عاجل

روسيا تُعلن عن تقدم وتحرير بلدات في دونيتسك بالكامل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء 30 نوفمبر، عن تحرير قرى بيلوجوروفكا وبيرشي ترافنيا في دونيتسك بالكامل، وتم تصفية ما يصل إلى 50 جنديًا أوكرانيًا، وتدمير 4 مدرعات قتالية.

وأعلن عن ذلك المتحدث الرسمي باسم الوزارة الروسية، إيجور كوناشينكوف، الذي أضاف أن الطيران الميداني والتكتيكي والجيش والقوات الصاروخية والمدفعية للقوات المسلحة الروسية تواصل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانياً، وفي إطارها تم قصف 79 وحدة مدفعية من القوات المسلحة الأوكرانية في مواقع إطلاق النار، ومناطق تمركز الأفراد والمعدات العسكرية في 157 مقاطعة.

اقرأ أيضًا: الدفاع الروسية تنفي «اختراق المجال الجوي» لأي دولة أجنبية

ونجحت القوات الروسية في تحرير قرى بيلوجوروفكا وبيرشي ترافنيا في دونيتسك بالكامل، وتم تصفية ما يصل إلى 50 جندًيا أوكرانيًا وتدمير 4 مدرعات قتالية، و3 منصات مدفعية ذاتية الدفع و6 مركبات.

وفي اتجاه كوبيانسك، حاول العدو، باستخدام قوات المجموعات التكتيكية وسرية الدبابات، مهاجمة مواقع القوات الروسية في منطقة قرى نوفوسيلسكويه بلوجانسك.

إلا أن القوات الروسية نجحت في صد الهجوم، ونتيجة لأضرار النيران، أعيدت وحدات القوات المسلحة الأوكرانية إلى مواقعها الأصلية، وتم تصفية ما يصل إلى 50 جنديًا أوكرانيًا، وتدمير 10 دبابات، وعربة قتال مشاة، ومدرعتين لنقل الجنود، وقاعدة مدفعية ذاتية الدفع، وسيارة.

وكذلك صدت القوات المسلحة الروسية محاولة لثلاث مجموعات تكتيكية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، معززة بالدبابات، للهجوم على مواقع القوات الروسية في اتجاه لوجانسك، وقد نجحت القوات الروسية في هزيمة العدو وإعادة وحدات القوات المسلحة الأوكرانية إلى مواقعها الأصلية، بعد أن تكبدت خسائر أكثر من 40 جنديًا من القتلى، ودبابة، و4 مركبات قتال مشاة، ومركبة واحدة مع الذخيرة.

وفي اتجاه جنوب دونيتسك حاولت قوات ثلاث مجموعات تكتيكية مهاجمة مواقع القوات الروسية في مناطق قرى نوفوميخايلوفكا ونوفودونيتسكويه ونوفوسيولكا بدونيتسك، لكن القوات الروسية نجحت في صدها، ونتيجة لأضرار النيران والإجراءات النشطة للوحدات الروسية تم صد الهجمات المضادة، ودفع العود إلى مواقعه الأصلية، وتصفية أكثر من 50 جنديًا أوكرانيًا ومركبتي مشاة قتالية ومدرعتين لنقل الجنود وسيارة مصفحة و4 مركبات.

وتم تدمير مستودع كبير للصواريخ والأسلحة المدفعية لمجموعة "خارتيتسا" التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، حيث تم تدمير صواريخ "هيمارس" وMLRS و"أوراجان" لراجمات الصواريخ في منطقة مدينة دنيبروبيتروفسك.

وكذلك تم تدمير محطتي رادار AN/TPQ-37 أمريكية الصنع مضادة للبطاريات، وفي قرية توريتسك بدونيتسك تم تدمير مركز القيادة ومركز الاتصالات للواء الأول للقوات المسلحة الأوكرانية، وخلال معركة مضادة للبطاريات في منطقة قرية جوفتنيفويه بمنطقة خاركوف، أصيبت فصيلة من أنظمة المدفعية الأمريكية الصنع M777 في موقع إطلاق النار.

وتم تدمير مستودع ذخيرة لواء المشاة رقم 60 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من قرية بريمورسكويه بمنطقة زابوروجيه.

ونجحت أنظمة الدفاع الجوي الروسية في إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز "سو-25" في منطقة قرية أرتيوموفسك بجمهورية دونيتسك الشعبية، وتم تدمير 8 طائرات مسيرة.

وإضافة إلى ذلك تم اعتراض 8 صواريخ من راجمات الصواريخ "هيمارس" في لوجانسك ودونيتسك.

وإجمالًا، ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تم تدمير ما يلي: 334 طائرة، و177  مروحية، و2589  طائرة بدون طيار، و391  منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و6903  دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و904  راجمة صواريخ متعددة، و3634  قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و7424  مركبات عسكرية خاصة.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية ، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن. 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.
وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.