«يخلق من الشبة أربعين».. جملة وثقتها الأديان والعلم

يخلق من الشبة أربعين
يخلق من الشبة أربعين

كثيرا ما نسمع جملة «يخلق من الشبه أربعين» وهي جمله توحي بالشبة الشديد الذي يمكن أن يكون بين شخص والأخر، ولكن هل تعلم بأن مضمون هذه الجملة الشهيرة موجود منذ ولادة سيدنا إبراهيم عليه السلام؟.


أشباه النبي محمد: 


هيا بنا في جولة عبر الزمان وتحديدا  في زمن سيدنا محمد، حيث يقال بأن النبي محمد كان يشبه كثير سيدنا إبراهيم عليه السلام، وفسر العلماء ذلك بأن النبي محمد من سلالة سيدنا إبراهيم في الأصل. 

ولكن الغريب بأن صله القرابة ليست فقط السبب في وجود تشابه بين الأشخاص، حيث أنه كان يوجد اثنين يشبهان النبي بشكل كبير ولكن لم يكن هناك صله قرابة مطلقا، بالإضافة إلى الصحابي «مصعب بن عُمير»، والذي سقط شهيدًا يوم غزوة أُحد؛ بعدما قتله «ابن قمئة»، ظنًا منه أنه الرسول صلى الله عليه وسلم، بسبب التشابه الشديد فيما بينه. 

قصه برئ في السجن والتهمه «يخلق من الشبه 40»: 


ومن ناحية أخرى  دفع ، «ريتشارد أنتوني جونز – أحد سكان الولايات المتحدة الأمريكية» 17 عامًا سجنًا من عمره، والسبب جريمة لم يرتكبها، حيث أدين عام 1999 بجريمة سرقة، وفي تفاصيلها: «انتزع هاتفا محمولا من يد امرأة في مرآب سيارات متجر ثم فر هاربًا».


لكن بعد سنوات، لجأ «جونز» إلى نشطاء  من حقوق الإنسان، الذين اكتشفوا أن شبيهًا له هو المرتكب الحقيقي للجريمة، وعثروا بالفعل عليه وتبين أن اسمه «ريكي لي آموس»، ويعيش بالقرب من منزل جونز ومسرح الجريمة أيضا، بحسب موقع «CNN» الإخباري، ليتلقى تعويضا قدره 1.1 مليون دولار عن قضائه 17 عاما في السجن بسبب جريمة لم يرتكبها.

«نحن أولاد أدم وحوا».. الدين والعلم وجهه لعمله واحد: 


«الدكتور مبروك عطية - عميد كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر فرع سوهاج»، يعلق على رؤية الشرع لمبدأ تشابه البشر شكلا، بقوله: «إن تحقُق الشبه موجود أولا بصفة عامة، فالله خلقنا جميعًا من آدم وإن اختلفنا طولا وقصرًا ولونًا»، مستشهدًا بالآية الكريمة: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ».


لكن من الثابت بنص الحديث الشريف؛ حيث حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رحلته ليلة الإسراء والمعراج، وذكر النبيين وبعضًا من أهل النار، ولا شك في أنهم من الكفرة الفجرة وخص منهم رجلا كان أول من أدخل الأصنام إلى مكة، واسمه عمرو وقال: هو أشبه ما يكون بدحية الكلبي، والذي كان معروفًا بأنه جميل الوجه، وكان صحابيًا كريمًا ففزع (دحية)، وقال: أيضرني شبهه يا رسول الله؟، فأجابه النبي: لا.. أنت مؤمن وهو كافر»، بحسب ما ذكره الدكتور مبروك.


ويرى الدكتور مبروك فيما تحدث به إثبات على وجود شبه بين المسلمين وغيرهم في الشكل، لكن يظل الاختلاف في مضمون الإيمان، ولعل هذا الشبه يسوق معنى جميلا في أن يرى كل إنسان أخاه وكأنه نفسه فيرفق به ويعطف عليه ويرحمه ويعينه؛ لأن الجميع من نفس واحدة.


كما تحدثت الدكتورة هدى العاصي مدرسة الوراثة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، عن أن جينات البشر بشكل عام متشاركة؛ إذ إنها تعود في النهاية إلى مصدر واحد «آدم وحواء».


ومع وجود نحو 30 ألف جين بشري تم التوصل إليها حتى الآن، وهذا العدد قابل للزيادة مع الاكتشافات الجينية الجديدة، يمكن جدًا أن يكون للأجداد المشتركين دور في وقوع حالات تشابه بين إنسان وآخر حتى ولو كان في قارة أخرى.


وتؤكد الدكتورة هدى أن كثيرًا من الاكتشافات لا تزال تزيح الستار عن النقاط المبهمة في «DNA»، وبطبيعة الحال لكل منها وظيفتها المحددة، وضربت مثالا على نفسها، بقولها: «كثيرون من زملائي وحتى أبنائي يشبهونني بالفنانة سوسن بدر».

اقرأ ايضا| «زي النهاردة».. مأساة «بوبال» أسوأ حادث صناعي بالتاريخ