أكد خبراء الفلك أن ليالي ديسمبر تلوح بنسماتها الباردة وهذا العام يزينها كوكب المريخ كجوهرة حمراء تشاهد في سماء المساء وهو ما يحدث كل عامين تقريباً حيث تلتقي الأرض والمريخ أثناء دورانهما حول الشمس ويكونان في اقرب مسافة بينهما وقد حدث ذلك في الثلاثين نوفمبر حيث فصل بينهما مسافة تزيد قليلاً عن 80 مليون كيلومتر.
اقرأ أيضا| ماهي ظاهرة «اوميجا» سراب غروب الشمس؟
وأضاف خبراء الفلك أن في الثامن من ديسمبر ستكون الأرض والمريخ في ما يسميه علماء الفلك بالتقابل عندما تكون الأرض في خط بين المريخ والشمس و الكوكبان حيث يفصل بينهما ما يزيد قليلاً عن 82 مليون كيلومتر.
وأكد الخبراء ان الأرض والمريخ يدوران حول الشمس في مدارات تامة الاستدارة وفي نفس المستوى بالضبط تكون الأرض والمريخ في أدنى مسافة فاصلة بينهما في الثامن من ديسمبر ولهذا السبب نفسه ليست كل مسافات التقابل متساوية فالبعض أقرب بكثير من البعض الآخر.
وأكد الخبراء أثناء التقابل يكون المريخ والشمس على جانبين متقابلين من السماء تمامًا مثل القمر البدر حيث يظهر المريخ فوق الأفق عند غروب الشمس ويغرب عند شروقها لذا فهو يمكن مشاهدته طوال الليل.
و المريخ هذا الشهر هو ثاني ألمع جسم في سماء المساء بعد كوكب المشتري خاصة مع اختفاء كوكب الزهرة بعد غروب الشمس بوقت قصير عندما تشاهد بعينك المجردة كوكب المريخ في الشرق وهو الكوكب الأحمر.
المريخ يمكن رؤيته بواسطة التلسكوبات الصغيرة في ديسمبر ولكن يفضل الانتظار ليرتفع المريخ عاليًا في السماء بحيث يصبح فوق الطبقة السميكة من الغلاف الجوي الضبابي للأرض بالقرب من الأفق وبعد ذلك الاستمتاع برؤية أو أي كوكب آخر حتى تتمكن عينك من التكيف .
واضاف خبراء الفلك تعتبر القبة القطبية الشمالية أحد أسهل تضاريس السطح التي يمكن رؤيتها على المريخ علما بأنه في معظم التلسكوبات ترى الصورة مقلوبة وإذا كان الأمر كذلك مع تلسكوبك ستظهر القبة القطبية على شكل لطخة بيضاء على الجانب السفلي من قرص المريخ.
وفى مساء يوم السابع من ديسمبر أو في الصباح الباكر من يوم الثامن ديسمبر تشهد معظم أمريكا الشمالية و غرينلاند وشمال غرب أوروبا مرور القمر أمام المريخ في ظاهرة تسمى الاحتجاب والتي يمكن أن تحدث عدة مرات في السنة لكوكب معين إلا انه يمكن أن تمر سنوات لموقع محدد على الأرض ليشهد مثل هذا الحدث مرة أخرى.
و المشتري وزحل أيضًا يتم رؤيتهما بواسطه التلسكوب هذا الشهر بل كما يمكن رؤية أقمار كوكب المشتري الأكثر إشراقًا وأحزمة السحب التي تحيطه والاستمتاع بنظام حلقات زحل الرائع و هما قد لا يكونان بنفس اللمعان كما كان منذ أشهر مضت لأن مسافاتهما عن الأرض تزداد إضافة لذلك يقترب زحل أيضًا من الأفق بتأثيراته الضبابية.
و كما يظهر كوكب عطارد واضحاً في النصف الأخير من هذا الشهر حيث ستصبح الزاوية التي تفصله عن الشمس أكبر في الحادي والعشرين من ديسمبر ويمكن رؤيته من خلال تلسكوب صغير ومن السهل إلى حد ما رؤيته بالعين المجردة نظرا للمعاينة في وقت مبكر من شفق المساء حيث سيكون منخفضا بالأفق الجنوبي الغربي لذلك يجب عدم الانتظار لفترة طويلة للبحث عن عطارد لأنه يهبط تحت الأفق بعد حوالي ساعة من غروب الشمس.
وأفاد الخبراء أن كوكب الزهرة الأكثر إشراقًا ليس بعيدًا عن عطارد ولكنه أقرب كثيرًا في السماء إلى غروب الشمس ويضيع في وهجها ولكن يناير 2023 سيتألق كوكب الزهرة في وقت مبكر من المساء.
بينما القمر سيكتمل بدراً هذا الشهر و المعروف باسم القمر البارد وذلك في الثامن ديسمبر وهذا يمثل مشكلة لأنه سيزامن من شهب التوأميات التي تبلغ ذروتها في 14-15 ديسمبر على الرغم من ذلك فإن التوأميات شهب غزيرة الإنتاج لذلك يمكن رؤية بعض الشهب على الأقل خاصةً في المواقع البعيدة عن التلوث الضوئي للمدن.
وتكون هناك شهب أخرى تسمى الدبيات والتي ستبلغ ذروتها في ليلة 22 و 23 ديسمبر ولكن لن يكون للقمر تأثير عليها ولكن هذا الشهب تنتج فقط حوالي 10 إلى 15 شهاباً بالساعة وتستحق المتابعة إضافة أن القاطنين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ستكون سماء الليل الطويلة في شهر ديسمبر مزينة ببعض المجموعات الأكثر سطوعًا في العام والتي تستحق رؤيتها.
ويرصد عالمياً الفرس الأعظم (بيغاسوس) أو الحصان المجنح فى السماء الجنوبية الغربية مع الملكة ذات الكرسي كاسيوبية والتي تبدو وكأنها "W" مشرقة عالياً في الأفق الشمالي والدب الأكبر (أورسا ماجور) سيكون منخفضًا جدًا في بداية الليل في الأفق الشمالي كذلك الدب الأصغر المعروف أيضًا باسم (اورسا مينور) معلق بمقبضه فوق الدب الأكبر، ويلمع نجم الشمال (بولاريس) في نهاية مقبضه نظرًا لأن نجم الشمال يضيء مباشرةً فوق القطب الشمالي للأرض و يبدو أن جميع النجوم في سماء الليل تدور حوله مرة كل 24 ساعة.
و أفضل جزء من سماء ديسمبر ترصد في الأفق الشرقي بحلول الساعة 8 إلى 9 مساءً حيث ترى نجوم الجوزاء (الجبار أو الصياد اورايون) المرصع بالنجوم الثلاثة الساطعة المتتالية التي تصنع حزام الجبار و هذه النجوم دائمًا ما تكون رائعة تسبق نجوم الثور المشرقة مع عنقود نجوم الثريا.
كما تظهر نجوم الجوزاء وهم نجوم التوأمان مع النجوم الساطعة (كاستور) و (بولاكس) التي تميز رؤوس التوأم غير الأشقاء الذين يحملون الاسم نفسه.
و يصادف يوم الأربعاء 21 ديسمبر الانقلاب الشمسي حيث تسطع الشمس مباشرة في الظهيرة فوق مدار الجدي جنوب خط استواء الأرض وهي أطول ليلة في العام في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وأقصر ليلة في النصف الجنوبي وبعد ذلك وحتى أواخر يونيو 2023 في النصف الشمالي للأرض تتسلق الشمس تدريجياً شمالاً وتصبح أعلى وأعلى في السماء والعكس صحيح بالنسبة لمن يعيشون في نصف الكرة الجنوبي.
