حسن الرداد: «تحت تهديد السلاح» قصة عن عدالة الحياة |حوار

حسن الرداد
حسن الرداد

مازال فيلم «تحت تهديد السلاح» للمخرج محمد عبد الرحمن حماقي يواصل رحلة نجاحه السينمائي متصدراً شباك التذاكر المصري بالإضافة إلى نجاح جماهيري ونقدى سواء فى الدول العربية أو الدول الغربية حيث تزامن عرض الفيلم فى أمريكا ومدن أوروبية مثل لندن مع عرضه فى مصر وسط حضور جماهيري كبير وترحيب، ليجدد الآمال فى يوم تعود فيه السينما كمصدر دخل بالعملة الصعبة لينعش الاقتصاد ويقدم صورة مميزة عن الحياة المصرية.


وربما كان اللافت فى أغلب ردود أفعال الجماهير الذين شاهدوا الفيلم أنه بالرغم من أن أحداثه جاءت مليئة بمشاهد درامية قاسية إلا أن المخرج محمد عبد الرحمن حماقي حافظ على الصور السينمائية لتعبر عن بلد جميل مثل بعض المشاهد التى تم تصويرها فى نهر النيل الذى ظهرت مياهه متلألئة تحت أشعة الشمس فيما ظهرت الشوارع هادئة مقدماً فى النهاية صورة عن بلد يحلم المشاهد بزيارته.


«الأخبار» تحدثت مع النجم حسن الرداد الذى أعرب عن سعادته البالغة بردود الأفعال هذه واصفاً إياها بأنها «فاقت توقعاته»، وعن كواليس هذا الفيلم الناجح والشخصية التى قدمها تحدثنا معه.
فى البداية سألناه:

 فيلم «تحت تهديد السلاح» أحداثه كاملة مستوحاة من قصة واقعية كما أعلنت أسرة الفيلم، إلى أى مدى تشابهت شخصية البطل الحقيقي مع شخصية خالد السمري التى ظهرت بها أمام الجماهير على الشاشة؟


- الحقيقة شخصية خالد السمري التى ظهرت على الشاشة تشابهت كثيراً مع الشخصية الحقيقية من ناحية جوهر الأحداث لأن الأحداث التى جاءت فى الفيلم قادمة من قصة واقعية كتبها الأستاذ أيمن بهجت قمر من واقع ملفات المحامي محمد بهاء أبو شقة وهى أحداث حقيقية حصلت فى ريف مصر وحدثت بنفس الترتيب الذى شاهده الجمهور ولكن الأستاذ أيمن بهجت قمر غيَّرَ بعض التفاصيل البسيطة مثل الطبقة الاجتماعية التى كان ينتمى إليها البطل الحقيقي فقد تجدينه مثلاً من طبقة اجتماعية أخرى غير التى انتمت إليها الشخصية التى قدمتها فى الفيلم، ربما كان له شكل مختلف من ناحية الملامح أو الهيئة الجسمانية، ربما كان أسلوب كلامه مختلفاً، أو حتى طريقة ملابسه ولكن فى النهاية تبقى الحدوتة كما هى متطابقة فى الواقع والسينما، فالبطل الحقيقي كما ظهر على الشاشة هو شخص تعرض لغيبوبة لوقت طويل وبعد أن فاق وجد عالمه قد انقلب رأساً على عقب.


لاقى تجسيدك للمشاهد التى كان يتعرض فيها البطل لتشنجات إثر تعرضه للصدمات إعجاباً كبيراً من الجمهور، كيف قمت بالاستعداد لهذه المشاهد؟
- مشاهد ما بعد الصدمات كانت فى منتهى الصعوبة فبالنسبة لمشاهد التشنجات حينما كنت أستعد لها قررت أن أستعين بالعلم وأقدمها بشكل علمي فذهبت إلى استشاري جراحة مخ وأعصاب اسمه دكتور عمرو فريد وهو التخصص الذى تقع تحته حالة خالد وجلست معه لأفهم منه ما هي الحالة وما الذى يحدث للإنسان تحديداً سواء على مستوى المخ أو على مستوى المشاعر والحقيقة ساعدني جداً وأرسل لي العديد من المقالات التى تساعدني على فهم أبعاد الشخصية كما شاهدت بالفعل الكثير من حالات مرضى التشنجات فى الواقع وبدأت أفهم الظروف والمراحل التى يمر بها الشخص، بل وحتى الفروق بين الحالات المختلفة سواء بين الكبار والصغار، أو الرجال والسيدات وظللت فى مرحلة الدراسة حتى استوعبت الموضوع تماماً، وكذلك شاهدت أيضا المشاهد التى قدمت فى السينما سواء المصرية أو العالمية لكى أكون ملماً بكل شيء وأفهم ما تم تقديمه بشكل صحيح وما تم تقديمه بشكل خاطئ.


وما هي المدة التى استغرقتها فترة البحث والدراسة والفهم؟
ـ استغرقت ثلاثة أشهر بشكل أساسي لأدرس الحالة بشكل عميق ومذاكرة المشاهد والاستعداد.


إذا سألتك كيف رأيت رسالة هذا الفيلم؟
- بصفة عامة فى السينما حينما يتم تقديم فيلم فكل شخص يراه بطريقته الخاصة وأحيانا قد يرى المشاهد الفيلم بطريقة تفاجئ صناع العمل أنفسهم، ولكن إذا سألتني ما الذى شعرت به أنا شخصياً؟ فسأقول لك إنني رأيت عدة أمور من أهمها هو أن العدل ينتصر فى النهاية والحق يعود لأصحابه مهما حدث، فمثلاً فى أحد المشاهد فى الفيلم كان البطل يتساءل لماذا عدت من الغيبوبة؟ ربما كانت عودته التى كان من الأساس مفقود الأمل فيها قد جاءت من أجل ظهور الحقيقة وعودة الحق لأصحابه، لأن الكذب والغش والخيانة فكلها أمور فى النهاية تكشفها الأيام.


 ولكن ما هو المشهد الأصعب فى هذا الفيلم؟
- لا يمكنني أن أقرر ما هو أصعب مشهد لأن المشاهد كلها كانت صعبة لأن تقسيمة الفيلم نفسها كانت صعبة بداية من إفاقة البطل من الغيبوبة لمشاهد التشنجات للهلاوس لعودته لمنزله، الحقيقة كل مرحلة من مراحل الشخصية فى الفيلم كانت فيها تحدياتها الخاصة.


 في النهاية هل نجاح الفيلم فى عروضه فى الخارج يعطى بارقة أمل في أن تعود السينما المصرية من جديد كمصدر للدخل القومي؟
- السينما كانت طوال عمرها مصدر دخل للاقتصاد المصري ونحن نشاهد مثلاً كل يوم فى الخارج تقديراً واحتراماً للفن لأنه حاجة عظيمة جداً والتمثيل تتضافر فيه العناصر الفنية المختلفة من دراما ومزيكا وإضاءة وتمثيل وإخراج لكى يقدم عملاً فنياً بشكل جميل يخاطب وجدان ومشاعر المشاهد ويؤثر فيه، وفى اعتقادي أن عرض الفيلم والإقبال عليه فى الخارج يعتبر خطوة مشجعة للناس على عمل أفلام وأن يكون لهذه الأفلام منافذ فى الخارج لأن عرض الأفلام سيكون له دخل بالعملة الصعبة ومردود على الاقتصاد المصري وهو أمر إيجابي كلنا نرغب فيه.