محمد البهنساوي يكتب: ولايزال التربص مستمرا !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

بعد الموقف الأخير للبرلمان الأوروبى تجاه مصر، تملكتنى الدهشة ليس من الموقف لكن من الغاضبين منه، وكأن هذا الكيان الغربى كان يوما عادلا ومنصفا أو نصيرا لمظلوم ومنحازا لحق، كما أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة لتلك المواقف والقرارات التى يجب الا تؤثر فينا قيد أنملة، ولو أن لدى القائمين على هذا البرلمان حمرة خجل أو لدى إعلامهم مثقال ذرة مصداقية وحيادية لأقاموا المحاكمات القانونية والإعلامية والأخلاقية، ليس للبيان إنما لما حمله من أكاذيب ووقائع ليست حقيقية، منها مثلا ما ذكره حول استمرار الطوارئ بمصر وإعدام الأطفال، تلك السقطة تؤكد بما لا يدع مجالا لشك عند أى محايد حالة التربص التى تحكم هذا البرلمان تجاه مصر سعيا لمصالح بلادهم وليس شعبنا بالطبع

حالة التربص تلك تتملك الغرب كله تجاه مصر منذ عقود وقرون، وتزداد وتيرتها مع أى تقدم أو تطور نحرزه، واستفحل التربص ضد مصر بعد ثورة 30 يونيو، وسن الغرب سكاكينه لطعنها علانية ومن كل جهة وسط موجة تحريضية دولية من القارة العجوز وحلفائها بأمريكا وبعض ذيولهم بالمنطقة، وأمام موقف عربى قوى ومشرف وقتها واجه تلك التحركات لم يوقف الغرب تربصه بمصر، إنما لجأ لأساليب قذرة يجيدها من التآمر سرا ضد مصر ونظامها، وبعد نجاح مصر فى مواجهة تلك المؤامرات و عبورها بسلام، لم ييأس الغرب ولم ولن يتوقف عن تعكير صفو حياتنا والنيل من كل جميل نفعله، وما تم بمؤتمر المناخ مؤخرا فى شرم الشيخ ليس ببعيد، عرس مصرى ناجح بامتياز ولا يمكن لأحد إنكاره، فكيف يصمت الغرب ويخالف طبيعته المتربصة بنا، فإذا به و بخبث وانحطاط يدفع إلينا من يحاول تعكير عرسنا وينغص فرحتنا محاولا إثارة قضية علاء عبد الفتاح واتخاذها ذريعة لتشويه مصر.

ولأن الغرب ناجح وبامتياز فى التحرك الموحد بقضاياه وأهدافه الخارجية، نجد الكل يعزف على نفس النغمة مع اختلاف أدوات العزف، وهاهو رئيس وزراء بريطانيا الذى لم يكمل أياما بمنصبه يأتى مؤتمر المناخ « وهو حافظ مش فاهم « ليصرح بما تم تلقينه به حول نفس الموضوع، ولأن الإعلام الغربى جميعه مخلص لبلاده وقضاياها، وهو الوسيلة الأكثر خبثا وسوءا فى تربص الغرب بمصر ويبث سمومه للعالم أجمع، وبنظرة للمحطات ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام الغربية نجد إخلاصا ما بعده إخلاص، حملات ممنهجة وبارعة فى إلباس كل أكاذيبهم عن مصر ثوب الحق والفضيلة

وهنا وقفة مع المخدوعين بالغرب رغم مصائبه تجاهنا، واسألهم أين هذا الغرب العادل وبرلمانهم الديموقراطى مما يحدث وسيحدث للفلسطينيين على يد الصهاينة، وما فعلته وتفعله أمريكا بأطفال ونساء العراق ومعتقل جوانتنامو أحد أقذر المعتقلات بالتاريخ وما تفعله بالسود من مواطنيها، وأين هم من تمزيق ليبيا وهدم لبنان وتدمير سوريا وغيرها الكثير الذى لا يحرك ساكنا للأوروبيين ومن  والاهم، وفى حين يلبس إعلامهم الباطل ثوب الحق، يلبس المتربصون من جلدتنا كل حق ثياب باطل كثيرة لتشويه مصر والمصريين، وكما قالها شوقى من عقود « مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا»، ولتقرأوا باقى القصيدة لعلكم تهتدون.