة جلال والذين لديهم قدرة أيضًا علي الاستعراض”.

وعن مقارنة المسرحية بفيلم “شفيقة القبطية” يقول صابر: “المسرحية بعيدة تماماً عن الفيلم، أولاً المسرحية تحمل اسم (شفيقة المصرية)، حيث ولدت شفيقة عام 1856 وتوفت عام 1923، الفيلم قدم بعد ثورة 1952، وهنا وضحنا ذلك، و(شفيقة) لم تتزوج ولم تنجب، والحقيقة أنها كانت متبنية، لأنها في الفيلم كانت أم للفنان حسن يوسف، أيضا توجد تفاصيل لم يتطرق لها الفيلم لكنها مهمة جداً في الاستعراض، فعندما سافرت إلى فرنسا، كانت لها (براندات) باسمها، ولديها أيضا كازينو خاص بها في مصر يجمع الكثير من الراقصات حول العالم، فهي كانت تتعلم منهن كل شيء، ويركز العرض على المسرح الاستعراضي لأن المشاهد لا يهمه تاريخ ميلاد وحياة (شفيقة)، لكن يهتم بتقديم كيف أصبحت أهم راقصة في الرقص الشرقي في مصر والوطن العربي، مع تطعيم الدراما بالاستعراض بشكل مبسط وسهل”.

الفنانة دعاء سلام بطلة “فرقة رضا” وبطلة العرض، قالت عن مشاركتها: “رغم أنني أقوم بتدريب الأجانب على الرقص منذ ما يقرب من 20 عام، وأنا إحدى تلاميذ الفنان الراحل محمود رضا، والحمد لله أمتلك توليفة إستعراضية كبيرة، ورغم ذلك أشعر بتوتر شديد من تقديم شخصية (شفيقة القبطية)، وهو دور بطلة القصة، لأنها التجربة الأولى لي في عالم التمثيل، كما أنني أقدم استعراضات المسرحية، لكن في المقابل متحمسة بشدة للعرض المسرحي الغنائي الاستعراضي الجديد، التي تعتبر أول راقصة طورت الرقص الشرقي بعد الراقصة (شوق)، وحاولت أن تصنع اسمها حتى لا يتم تشبيهها بأحد، كما اخترعت رقصة تدعى (فاينال) التي تعتمد على وضع الشمعدان على الرأس، و(الصوان)  على بطنها، فهي أحبت أن تقوم بصنع طريقة خاصة بها”، وتضيف دعاء: “حينما سافرت (شفيقة) إلى فرنسا كان لها (براند) باسمها، ولديها أيضا كازينو خاص بها في مصر، وكانت مدرسة في الاستعراض، وعلمت الجيل الذي تلاها معنى الرقص الشرقي”.

اقرأ أيضًا

تعرضت لجميع أنواع الخيانة.. أبرز تصريحات «علا رامي»| إنفوجراف 

من نجمات العرض أيضا، الفنانة علا رامي، التي أكدت أن ما يميز العمل هو الاستعراض والغناء، لكنه أيضا يجمع ما بين الكوميديا والتراجيديا، وتستكمل حديثها بالقول: “أجسد دور الراقصة (شوق) التي ترقص للبشوات فقط، وهي أول من اكتشف (شفيقة المصرية)، وقامت بتربيتها وعلمتها أصول الرقص الشرقي، ونحن الآن في مرحلة البروفات المكثفة إستعدادا لعرض المسرحية منتصف ديسمبر على (البالون)، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور”. 

وعن إستعدادها للدور قالت: “الأعمال المقتبسة عن السيرة الذاتية صعبة للغاية على صناع العمل، لأنها تأخذ مجهودًا ووقتًا كبيرًا مقارنة بالمسرحيات الأخرى بسبب تقديم الحقيقة كاملة، وأحياناً لا يكون لدينا معلومات أو أعمال عن السيرة الذاتية لأي شخصية سواء كتب أو أفلام وثائقية، وهذا شيء صعب على صناع العمل٫

وتتابع علا: “هذه المسرحية ستكون من أصعب ما قدمت، وذلك يرجع للديكورات القديمة، وتجسيد شخصية مضى على عصرها 100 عام، ولا يوجد لها مراجع كافية، ومطالب من صناع المسرحية تقديم العرض بشكل مكثف، وفي نفس الوقت يحاولون عدم الإطالة في محتوى القصة وتقديمها بشكل جاذب لرواد المسرح ٫

أخيرا، قال هاني النابلسي، أحد أبطال العرض: “أجسد شخصية (عدلي أفندي) سكرتير (راغب باشا شكري) الذي يجسد شخصيته الفنان محسن صبري، وأقوم بتجهيز حفلات القصر بشكل كوميدي، ثم أقدم (شفيقة) لـ(راغب باشا) الذي يقع في حبها ويقدمها لحفلات (الخديوي إسماعيل)، وتصبح أكبر راقصة في هذا الوقت، وأقوم بمرافقة (شفيقة) خلال رحلتها، ثم يتدهور بها الحال ويصيبها الفقر، وأثناء مروري بإحدى الشوارع أجدها جالسة على الرصيف وتقول لي: (أنا شفيقة)، لأقدم لها المساعدة، وكانت هذه نهايتها التي لا تختلف عن نهايات الكثير من نجوم الاستعراض”.