«الطاقة المتجددة.. الهيدروجين الأخضر نموذجًا»..

ندوة بالأعلى للثقافة نحو عالم بلا انبعاثات كربونية

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

أقام المجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان: "الطاقة المتجددة: الهيدروجين الأخضر نموذجًا"، نظمتها لجنة الجغرافيا والبيئة ومقررها الدكتور عبد المسيح سمعان.

وجاء ذلك تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة؛ وبأمانة الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة؛ وبإشراف الكاتب محمد ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية.

وأدار الندوة د.عبد المسيح سمعان أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس ومقرر اللجنة، وشارك بها كل من: الدكتورة أنهار حجازي، خبير الطاقة والتنمية المستدامة، والدكتور حمدي كمال هاشم خبير الدراسات البيئية وعضو لجنة الجغرافيا والبيئة، والدكتور محمد عبد الدايم الصاوي خبير الطاقة المتجددة.

وتأتي تلك الندوة ضمن الفعاليات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية بمناسبة استضافة جمهورية مصر العربية لقمة المؤتمر السابع والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (#cop27egypt).

وتحدثت الدكتورة أنهار حجازي عن الطاقة والتغييرات المناخية وفرص تحقيق استدامة التنمية في مصر، مشيرة إلى الآثار المتوقعة لتغير المناخ على مصر ومحيطها الإقليمي، وتطور الانبعاثات العالمية الإجمالية ومساهمة الطاقة بها، إذ بلغت الانبعاثات العالمية في عام 2015 ما يتعدى 5 جيجا طن في السنة، من ثاني أكسيد الكربون المكافئ، ومن المتوقع زيادتها بحلول عام 2030 بحولي (45-110%).

وأكدت حجازي أن تحقيق هدف اتفاق باريس للمناخ يتطلب خفض الانبعاثات العالمية حتى عام 2050 بحوالي 400 جيجا طن في السنة من خطط المساهمات الوطنية التي تقدمت بها الدول خلال قمة المناخ 2015.

ذاكرة عناصر وتأثيرات التحول العالمي في نظم الطاقة، وعلى رأس عناصر التحول الاعتماد على الطاقة المتجددة، بما في ذلك تحقيق زيادة في إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، وزيادة التطبيقات المباشرة للطاقة المتجددة في التسخين الشمسي، وتطوير وتنمية الشبكات الكهربية، وكذلك تحسين كفاءة الطاقة في قطاعات الاستهلاك النهائي، وزيادة استخدام الكهرباء في قطاعات الاستخدام النهائي، وتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر.

ومشيرة إلى تأثيرات التحول ومنها المؤشرات المتوقعة للتحول في نظام الطاقة العالمي حتى عام 2030، والتأثير في استثمارات قطاع الطاقة العالمي والتأثير في الدخل القومي الإجمالي، والآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتحول نحو التشغيل وفرص العمل، وتوفير فرص توطين التقنيات وانخفاض الانبعاثات وتحقيق استدامة الطاقة في إطار الاستراتيجية الوطنية المصرية.

وترى حجازي أن الهيدروجين الأخضر تقنية أساسية تمكن الدولة من التوسع في إنتاج الطاقة الجديدة، ولا بد من اعتماده كواحد من عناصر نظام التحول في نظام الطاقة المصري، وهو توجه متعدد الجوانب والفوائد، ويمكن أن يسهم في تحقيق استدامة التنمية، إلا إن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها، وإنما يتطلب جهودًا واستثمارات متعددة، فهل نستطيع مواجهة التحديات وتحقيق تكامل الجهود المصرية في تحقيق مستقبل مشرق ومستدام لمصرنا الحبيبة؟ نعم نستطيع.

وتحدث الدكتور حمدي كمال هاشم عن أول اهتمام له بالهيدروجين الأخضر عام 2016، إذ بدأ الاهتمام به في استراتيجية الطاقة المتجددة، ولكن لم يطلق ملف الهيدروجين الأخضر بشكل رسمي سوى في مؤتمر شرم الشيخ للمناخ 2022.

وراح يعدد مزايا الهيدروجين الأخضر إذ ظهرت تقنيات الهيدروجين الأخضر في سبعينيات القرن العشرين ثم تعثرت لبعض الوقت، وولم يعد الاهتمام بها سوى منذ وقت قريب، والهيدروجين الأخضر متعدد المزايا، إذ إنه متجدد وقابل للتخزين والنقل ومرن في تحوله إلى طاقة كهربية، وخالٍ من مركبات الكربون، وعند احتراقه لا يترك سوى مصدر غني بالماء العذب، ويتولد من الرياح والشمس (الطاقة المتجددة).

وأشار إلى أن اتفاقية باريس خلت من الاهتمام بالهيدروجين الأخضر، ولكن في ضوء مؤتمر شرم الشيخ تغير الأمر، فالفائز الأكبر في قمة المناخ الأخيرة هو الهيدروجين الأخضر.

وتحدث الدكتور محمد عبدالمنعم الصاوي عن الإمكانيات الهائلة للطاقة الشمسية، وكيف أنها تفي باحتياجات العالم من الطاقة النظيفة عدة مرات، مشيرًا إلى إدراج إنتاج الهيدروجين الأخضر كأحد عناصر الطاقة في مصر، فتكنولوجيا الطاقة المتجددة الأخضر تم تطويرها على المستوى التجاري، ويتسابق العالم المتقدم على استخدامها في إنتاج الهيدروجين الأخضر لتوليد الكهرباء الذي سيشكل 42% من الطلب على الهيدروجين النظيف بحلول عام 2050.

وأكد أن كل ما تحتاجه هذه التكنولوجيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر من ثروات طبيعية هو الشمس والهواء وماء البحر، فالهدف الأول هو الإدخال التدريجي للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في إنتاج الكهرباء.

 

وضرب الصاوي أمثلة بألمانيا وأستراليا اللتين تتجهان إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة، ومؤكدًا أن الطريق إلى أن تكون مصر مركزًا عالميًّا للطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره هو المساحة من الأراضي المطلوبة لتغطية احتياجات العالم من الكهرباء (الصحراء الغربية) التي يمكنها تغطية احتياجات العالم من الطاقة النظيفة باستخدام المصادر المتجددة (الشمس والرياح).

اقرأ أيضا:

قمة المناخ : الحفائر الأثرية أثبتت حرص المصريين القدماء على الحفاظ على البيئة