عاجل

«أخبار النجوم» تطرح السؤال.. هل تأخذ قضايا المرأة حقها من الدراما؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: محمد إسماعيل

“المرأة نصف المجتمع”.. حقيقة لا تقبل الشك وتحظى بأهميتها لدورها الفعال ليس في الأسرة فقط ولكن في المجتمع أيضًا وفي خلال سنوات عديدة لم تحظ باهتمام الدراما أو السينما إلى أن فجرت نيللي كريم بمسلسلها الذي عرض رمضان الماضي “فاتن أمل حربي” بركان الغضب ووضعت إحدى أهم مشاكل المرأة بقانون الأحوال الشخصية أمام المجتمع.. إلا أن الأمر لم يتوقف على ذلك فقط ولكن هناك ٥ مسلسلات يتم التحضير لها سواء داخل أو خارج السباق الرمضاني فتتنافس نيللي كريم ومنى زكي وروبي وروجينا على أعمال تهتم بقضايا المرأة في رمضان المقبل وتركيزها على النماذج الإيجابية أيضًا، وليس السلبيات فقط بالإضافة إلى مسلسل “ليه لأ” لنيللي كريم خارج السباق الرمضاني... “أخبار النجوم” قررت طرح تساؤل على القائمين والمهتمين بالدراما: هل تأخذ  قضايا المرأة حقها من الدراما  .. ام أنها مجرد موجة وستنتهى ؟

في البداية يقول الناقد رامي المتولي إن اهتمام الدولة بالمرأة ليس بجديد فمنذ بداية الدراما والسينما كانت المرأة تستحوذ على جانب كبير من الأهمية، وكان وضع المرأة في الدراما المصرية دائمًا يثير النقاش، فالمرأة دورها لا يقل أهمية عن دور الرجل في المجتمع ككل، وفي بداية الخمسينيات كانت هناك أعمال كثيرة تحترم المرأة وتسلط الضوء دائمًا على قضاياها المختلفة، ولكن هناك فترة من الفترات كانت هناك أعمال قدمت صورة المرأة بشكل غير لائق، وحاصرتها في أدوار الإغراء وسرقة الرجل من زوجته والخيانة الزوجية على الرغم من أهميتها في المجتمع وهناك أفلام عديدة ظهرت فيها المرأة بشكل مختلف منذ الخمسينيات على سبيل المثال “بين القصرين” و”سيد درويش” وغيرهما بالإضافة إلى أن السينما جسدت دور المرأة في ثورة 1919 ولكن يجب التفرقة بين تناول قضايا المرأة في الدراما والسينما وبين البطولة النسائية...

وفي الفترة الحالية تشهد تركيز الدراما على المرأة والدليل على ذلك نجاح مسلسل “فاتن أمل حربي” الذي عرض في رمضان الماضي محققًا نجاحًا كبيرًا لأنه ركز على قضايا مهمة تتعلق بالنفقة والطلاق ومحاكم الأسرة وهو ما سنحتاجه في الفترة الحالية أيضا هناك أعمال أخرى بدأت تجسد قضايا المرأة ومنها مسلسل “ليه لأ” الذي يعتبر من الحلقات المنفصلة المتصلة التي كانت كل حلقة منها تمثل تجسيداً للمرأة كبطولة نسائية بالاضافة إلى أنها تتناول قضية من قضايا المرأة وفي فترة السبعينيات كانت قضايا المرأة مثل فيلم “أريد حلاً” لفاتن حمامة وبسببه تم تغيير قانون الأحوال الشخصية وفيلم “لا عزاء للسيدات” الذي ألقى الضوء على نظرة المجتمع السيئ للمرأة المطلقة بالإضافة لمسلسل “هي والمستحيل” الذي يقدم نموذجاً للمرأة التي تتحدث الصعاب والجهل والفقر وتعتبر الأفلام السابقة أو الأعمال السابقة ليست الوحيدة فهناك في الثمانينات فيلم “عفواً أيها القانون” للفنانة نجلاء فتحي الذي تناول الخيانة الزوجية والفرق في العقوبة بين الرجل والمرأة بشأن الخيانة وهناك فيلم “بريق عينيك” لمديحة كامل ونور الشريف الذي تناول قانون بيت الطاعة واستغلال الرجل له في سبيل إذلال الزوجة ومن وجهة نظري منذ عام ٢٠٠٠ عانت المرأة من التجاهل التام في الدراما والسينما وتم التركيز علي موضوعات أخرى تم تناولها أكثر من مرة دون جديد إلا أن الوقت الحالي يمثل عودة لمناقشة قضايا المرأة وعودتها لمكانتها الطبيعية. 

اقرأ أيضًا

نجلاء فتحي.. مطربة لأول مرة في السبعينيات 

أيضا يقول المؤلف أحمد أبوزيد أن المرأة لا تعاني من التجاهل على الإطلاق لأن غالبا ما ستجد قضاياها مطروحة في الأعمال الدرامية والسينمائية حتى وإن كانت بشكل غير مباشر ولكن المنتجين والمخرجين دائما لهم نظرة في طبيعة الموضوعات التي يمكن طرحها من عدمة خاصة تلك الموضوعات الحساسة التي يصعب طرحها بصورة حقيقية مضيفًا أن التجارب السابقة لتلك الأعمال أثبتت نجاحها وفي الفترة المقبلة سنشهد مزيدًا من تلك الأعمال.

في حين تقول رانيا يحيى عضو المجلس القومي لحقوق المرأة أن المرأة بدأت تأخذ وضعها ومكانتها التي تليق بها في الدراما والسينما في الشهور الماضية والدليل على ذلك مسلسل نيللي كريم “فاتن أمل حربي” الذي عرض في رمضان الماضي والذي يتحدث عن معاناة المرأة مع قانون الأحوال الشخصية ومحاكم الأسرة وأظهر قضية من القضايا الكثيرة التي تعاني منها في السنوات الماضية، وأحب أن أشكر القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لاهتمامة بالمرأة وهو ما دفع صناع الدراما والسينما للاهتمام بالمرأة وإلقاء النظرة عليها خاصة في ظل التجاهل الذي تعاني منه منذ سنوات فقد أظهرت التقارير الرسمية عن سلبية نظرة الدراما للمرأة في السنوات الماضية وتناولت صورة المرأة في الدراما في الفترة من 2016 الى 2020 والتي أثبتت أن الدراما لم تواكب التطور في قضايا المرأة واقعيًا ولم تعكس الإنجازات ونجاحاتها التي حققتها، وركزت على أدوارها التقليدية والسلبية فقط إلا أن هذا الوضع بدأ يتغير تدريجياً خاصة مع الأعمال التي بدأت تقدم عن المرأة وأن الصورة السلبية في رمضان الماضي في النصف الثاني قد تغيرت إلى إيجابية تماماً ولذلك فإن صناع الدراما والسينما عليهم مواجهة حقيقة أن المرأة تحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء على قضاياها ولذلك فإن هناك العديد من الأعمال التي تصور في الفترة الحالية والتي ستعرض في رمضان وخارج رمضان وتلقي الضوء على النماذج الإيجابية بالإضافة إلى معاناتها في المجتمع من قضايا تحتاج إلى إلقاء الضوء عليها.

وتضيف رانيا يحيى أن قضايا المرأة تعتبر الأرض الخصبة للدراما والمسلسلات خاصة أنها تحتاج لإلقاء الضوء عليها إلى مزيد من التركيز لأن المرأة لا تزال تعاني إلى الآن من العنف الزوجي والقهر والقضايا الأخرى بالإضافة إلى قوانين محاكم الأحوال الشخصية وقضايا محاكم الأسرة وأيضا التحرش الذي طالما تعيش فيه وتعاني منه وفي كل قضية من تلك القضايا هناك موضوعات دسمة ممكن أن تتناولها الدراما وتعتبر قضايا المرأة محاولة ناجحة للخروج من النمطية التي تعاني منها الدراما والسينما في نفس الموضوعات التي تكرر منذ سنوات طويلة بدون جديد، فالمرأة ظلت أسيرة للنمطية الدرامية خلال السنوات الماضية دون تغيير خاصة أن كثيراً من القضايا الشائكة لا يستطيع أحد أن يتطرق إليها بحقيقة واضحة وأبرز تلك المسلسلات ليس فقط “فاتن أمل حربي” ولكن هناك “البحث عن علا” لهند صبري ومسلسلات أخرى تناولت حرمان الأم من أطفالها والمرأة التي تعول أطفالها وإخوتها، أو إنسانة تبحث عن حقها في ميراث أو حقها في تبني مثل مسلسلي “ليه لأ” و”إلا أنا “... وكل ما نرجوه نحن في المجلس القومي للمرأة من صناع المسلسلات والأعمال الدرامية والسينمائية أن يتم طرح قضايا المرأة بإيجابية وموضوعية دون تطرق إلى أحداث تشوبها، وأن يتجولوا في الشوارع ويطلعوا على القضايا في المحاكم ليروا الحقيقة ويطرحوها بشكل موضوعي دون أي فرعيات قد تؤدي إلى تشويه صورة المرأة في المجتمع.