فياض : سرقة المياه العربية يسبب الحروب والنزاعات وحلّها الركون الى القوانين الدوليّة

لبنان تسلم ليبيا رئاسة المجلس الوزاري العربي للمياه  

الدكتور وليد فياض وزير الطاقة والمياه اللبناني
الدكتور وليد فياض وزير الطاقة والمياه اللبناني

سلم الدكتور وليد فياض وزير الطاقة والمياه اللبناني ، رئيس مجلس وزراء المياه العرب فى الدورة ١٣ ، رئاسة  المجلس الوزاري العربي للمياه رقم ١٤ الى نظيره الليبي وزير الموارد المائية في الحكومة الليبية المهندس طارق عبد السلام بو فليقة.

وقال الدكتور وليد فياض خلال مراسم التسليم بحضور وزراء المياه العرب فى فعاليات مؤتمر المياه العربى الرابع للمياه المنعقد اليوم بجامعة الدول العربية ، اليوم الأربعاء ، إسمحوا لي بدايةً أن أثني على عمل اللجنة التحضيريّة لهذه الدورة بنسختها الرابعة عشر وعلى متابعة اللجنة الفنيّة العلمية الإستشارية والمجلس التنفيذي لمقررات الدورة الثالثة عشر والجهد الإستثنائي الذي بُذل طوال العام المنصرم في سبيل وضعها قيد التنفيذ وأتمنى لزميلي وزير الموارد المائية في الحكومة الليبية المهندس طارق عبد السلام بو فليقة الذي سيتولّى رئاسة الدورة الرابعة عشر للمجلس الوزاري العربي للمياه كل التوفيق والنجاح بمهمته.

وأضاف الدكتور وليد فياض ، تسلّم لبنان رئاسة هذا المجلس منذ سنةٍ جرت خلالها تطورات كثيرة ومهمّة ، على الصعيد السياسي والجيوسياسي عامةً أو على صعيد قطاع المياه خاصةً، وكلا المستويين مترابطين الى حدٍّ كبير. فالحرب في أوكرانيا وإنعكاسها على أسعار النفط والطاقة قد أثّرت بشكلٍ كبير على قطاع المياه ورفعت من كلفة تأمينها بنسبٍ متفاوتة بين البلدان، وهذا ما فاقم أزمة الغذاء الى جانب تدهور إمدادات الحبوب والأسمدة القادمة من منطقة التصعيد. مضيفاً ، لقد شاركنا منذ عدة أسابيع في أسبوع القاهرة للمياه بنسخته الخامسة حيث لمسنا بشكلٍ واضح هذا الترابط بين الأزمات وبين القطاعات الحيوية والخدمات التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية.

وتابع الدكتور وليد فياض،  خلال هذا العام أيضاً استضافت الشقيقة مصر قمّة المناخ بنسختها السابعة والعشرين COP27 حيث خصّص هذا الحدث العالمي يوماً كاملاً لمناقشة قطاع المياه، المتضرّر الأول والأكبر من تغيّر المناخ حيث تنحو مناطق شاسعة في العالم نحو التصحّر وندرة المياه وإستحالة الريّ ما يؤدي الى تضرّر الزراعة وهجرة الناس نحو المدن وتوسّع أحزمة الفقر ونشوء الأزمات الإجتماعية وعدم الإستقرار.

وقال الدكتور وليد فياض،  لا يخفى على أحد أن عدداً كبيراً من النزاعات السياسية أو المسلّحة بين البلدان سببتها ندرة المياه والخلاف على تقاسم الأنهار العابرة للحدود. وبلداننا العربية ليست بمنأى عن هذه الأزمات بل هي في خضمّها بدءاً من العراق ونهري دجلة والفرات مروراً بسوريا مع نهر الفرات أيضاً ومنابع المياه في الجولان المحتلّ ولبنان مع نهر الوزّاني ومزارع شبعا المحتلّة وأطماع العدوّ الإسرائيلي التاريخيّة بنهر الليطاني، ومصر والسودان حيث أزمة سدّ النهضة مع أثيوبيا وصولاً الى فلسطين المحتلّة والغزو الإسرائيلي اليومي للمياه وحرمان الفلسطينيين منها. كلّها تشكّل بؤراً لعدم الإستقرار وسبباً للحروب والنزاعات وحلّها الوحيد الركون الى القوانين الدوليّة والوحدة بين الأشقاء العرب والدعم المتبادل بعيداً عن أي تمايزات قد تنشأ بين الحين والآخر.

يتزامن إنعقاد الدورة الرابعة عشر للمجلس الوزاري العربي للمياه مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع إطلاق فعاليات المؤتمر العربي الرابع للمياه تحت رعاية سيادة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس وحضور دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد أشتيّة تحت عنوان "الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام". وهذا العنوان يختصر فعلاً كل الأهداف والتحديات التي تواجهنا في العالم العربي: فالأمن المائي العربي هو أساسي من أجل الحياة الكريمة لشعوبنا، والمياه هي الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة وفي صلب اقتصادياتنا، ولا سلام بين شعوب المنطقة دون حلّ لقضايا المياه العابرة للحدود ودون وضع حدٍّ نهائي لأطماع الإحتلال الإسرائيلي في مياهنا.

واستطرد الدكتور وليد فياض،  يسلّم لبنان اليوم رئاسة الدورة الرابعة عشر للمجلس الوزاري العربي بعد تحقيق عدة خطوات بإتجاه تفعيل عمل هذا المجلس ليس أٌقلّها الإنتهاء من تحضير مشروع النظام الأساسي للمركز العربي لدراسات إقتصاديات المياه، وهنا لا بدّ من شكر المملكة العربية السعودية على إعداد التصوّر الأوّلي لهذا المركز الذي نأمل أن يبصر النور خلال رئاستكم لهذه الدورة.

وتمنى فياض  للزميل العزيز، وزير الموارد في الحكومة الليبية محمد عبد الكريم دوام  النجاح في عمله وللإخوة المشاركين التوفيق في أعمال هذه الدورة لما فيه مصلحة العالم العربي وشعوبنا.