السكاكين الكهربائية تسببت في قطع رأس طفل وإعاقة آخرين

فضيحة ضد حقوق الإنسان بأمريكا.. أطفال يعملون في مجازر غير آدمية تحت الأرض

لقطات من عمالة الاطفال
لقطات من عمالة الاطفال

كتبت: دينا جلال

«ضد الانسانية» قضية جديدة تنظرها وزارة العدل الأمريكية بعد كشف فضيحة بالمصادفة تتعارض مع مبادئ حقوق الانسان في كافة أنحاء العالم حول استغلال الأطفال للعمل في أماكن غير آدمية في أمريكا ويبدو أن المفاجآت ستتوالى في هذا الملف لتكشف مدى وحشية استغلال الأطفال في مؤسسات تدفع بهم للعمل في ظروف غير إنسانية وهو ما يندرج تحت مسمى العبودية الحديثة.

تنظر وزارة العدل الامريكية مأساة توظيف 31 طفلا تم إجبارهم على العمل ضمن واحدة من أشهر شركات الصرف الصحي في أمريكا، أما عن الظروف الانسانية التي تواجه هؤلاء الاطفال فتكشف تحقيقات مصورة عن عملهم في أماكن تحت الارض، لا تختلف كثيرًا عن المقابر وهى الاماكن المخصصة لذبح الحيوانات التابعة لشركات الغذاء الكبرى.

إصابات وحروق

بدأت القضية ببحث مكتب التحقيقات الفيدرالى فى شكوى ضد شركة صرف صحى ضخمة متهمة بتوظيف أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 عامًا، يتم إجبارهم على العمل فى نوبات ليلية خطيرة فى مصانع تجهيز الأغذية وتتضمن قائمة التجاوزات اضطرار هؤلاء الاطفال العمل لتطهير الآلات الخطرة وبجوارها بالإضافة إلى استخدام مواد كيميائية خطيرة لتنظيف المعدات الصناعية، وكشفت الشكوى أن ما لا يقل عن اثنين من الأطفال العاملين يعانيان من حروق كيميائية كاوية بسبب المواد المطهرة شديدة الخطورة بالإضافة إلى إصابات أخرى أثناء العمل فى أرضية ذبح الماشية فى مصنع تديره شركة «جى بى إس» للأغذية فى جراند آيلاند فى نبراسكا وهى مؤسسة تتفاخر طوال الوقت بامتلاك عمالة تصل إلى 17 الف موظف.

اقرأ أيضًا | السعودية تمنع ذبح حيوان أمام آخر وتحظر تصدير إناث الماشية

أصدرت وزارة العمل بيانًا خاصًا بتلك الواقعة تشير الى اكتشاف مصنعين فى مينيسوتا يستغلان الاطفال بشكل مسيئ وتجاوز لما جاء فى القانون الفيدرالى للقصر وكشف البيان أن اغلب الاطفال ممن يتم استغلالهم يتحدثون اللغة الاسبانية، وينفذون مهامهم تحت الارض بشكل سري.

قطع الرأس
تكشف التحقيقات؛ أن اكبر عامل تنظيف وتطهير تلك الاماكن طفل يبلغ عمره 14 عاما وهو طالب فى المرحلة الإعدادية تعرض للإصابة أثناء عمله الدائم لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة 11 مساءً حتى الساعة 5 صباحًا لمدة خمسة أو ستة أيام فى الأسبوع، وتوصل المحققون إلى أن هوية عمل الطفل العامل فى تلك الشركة مطابقة لهوية طالب تشير تقاريره المدرسية إلى نومه المستمر فى الفصل وتغيبه عن المدرسة بسبب إصاباته الكيميائية المتكررة فى المصنع، واشار التقرير إلى ان إصابة الطفل المتكررة ليست الامر المزعج الوحيد فهناك ثلاثة أطفال آخرين لقوا مصرعهم أثناء العمل منذ عام 2018، ومنهم طفل تعرض إلى قطع رأسه وهو ينظف سكين دجاج، بالإضافة إلى اصابات وتشوهات لحقت بأربعة اطفال انتهت بعمليات بتر وإعاقة دائمة.

ضد القانون
تنص القوانين الأمريكية التابعة لمعايير العمل العادل الصادر فى عام 1938 على منع القاصرين ممن تقل أعمارهم عن 14 عامًا من العمل تمامًا، ولا يُسمح للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 15 عامًا بالعمل بعد الساعة 9 مساءً فى الاجازة والسابعة مساءً خلال العام الدراسي، وتتساهل القوانين قليلا مع المراهقين ممن يبلغون 16 عامًا للعمل لتسمح بالعمل ثلاث ساعات فقط فى فترة الدراسة، كما تمنع القوانين عمل الأطفال حول المعدات الخطيرة.

يتهم المحققون الفيدراليون تلك المؤسسة بتجاهل قوانين عمل القُصر بتجاوز فاضح ووقاحة تامة لتستغل عمل الاطفال فى ظروف لا يقوى عليها الكبار حيث تولوا مهام تنظيف الآلات المستخدمة فى تقطيع اللحوم من «سكاكين كهربائية» وآلات شديدة التخصص والخطورة للتعامل مع حيوانات الذبح، وأجرى المحققون مقابلات مع الاطفال الضحايا ليؤكدوا ان عملهم تخصص فى تنظيف «مناشير تقطيع اللحوم والعظام» والآلات الخطيرة التى يحظر اقتراب الاطفال منها بالاضافة الى تنظيف ارضيات المذابح المغطاة بدماء ودهون الحيوانات، كما تواجه شركة الصرف الصحى تهم إضافية بعرقلة التحقيقات وتهديد العمال ممن أدلوا بالشهادة لمكتب التحقيقات الفيدرالى والتلاعب بملفات العاملين لإخفاء بيانات الاطفال وهويتهم والتجسس على التحقيقات.