الخروج عن الصمت

خيوط الحرير«٢من ٣»

محمدعبدالواحد
محمدعبدالواحد

محمد عبد الواحد

لم تكن خيوط الحرير إلا صناعة من تلك الصناعات التى تميزت بها تلك البلده الهادئة ( المحله الكبرى ) التى تمتلأ بالحرف  اليدويه..والمهارات  الفنيه ..ورغم الصخب   المصاحب  لأبناء تلك الصنعه .


إلا أنك سرعان ماتنسى  ذلك  وانت تسير  بجنبات  أرضها  التى   غلفت بخضارها  حيث تلتحم الفوؤس بالأرض  فتتكلم وتنتج خيراتها ،  فتشعرك بالسكينه وهدوء النفس .    من خلال قصتى ( خيوط الحرير)  أردت  أن اسلط  الضوء   على تلك الصنعه  التى اندثرت  من خلال دوران    رحلتها  اليوميه  التى تبدأ   مع بزوغ  الفجر .


حيث ياتيك صفير الإنذار وهو  صراخ   المعلم  (فتحى رزه)
معلنا   بدايه الرحله بوصول صبيانه   باجسادهم  النحيله  حاملين  شلات  الحرير  ليلتحموا   بتلك  الاعمده  الخشبية  التى  كانت  سمة  من  سمات  القطر  المصرى ، وعندما  تلمحها  عيناك  تجد  تجمع  لهؤلاء  حولها


وعندما ترقب حركاتهم   ترى  كلا  منهم يقف بجوار  عمود  يحاول  لف  جزء  منه  بقطعة  قماش  وربطها  جيدا  بعد  أن  يلف  حولها  الخيوط .  ويقف كلا  منهما  أمام  ماحمله  على  كتفه  ويفرد  مشمعة  على الأرض  ويمسك  بطرف  رزة  هذه  الشله ليرتطمها  بالأرض  مرات  عديدة  حتى  تتخلص  من  اخر  قطره  ماء  معلقه  بها  ثم  يربط  طرفها  على أحد الاعمده  وفى موازه  هذا العمود  عمود آخر   يقوم  بلف  الخيوط  حوله  ذاهبا  وإيابا  مرات  عديدة  حتى  ينتهى  من  لف  شله  الحرير  الملفوفه  بين  راحه  يداه .  ثم  تبدأ  سينفونيه  غزل  تلك  الخيوط  بتلك  الأصابع ومهارة  الوصلات  التى  توصل  ببعضها  معقوده  بعقده  لا  تلمحها  عيناك  اوتفسر  مكان  وجودها . وبينما  انت  تتأفف  من  برد  الشتاء  تجد  هذه  الأجساد  وهى  تتصبب    عرقا  وكلما  سطع  ضوء  الشمس  ترى  لمعان  وبريق  لتلك  الخيوط  الذهبيه . ولم يكن  هؤلاء  وحدهم  من  يمتهنون  تلك  المهنه  بل  كانت  مجموعات  تتشكل  تحت  لواء  معلم . فتراهم  حيث  يمتد  مسار  تلك  الاعمده ، وعندما يحين  وقت  الظهيرة  تراهم  يستظلون  بظل بعض الأشجار  اذا كان يومهم مشمس  .
وللحديث عن أسرار  تلك  الصناعه  بقيه.